إلغاء الطوارىء يعطى السياحة قبلة الحياة

تعتمد مصر على قطاع السياحة في توفير نحو 20% من العملة الصعبة سنويا، كما يقدر حجم الاستثمارات بالقطاع لنحو 68 مليار جنيه، هذا بالإضافة إلى أن من يعمل ويستفيد من مجال السياحة يصل إلى 4 ملايين مصرى، فمصر تمكنت من استقبال 14.8 مليون سائح خلال عام 2010، وانخفض الرقم فى عام 2011 إلى 9.8 مليون سائح، وعاد ليرتفع من جديد فى عام 2011، ليصل إلى 11.3 مليون سائح، ثم 11.8 مليون سائح عام 2012، حيث تحتل مصر حاليا المركز 22 بين أفضل 50 مقصدا سياحيا على مستوى العالم، ولكن لم تستمر السياحة فى حالة الرخاء خلال الفترة الماضية بفرض حالة الطوارىء، ووجود المظاهرات والمسيرات فى المحافظات بصفة مستمرة، الأمر الذى أدى بدوره لطمس مصدر أساسى لربح قطاع كبير من الشعب المصرى المشتغل بمجال السياحة، حيث انخفضت معدلات النشاط السياحى فى مصر خلال الثلاث شهور الأخيرة بنسبة 95% وهو الأمر الذى أضطر معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين، صرف مبلغ ألف جنيه لكل مرشد سياحي كمنحة من وزارة السياحة للمرشدين السياحيين.

بوادر تغير الحال بدأت تظهر خلال الأيام السابقة، حيث ارتفع نسبة الإشغال السياحي بالأقصر إلى 10% بالفنادق العائمة والثابة بعد وصول وفود من عدة دول أوروبية، كما وصلت نسبة الإشغال السياحة بالبحر الأحمر إلى 40%، وهو ما يعنى الأيام القادمة ستشهد طفرة نوعية فى مجال عودة الحياة إلى مجال السياحة، حيث يتوقع الخبراء أن تتعافى السياحة خلال الأيام القادمة بنسبة 60%، خاصة مع قيام 20 دولة برفع الحظر عن السفر إلى مصر أهمها ألمانيا وبريطانيا، التى قامت برفع الحظر عن مواطنيها للسفر إلى الأقصر وأسوان، بالإضافة إلى تخفيض تذاكر الطيران بنسبة 20%، وتأجيل زيادة رسوم تأشيرة الدخول إلى 25 دولارًا بدلا من 15 دولارًا.

كما أعلنت مجموعة شركات بحرينية المستحوذة على ملكية «أميريكان إكسبريس فرانشايز» زيادة استثماراتها في مصر من خلال شرائها شركتي «توماس كوك» بمصر دعمًا منها لصناعة السياحة والسفر وتوجيه السياحة الخليجية والعالمية إلى مصر. وكانت مصر تعاقدت مع شركة الطيران التركية، حيث أصبح هناك رحلات طيران مباشرة من اسطنبول إلى الإسكندرية والغردقة، وقريبا الأقصر وأسوان.

ويتوقع هشان زعزوع، وزير السياحة، أن تستهدف مصر 13.5 مليون سائح في نهاية عام 2014، بالتعاون مع جميع أجهزة الدولة وعلى رأسها وزارة الداخلية لدعم السياحة، كما أن عدد السائحين الذى سيصل لمصر بنهاية عام 2013 بين 10 و11 مليون سائح، بإيرادات ما بين 8.5 مليار و9 مليارات دولار.

كل هذه العوامل تجعلنا نتفائل بوجود تقدم ملحوظ فى مجال السياحة خلال الأيام القادمة، بما يعود بالخير على المصريين، ولكن يجب ألا ننسى أن الجانب الأمنى هو العامل الأكبر والمتحكم فى استمرار نشاط أو ركود.

التحرير