الأخبار

“الصندوق الأسود” برتقالي اللون

7

بعد الحادث المأساوي الذي استيقظت عليه مصر صباح الخميس الماضي، بفقدان طائرة إيرباص A 320، والتي كانت تحمل على منتها 66 راكبا، حتى تأكدت السلطات الأمنية بتحطمها كاملة داخل البحر المتوسط، ليظل الحصول على “الصندوق الأسود” طوق النجأة للتعرف على أسباب سقوطها، حيث أكد مصدر مسؤول بوزارة الطيران لـ”الوطن”، أن لجان البحث عن حطام الطائرة المنكوبة، التي تقودها القوات المسلحة في طريقها لإيجاد “الصندوق الأسود”، وأن عملية العثور عليه قد تستغرق فترة من يوم حتى 48 ساعة.

يتواجدان في طرف الطائرة، ويقومان بوظائفهما التسجيلية على متنها خلال الرحلة، بينما تلزم القوانين الدولية المتفق عليها جميع الرحلات التجارية بحمل جهازي تسجيل معلومات خاصين بأداء الطائرة وظروف الرحلة أثناء الطيران، فمنذ الستينيات بدأ التفكير في جهاز يستطيع تحمل الانفجارات داخل الطائرات وحطامها، والانفجارات التي تتعرض لها، وأيضا تحمل المكوث عبر المحيطات، فأنشأ “الصندوقان الأسودان” ليتحملا مسؤولية نقل المعلومات والتسجيلات الصوتية.

وفي عام 1953، كان الخبراء يحاولون التواصل إلى سبيل لمعرفة أسباب سقوط بعض الطائرات التابعة لشركة “كوميت”، التي بدأت تلقي ظلال الشك على مستقبل الطيران المدني، وبعد عام من اقتراح عالم الطيران الأسترالي ديفيد وارن، صناعة جهاز لتسجيل تفاصيل رحلات الطيران، وكان الجهاز الأول أكبر من حجم اليد، حيث يستطيع تسجيل ما يقرب من 4 ساعات فقط، داخل مقصورة القيادة وتفاصيل أداء أجهزة الطائرة، وعندما وأصيب “وارن” بالدهشة عندما رفضت سلطات الطيران الأسترالية جهازه، وقالت إنه “عديم الفائدة في مجال الطيران المدني”، وأطلق عليه الطيارون اسم “الأخ الكبير” الذي يتجسس على أحاديثهم، بينما لقي جهازه ترحيبا حقيقا في بريطانيا، وبعد أن بثت إذاعة “بي بي سي” تقريرا حول الجهاز تقدمت الشركات بعروضها لتطويره وصناعته.

يعتقد الكثيرون أن تسمية “الصندوق الأسود” يعود إلى لونه، إنما هو يأخذ اللون البرتقالي أو الأصفر، نظرًا لسهولة تمييزه بين حطام الطائرة، ولا يزال هناك أقوالا مختلفة حول تسميته، فقد ذهب البعض أنه سمي باللون الأسود بسبب الكوارث الجوية وحوادث تحطم الطائرات، بينما الرأي الآخر يعود بالتسمية إلى أن مسجلات المعلومات الأولى نفسها كانت عاتمة اللون وسوداء من الداخل لمنع التسربات الضوئية من تدمير شريط التسجيل كما في غرف التصوير الفوتوغرافي، بينما يكون التفسير الثالث إلى المقابلة بين دكتور “وارن” وأحد الصحفيين حين قال له: “This is a wonderful black box” أي: أنه صندوق أسود رائع.

يمتاز الصندوق الأول بقدرته الفائقة على التسجيل التي تتراوح من 30 إلى 120 ساعة، حيث يمكنه أن يحتفظ بالحوارات والاستغاثات، بينما الصندوق الثاني، فيحفظ البيانات الرقمية (الوقت، السرعة، الاتجاه)، والصندوقان مجهٌزان ببث غوص يندلع إذا ما غاصت الصناديق في الماء وتطلق إشعارا فوق الصوتي للمساعدة على العثور عليهم، يبث هذا الإشعار على ذبذبة 37.5 كيلوهرتز ويمكن التقاطه في عمق يبلغ 3500 متر “14000 قدم”، ويستطيعان أن يقوما بضغط الماء 5000 متر (20000 قدم)، وتدوم البطارية إلى 6 سنوات، ولهما 4 قنوات، ودرجة مقاومتهما للنيران 1100 درجة مئوية/1 ساعة.

وتلزم القوانين الدولية المتفق عليها جميع الرحلات التجارية بحمل جهازي تسجيل معلومات خاصين بأداء الطائرة، وظروف الرحلة أثناء الطيران.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى