بالفيديو.. نص كلمة «مرسي» في افتتاح القمة الإسلامية

109

وجه الدكتور محمد مرسي، رئيس جمهورية مصر العربية، رسالة إلى رؤساء ووزراء الخارجية العرب، المشاركين في القمة الإسلامية الـ12، قائلا: “لعلكم تتفقون معي على أن الموارد العظيمة لأمتنا وقدراتها الكامنة لا تتناسب بحال مع واقعها الحالي”.

وإليكم النص الكامل لكلمة الرئيس مرسي خلال القمة الإسلامية..

“بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله رب العالمين.. و الصلاة السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم خير من دعا إلى ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة… و أرضى اللهم عن خلفائه الراشدين الأخيار .. الأطهار .. أبو بكر و عمر و عثمان و علي وعن الصحابة أجمعين و عن التابعيين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين” .

“فخامة الرئيس مكاي سال رئيس جمهورية السنغال، رئيس الدورة الحادية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي، أصحاب الفخامة والسمو ملوك ورؤساء الدول والحكومات، أصحاب المعالي الوزراء والسادة رؤساء الوفود، السيد الدكتور أكمل الدين إحسان أوغلو. أمين عام منظمة التعاون الإسلامي، السيدات والسادة، أحييكم جميعا بتحية الإسلام الخالدة فالسلام عليكم و رحمة الله و بركاته” .

“أود في البداية، أن أتوجه بالشكر لفخامة الرئيس مكاي سال رئيس جمهورية السنغال، ولبلده الشقيق على المجهود الكبير والعمل الدؤوب والنشاط البارز طوال فترة رئاستها للقمة الإسلامية خلال الدورة الحادية عشرة… وعلى توليها هذه المسئولية لفترة امتدت لخمسة أعوام” .

“اسمحوا لي، أن أرحب بكم مُجدداً في مصر: كنانة الله في أرضه، وأن أنقل إليكم تحيات كل مصري ومصرية واعتزاز المصريين جميعا واعتزازي شخصياً… باستضافة مصر لقمة منظمة التعاون الإسلامي لأول مرة… وبأن تتولى مصر رئاسة الدورة الحالية للقمة ..بعد ثورة ٢٥ يناير المجيدة و في مرحلة يعمل فيها المصريون على بناء واقع جديد والتأسيس لمستقبل أفضل… على قاعدة مستقرة من مبادئ العدل والحرية والكرامة و الديمقراطية و الشورى… كما يتطلع المصريون في هذه المرحلة أيضاً إلى توثيق أواصر متينة للتنسيق والتعاون والتكامل مع محيطهم الإسلامي والعربي و الإفريقي… وإلى الانفتاح المثمر على العالم كله على أساس من التكافؤ والاحترام المتبادل… مع احترام الهوية الحضارية لشعوبنا العظيمة”.

“أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، السيدات والسادة..

 إن الأمة الإسلامية العظيمة تعقد علينا الآمال الكبار للتغلب على التحديات التي تواجهها و تدعونا لتعظيم الاستفادة من الموارد والإمكانات التى تزخر بها بلادنا … ومن ثم، فقد آثرنا أن يكون موضوع قمتنا اليوم… هو”العالم الإسلامي: تحديات جديدة وفرص متنامية”.

“ولعلكم تتفقون معي على أن الموارد العظيمة لأمتنا وقدراتها الكامنة لا تتناسب بحال مع واقعها الحالي و هذا ما يعكس بوضوح جسامة المهام الملقاة على عاتقنا … فبلادنا تشغل سدس مساحة اليابسة ويقطنها ربع سكان الأرض تقريباً … كما تمتلك أكثر من نصف احتياطيات العالم من النفط والغاز … وتزخر بالموارد والثروات الطبيعية … والأهم من ذلك كله بالشباب الواعد الذين هم أملنا في واقع متميز و مستقبل مبشر يمثلون أكثر من نصف تعداد الأمة”.

“لكن الواقع يشير فى ذات الوقت … وعلى المستوى الاقتصادى … إلى أننا لا نُسهم إلا بنصيب متواضع فى الناتج المحلى الإجمالى العالمى … وبنصيب أكثر تواضعاً فى مجالات البحث العلمى والابتكار … ويقل متوسط معدلات المُسجلين بمراحل التعليم المختلفة فى دولنا عن المعدلات العالمية، بل إنه يقل أيضاً عن معدلاته فى الدول النامية غير الأعضاء … و ترتفع نسبة من هم دون خط الفقر فى بلداننا إلى 38٪ فى عام 2011 … وما تزال إحدى وعشرون دولة من دول منظمتنا ضمن الدول الأقل نمواً فى العالم … ومثلها : ضمن الدول الأقل فى مستوى التنمية البشرية”.

“أما على المستوى السياسى … فماتزال بؤر الصراع والتوتر في عالمنا الإسلامي متزايدة… ما بين جرح فلسطين الغائر… وبين سوريا المثخنة بالدماء وتخوم العالم الإسلامى المُستباحة … كل ذلك فى ظل استمرار التمثيل غير العادل لأمتنا الإسلامية فى مؤسسات الحوكمة الدولية… مع استمراءٍ لازدواجية المعايير عندما يتعلق الأمر بالقضايا التى تهم المسلمين والدول الإسلامية”.

“أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، السيدات والسادة..

إذا كان ما سبق هو عرض وجيز لبعض ما يواجهنا من صعاب… فمن الإنصاف القول بأن منظمتنا بذلت وتبذل الكثير من الجهد فى مختلف المجالات للتغلب على هذه المصاعب ووصولاً لتحقيق التقدم والرخاء لشعوبنا … كما تعمل أجهزة المنظمة ومؤسساتها على تحقيق التكامل فى مجالات التعاون المختلفة … الاقتصادى والتجارى … العلمى والتكنولوجى … الثقافى والإعلامى … إلى جانب مجالات الزراعة والصحة والسياحة والعمل والنقل والمواصلات والبيئة وغيرها من المجالات الهامة”.

“لقد نجحت تلك الجهود فى تحقيق تقدم ملحوظ فى عدة مجالات خلال الفترة الماضية … حيث زادت نسبة مساهمة الدول الأعضاء فى حجم التجارة العالمية … كما ارتفع حجم التجارة بين دول المنظمة إلى 17.8٪ ليقترب من تحقيق نسبة 20٪ بحلول عام 2015 المستهدفة فى إطار برنامج العمل العشرى للمنظمة … مما يدفعنا إلى استمرار العمل والارتفاع بسقف تطلعاتنا … فمازلنا على سبيل المثال بحاجة لبذل المزيد من الجهد فى مجالات التعليم والبحث العلمى .. كما أننا في حاجة إلى تشجيع برامج السياحة البينية للدول الإسلامية و خاصة السياحة الثقافية والعلمية و تبني المعايير العلمية الدقيقة لتحقيق ذلك”.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى