الأخبار

قصر “البارون”.. إما “بيع” وإما “خراب ديار”

191

 

 

حالة الغضب الشديد انتابت الكثيرين عقب توارد أبناء بشان بيع قصر “البارون إمبان” بمصر الجديدة، لم يكد النبأ يشاع حتى سرت حالة من عدم التصديق، تارة لقيمة القصر الكبرى، وتارة بسبب الثمن البخس الذي أعلن عنه، الذي لم يتعد ستة ملايين جنيه، حالة الغضب امتدت إلى مواقع التواصل التي ضجت بالاعتراضات على المسألة.

“لو مزنوقين في بيعه ممكن أخش أنا اشتريه”، سخرية ممزوجة بحزن خرجت من محمد مجدي، أما أحمد رضا فلم يبد مصدقا “متر قصر البارون أرخص من المتر في التجمع الخامس على كدا!”، بينما تساءل لؤي عمران: “قصر يتباع بسدس تمنه، والمشكلة في التتمين! هو إزاي يتباع أصلا.. ناقص نلاقي أهالينا منزلنهم في المزاد”.

الغضب شمل الجميع بمن فيهم أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسي نفسهم، نظرا لتوافق تاريخ البيع مع فترة حكمه، شوقي قال: “يعني اتباع بالسعر البخس دا في عهد مرسي؟ للدرجة دي الفساد كان في عهدك يا سيادة الرئيس الثوري”، مارادونا خمن: “ما يمكن اللي اشترى قصر البارون ماعاهوش غير الـ 6 ملايين دول والحكومة قالت تستره بدل ما تشكروهم بتنتقدوهم!”، فيما علقت ميادة: “المرارة لا تحتمل أنباء بيع قصر البارون”.

مونيكا حنا، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية وعضو الحملة المجتمعية للحفاظ على التراث أكدت “ما تم بيعه هو عمارة ملك لورثة البارون، وليس قصر البارون نفسه، ومع ذلك فإن بيعه الذي أحزن الناس لا يختلف عن بقائه ميتا مهجورا بلا وظيفة أو زوار”.

حالة قصر البارون التي تتشابه مع حالة الكثير من القصور في الدلتا والصعيد والعاصمة نفسها، دفعت أستاذة المصريات للتساؤل: “صحيح لم يتم بيع قصر البارون وإنما عمارة أخرى ملك لورثة البارون، لكن ماذا عن كل القصور الأثرية النادرية التي يتم إصدار تصاريح هدم لها في المحافظات الأخرى دون أن يحرك أحد ساكنا!”.

مشكلة قصر البارون إمبان، وقصر شاملبيون، كمشكلة العديد من الآثار المصرية التي تظل إما مهجورة بلا سبب، أو مهدومة، أو مفتوحة للزوار دون ضبط أو ربط، تلخصها حنا بقولها: “المشكلة أن وزارة الآثار لا تمتلك أي رؤية تماما، لفائدة الوزارة أو الأثر نفسه، وزارة مدانة للخزانة العامة بملياري جنيه، كيف يمكنها أن ترفع مستوى العاملين بها كي يستطيعوا ترميم الآثار باحترافية، ويتعاملوا معها كما يجب؟ تبقي على القصور مغلقة دون أدنى استفادة لمصلحة من؟”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى