الأخبار

“حكايات الألم” عن زالزال 92

 

20

 

دقيقتان و23 ثانية، مدة زمنية قصيرة لكنها طويلة بما فيها الكفاية لتخلف آلاما كبيرة داخل صدور المئات الذين عاصروا زلزال 1992 ووثقوا بشهادتهم حدثا يعد واحدا من الأحداث المأساوية التي عاشتها البلاد، بعدما أسفر عن مصرع 370 شخصا وإصابة أكثر من 3 آلاف مواطن وتشريد ما يقرب من 250 ألفا آخرين.

داخل الحي السابع بمدينة نصر، وقبيل الساعة الثالثة عصرا، تهيأ محمد رمضان وأسرته لاستقبال أهل عروس أخيه، في إطار مقابلة عائلية، وبعد وصول الضيوف بدقائق شعروا جميعا بحركة عنيفة، فاعتقدوا أن المنزل ينهار وهرعوا صارخين وأخلوا العمارة، ويقول ساخرا: “من يومها كل ما نفتكر المقابلة اللي حصلت يوم الزلزال نضحك”.

 

يتذكر ذلك الرجل الخمسيني، يوما مرهقا قضاه منذ 23 عاما، فكانت زوجته في الشهور الأولى للحمل واضطر على حملها إلى الشارع، ثم الصعود ثانية إلى المنزل محاولا إنقاذ والده والدته وباقي أقاربه، خشية حدوث مكروه لهم، موضحا أنهم جلسوا بمنتصف الطرقات طوال اليوم، حتى عادوا إلى المنزل ليلا.

 

على أحد المقاهي بشارع الترعة في منطقة شبرا، جلس حمدي مصطفى، 31 عاما، يلعب “دور طاولة” مع صديقه بالمنطقة وقت الزلزال، وأثناء نظره لـ”القهوجي” الذي يحمل مشروبه “كوباية ينسون” على “صينيته” قادما باتجاه، شعر بهزة غريبة في المكان ونظر للعامل فوجده توقف فجأة بمنتصف الطريق لا يستطيع السيطرة على “الكوبايات” المهتزة فوق “الصينية” التي يحملها بين يديه، فتيقن قرب حدوث “مصيبة” وهرع مع الجمع خارج المقهى، معتقدين أن أحد العمارات المجاورة على وشك الانهيار.

في جلسة عائلية، كان محمد عبدالغني (28 عاما)، يستمتع بقضاء وقته أمام التليفزيون مشاهدا إحدى المسرحيات الكوميدية، قبل أن ينقطع الإرسال ويجد نفسه في أقصى شمال “الكنبة”، وأصوات عويل تنبعث من نافذات العمارات المتجاورة، وقتها لم يدرك أن مصر تشهد زلزالا عنيفا، معتقدا أن العمارة التي كان يقطن بها عفا عليها الزمن فنزل إلى الشارع مسرعا خوفا من سقوطها على رأسه.

 

ويحكي عبدالغني، لـ”الوطن”، أنه رأى يوم الزلزال مشاهد مؤسفة لبعض السيدات اللاتي خرجن من المنازل بملابسهن الداخلية، علاوة على بعض الرجال الذين ستروا عورتهم بـ”فوطة” بعدما ضرب الزلزال منازلهم أثناء استحمامهم.

“القيامة قامت”، هذا ما اعتقدته رجاء مصطفى، من سكان منطقة شبرا الخيمة، عندما ترنح منزلها يمينا وشمالا لمدة دقيقتين، هما عمر الزلزال، وقالت: “كنت عاينة تحويشة العمر في مرتبة السرير، وأول ما الزلزال هز البيت خوفت يقع والفلوس تضيع، فجريت خدت الفلوس ودفنتها في حتة أرض قريبة من بيتي وفضلت نايمة جنبهم لغاية ما الزلزل خلص والدنيا هدت”.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى