يوسف القعيد:نتيجة باطلة لدستور باطل

 

 

 

من باب التذكير فقط، هل تذكرون التهديد والوعيد الذى تردد قبل إعلان نتيجة انتخابات الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة فى يونيو الماضى؟ قالوا إنه لو لم ينجح مرشح الإخوان لحكم مصر، فإن مصر ستدمر عن آخرها، سيتم نسف مطار القاهرة الدولى، وتفجير الكبارى والجسور، وتدمير الطرق، باختصار شديد لن يبقى من مصر سوى الأطلال. جرى تسريب الكلام للأمريكان -أبناء ميكيافيللى البررة- الذين قالوا إن وصول الإسلام السياسى للحكم فى مصر لا يشكل أى إزعاج لهم، وكانت هذه العبارة هى الباب الملكى للتدخل.

إنه نفس ما جرى يوم الاستفتاء الأول، فى آخر النهار جرى تدمير جريدة الوفد، والتهديد بتدمير جريدة الوطن، وجريدة المصرى اليوم، ومقر حزب التيار الشعبى، كأنهم يقولون لنا: إن ما يقومون به، بروفة للخراب الذى سيحل بمصر لو جاءت النتيجة بـ: لا.

ما يبطل الاستفتاء -ويجعل نتيجته كأنها لم تكن- كثير، ثمة أربعة آلاف تجاوز وقع فى يوم الاستفتاء الأول، وقدمت بها شكاوى تنتظر التحقيق، أضيف لها ما يلى:

■ قال الشيخ يوسف القرضاوى فى خطبة الجمعة السابقة على الاستفتاء بمسجد عمر بن الخطاب بالدوحة: رفض الدستور يعوق استثمارات لمصر قدرها 20 مليار دولار من قطر، وفى هذا تدخل أجنبى وتلويح برشوة تصويتية، على الهواء مباشرة، قبل الاستفتاء.

■ تصويت الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، فى مدرسة مصر الجديدة الإعدادية بنين، بعد أن غير محل إقامته بالرقم القومى بعد فوزه بالرئاسة، ليكون عنوانه: قصر الاتحادية، والقصر مكان عمل وليس سكناً، ولا يصح إثباته فى بطاقة الرقم القومى.

■ تصويت خيرت الشاطر فى الاستفتاء وهو الممنوع من ممارسة العمل السياسى، وإدراجه فى كشوف الناخبين كان لا بد أن يسبقه حكم محكمة يعيد له اعتباره.

■ مجلس حقوق الغريانى الذى استقال معظم أعضائه. يراقب استفتاء دستور الغريانى، والمجلس منوط به توزيع بطاقات المتابعة على من له حق المتابعة.

■ منع ناخبات مسيحيات من الإدلاء بأصواتهن لأنهن سيقلن: لا.

■ وجود موظفين وسكرتارية محاكم يديرون الاستفتاء بدلاً من القضاه فى 27 لجنة.

■ معظم القضاة الذين أشرفوا على الاستفتاء تحت التمرين، ولم يحلفوا اليمين القانونية لكى يكونوا قضاة وليس من حقهم الإشراف القضائى.

■ بدء الفرز قبل نهاية الموعد، وإعلان حزب الحرية والعدالة النتائج فى بعض الدوائر قبل انتهاء الفرز.

شهادة شخصية:

دلونى على مصرى واحد يقول لى إنه قال: نعم. كل من قابلتهم قالوا: لا؛ لأسباب عامة وشخصية. كان الحس الشعبى العظيم يعرف اللعبة. قالوا: لا، وكانوا مدركين أن «لا» ستكون نتيجتها «نعم» فى النهاية.

إنه التزوير، ليس التزوير الناعم كما جرى من قبل؛ ولكنه تزوير بالدماء والتخريب والدمار، وتزوير اليوم الأول سيكون مقدمة لتزوير اليوم الثانى.

 

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى