الأخبار

بلد سائر والرب يرعاه!

28

لم تكن إعادة تأكيد الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، على تبني الحزب ترشيح زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون لرئاسة الجمهورية اللبنانية، مفاجأة على الساحة السياسية في لبنان.

منذ الإعلان عن وثيقة التفاهم بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر”، بدا واضحا أن المرشح الأول لرئاسة الجمهورية في لبنان للحزب وحلفائه في تكتل “الثامن من آذار” هو العماد ميشال عون. لكن طرح زعيم “تيار المستقبل” سعد الحريري ترشيح أحد أقطاب قوى “الثامن من آذار”، الوزير السابق سليمان فرنجية، أعاد خلط أوراق التحالفات السياسية في البلاد، وفتح باب السجال مجددا بين الكتل الكبرى في البرلمان، ولا سيما أن كل المؤشرات تدل على أن فرنجية لا يزال متمسكا بترشيحه، ما يعني أنه يضع بذلك محوري الرابع عشر والثامن عشر من آذار أمام خيارات صعبة تحت قبة البرلمان إذا ما توجه النواب في جلسة الثامن من شباط/فبراير لانتخاب رئيس جديد.

ووفق معلومات شبه مؤكدة، فإن ترشيح فرنجية يحظى بغطاء عربي وأوروبي؛ إذ إن الحريري ما كان ليخوض معركة ترشيحه من دون موافقة المملكة العربية السعودية، التي تستطيع بدورها أن توفر غطاء عربيا. كما أن المعلومات تفيد بأن قصر الإليزيه قد أعطى الضوء الأخضر للسير في ترشيح “بيك بنشعي”؛ وبالطبع، فإن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قادر على توفير الغطاء الأوروبي لترشيح فرنجية.

ولكن ما هو موقف البيت الأبيض والكرملين من ذلك؟ – بالنسبة لموسكو، فإن مواقفها في هذا الشأن لا تزال على حالها؛ فهي، وفق ما يؤكد سفيرها في لبنان ألكسندر زاسيبكين، تدعم أي توافق بين اللبنانيين، ما يعني أنها تنظر إلى رئيس توافقي في البلاد، لأنها تدرك أن الانقسام السياسي الحاصل يحتاج إلى معالجة داخلية وخارجية. وبالطبع، فإن الدور الأساس في ذلك سيكون للرئيس العتيد؛ لذلك فإن أي شخصية ستصل إلى قصر بعبدا، يجب أن تتمتع بثقة الأطراف السياسية كافة. أما فيما يتعلق بواشنطن، فيبدو أن الاستحقاق الرئاسي في لبنان ليس مدرجا على لائحة أولوياتها في منطقة الشرق الاوسط في الوقت الحاضر، ما يعني أن هناك فرصة لدى باريس لإقناعها في تبني وجهة نظرها في ترشيح فرنجية.

أمام هذا المشهد المعقد على خط الرئاسة اللبنانية داخليا وإقليميا ودوليا.. لن يكون سهلا على رئيس مجلس النواب نبيه بري خوض منافسة الرئاسة في جلسة البرلمان المقبلة. وعليه، فان لبنان سيبقى من دون رئيس إلى حين نضوج الظروف الملائمة على المستويات كافة، وبانتظار ذلك، فإن بلاد الأرز ستبقى عرضة لبورصة الترشيحات، ولاهتزازات سياسات إعادة التموضع بين القوى الفاعلة على مسرح الحدث اللبناني. وبالتالي، فإن كرسي الرئاسة سيبقى في دائرة الفراغ، وسيبقى لبنان بلدا سائرا والرب يرعاه!.

 

rt

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى