الأخبار

لطرد “داعش” من سورية

2

 

تشير مجريات الأمور إلى أن السيناريو الذي يجري في العراق لطرد تنظيم “داعش” من المناطق واحدة تلو الأخرى هو الأفضل ضمن الإمكانات المتاحة، فبعد طرد إرهابيي “داعش” من جبل سنجار بقوات أرضية ودعم جوي من التحالف الدولي، توجهت أول من أمس قوات مشتركة من الجيش العراقي والبشمركة الكردية إلى مدينة تلعفر الواقعة شمال العراق لتحريرها من عناصر “داعش”، مع غطاء جوي من طائرات التحالف، الأمر الذي يعني أن هناك إمكانية لتسريع عملية القضاء على التنظيم الإرهابي إن توافرت الشروط المناسبة.
السيناريو الحالي يمكن تقويته أكثر في العراق برفع عدد المقاتلين المهاجمين وحسن اختيار المناطق المستهدفة بخطط عسكرية تضمن تفريق المساحات التي يسيطر عليها الإرهابيون بعزلهم عن بعضهم وقطع طرق الإمدادات، فلا تتمكن مجموعات من دعم أخرى، وبالتالي يمكن تحرير المدن والقرى، ويقل الضرر على المدنيين ممن اضطرتهم الظروف للبقاء في المناطق المحتلة من قبل التنظيم الإرهابي.
إلى ذلك يمكن تطبيق السيناريو ذاته في سورية، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الوضع مختلف عنه في العراق لكون الجيش النظامي لا يقاتل “داعش” بل يحارب المعارضة الممثلة بالجيش الحر، أي إن القوة القادرة على مواجهة “داعش” على الأرض أقل منها في العراق عدداً، وأقل تدريباً على الأسلحة الحديثة، ولو أضفنا إلى ذلك أنه لا يوجد قصف جوي في العراق سوى ضد مواقع الإرهابيين، فالأمر في سورية مختلف لكون النظام السوري يقصف الأحياء السكنية والمدنيين بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وهذا يجعل مهمة القضاء على إرهاب داعش وما شابهه من تنظيمات إرهابية صعبة من غير إجبار النظام السوري على وقف القصف حتى تتفرغ القوات البرية مزودة بدعم جوي لتحرير المناطق وطرد تنظيم “داعش” وغيره منها.
ولعل السيناريو الأفضل في سورية هو توحيد الجيشين النظامي والحر تحت قيادة واحدة، وهذا يستحيل حدوثه إن لم يقترن بحل سياسي سلمي يجبر النظام السوري على القبول بالتسوية وخروج بشار الأسد من السلطة، على أن تتولى حكومة توافقية موقتة إدارة البلاد ريثما تنتهي الاضطرابات الناجمة عن الفوضى التي أرادها النظام كي يبرهن للعالم أنه الخيار الأفضل، ومثل هذا السيناريو لن يحدث إن لم تضغط القوى الكبرى كي يتخلى الروس عن دعم النظام.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى