نساء بورسعيد :سنخرج مرسى كما أخرجنا الاستعمار

تلتف عشرات النساء المشاركات فى اعتصام أهالى بورسعيد حول خيمة بميدان الشهداء، يتبادلن القصص والروايات حول نضال جداتهن ضد الإنجليز، لحشد همم الفتيات الصغيرات والشباب لمواصلة نضالهم ضد «ديكتاتورية النظام الحاكم».
«الوطن» عايشت نساء بورسعيد المعتصمات فى ميدان الشهداء، فى الليلة الخامسة للعصيان المدنى، وتحدثت مع الجدات عن ذكريات المقاومة الشعبية ضد الإنجليز، ولحظات النضال ضد «مرسى».
وقالت الحاجة شادية الدسوقى إنها جاءت للاشتراك فى المقاومة الشعبية، كما شاركت جدتها فى المقاومة أثناء العدوان الثلاثى: «هذا دورى فى المقاومة ضد ظلم مرسى، والوقوف بجوار بورسعيد وأولادى المتهمين والشهداء، رغم أنه ليس لى ابن بينهم، لكنى شاهدت أبرياء يُقتلون برصاص القناصة ويقال عليهم بلطجية».
ودعت الحاجة شادية، مرسى إلى أن «يخرج بكرامته من مصر وإلا ستخرجه نساء بورسعيد كما أخرجن الاستعمار فى 1956». وتتذكر: كنت طفلة، وأشاهد ستات بمليون راجل، «أم الفقير» تستدرج جندى الاحتلال إلى حى العرب ثم تقتله وتلقى جثته أمام مستشفى بورسعيد الأميرى، و«هانم الدكر» تستدرج الجنود الفرنسيين لشراء الكلاب ثم تقتلهم مثل الكلاب.
وأضافت أن أهل بورسعيد بنسائها ورجالها حفروا القناة وهزموا ثلاث دول، واليوم بعد أن فقدنا أولادنا لم يعد لدينا ما نخاف عليه فى مواجهة ظلم مرسى، وستكون هزيمته من بورسعيد التى حررت نفسها من قبضة حكمه، وأعلنت أنه ليس رئيسها. وتابعت: سنلقن المرشد وجماعته درسا لن ينسوه، وسنخرج فى المسيرات بأغطية الحلل، كما خرجت نساء المدينة فى 56، ونعلن الحرب على تنظيم «الإخوان» الذى شوه بورسعيد.
وقالت نجاة مختار، ربة منزل، إن نساء بورسعيد سيكنّ درعا لعودة الحرية للبلد، مضيفة: مرسى اقترض باسم مصر المليارات ولا نعرف مصير هذه الأموال فى الوقت الذى يتضور فيه الشعب جوعا. وقالت الحاجة السيدة شلبى: حدث فى 7 شهور من حكم مرسى ما لم يحدث من مبارك فى 30 سنة، مضيفة: سنكون مقاومة شعبية فى ميدان الشهداء، لمن تريد الانضمام من السيدات، ونطالب الجيش (درع مصر الأمين) أيضاً بحماية مصر من أخونة الدولة، ونهدد «الحركات التى تمول من الخارج» بأنهم إذا حاربوا الجيش برفض حكم العسكر فإن النساء سيحاربنهم مع الرجال.
عصمت خفاجى، التى التحقت بأول كتيبة مكونة من 90 فتاة للحرس الوطنى، وكانت أول فتاة تهبط بالبراشوت سنة 1954، قالت: جاء مرسى ليحطم أحلام الشباب والبنات، ويتجنى على بورسعيد التى ناضلت وضحت بشبابها من أجل استقرار الوطن. بينما أعربت مديحة كمال الناشطة السياسية عن سعادتها بإقبال السيدات على المشاركة فى العصيان المدنى، ونزولهن إلى الشوارع لحث الجميع على المشاركة والصبر لنيل مطالب بورسعيد المشروعة، قائلة: «النساء أكثر إحساسا بألم أمهات الشهداء والمتهمين»، مشيرة إلى تزايد المطالبات بإطلاق مقاومة شعبية مثل أيام العدوان الثلاثى لمقاومة ظلم النظام الحالى.
فى جانب من الاعتصام، شكلت مئات الفتيات دائرة فى الميدان، ورددن هتافات: «الستات قالت كلمتها»، و«ارحل يعنى امشى»، و«حياة دمك يا شهيد ثورة تانى من جديد»، وحرقن دمية عليها صورة مرسى. وقالت نهى خليل، طالبة الثانوية العامة: «مرسى لن يضحك علينا بقراراته بعد قتل الأبرياء»، وأضافت: «سيخرج كما خرج مبارك عندما أهان بورسعيد»، كما أكدت آية جمال، طالبة بكلية التجارة، أنها ستشارك فى المقاومة الشعبية مثل جداتها، معربة عن أسفها لأنها «صدقت وعود الإخوان الوهمية بمشروع النهضة».
ونددت بتصوير أهالى بورسعيد بالقتلة، موضحة أن النساء شاركن الرجال فى إنقاذ مشجعى الأهلى، أثناء المذبحة، وأن والدتها استضافت مجموعة من الألتراس، وأطعمتهم، فيما قام والدها باصطحابهم إلى المحطة، حتى سافروا بأمان.
الوطن