مستشار الكنيسة: ما حدث “عك دستوري”

أثار قرار لجنة الخمسين بإلغاء مجلس الشورى ردود أفعال متباينة، ما بين مؤيد ومعارض.
المؤيدون قالوا إن الخطوة تصنع نظامًا ديمقراطيًا أفضل، فيما قادت الكنيسة فريق المعارضين، باعتبار أن المجلس كان قناة لدخول أعضاء عن طريق التعيين.
وقال الدكتور عمرو الشوبكي، مقرر لجنة نظام الحكم بلجنة الخمسين لتعديل الدستور، إن جلسة إلغاء مجلس الشورى كانت من أطول الجلسات منذ بدء عمل اللجنة.
وأضاف الشوبكي لـ”العربية نت”: إن رئيس اللجنة عمرو موسى، ورئيس حزب الوفد السيد البدوي كانا على رأس القائمة المطالبة ببقاء مجلس الشورى.
وأوضح أن التصويت الطائفي في الانتخابات ليس مبررًا لبقاء المجلس، مشددًا على أن الأعضاء الاحتياطيين كان لهم دور بارز في أعمال اللجنة.
وأشار الشوبكي إلى أن إلغاء مجلس الشورى يضع نظامًا ديمقراطيًا جيدًا، لافتًا إلى أن ذلك الأمر سيُحد من سلطات رئيس الجمهورية في ما بعد في تعيين قسم من أعضاء المجلس، ومشددًا على أنه لا توجد مواءمات سياسية داخل لجنة الخمسين.
وإلى ذلك، قال حسين عبدالرازق، القيادي بحزب التجمع، وعضو لجنة الخمسين لكتابة الدستور، إن جلسة أمس ، والتي تضمنت قرار التصويت على إلغاء مجلس الشورى، كانت تسير بشكل طبيعي.
وأضاف أنه لم تحدث أي حالة تدخل من الأعضاء أو من رئيس اللجنة للتأثير على قرار التصويت.
وأوضح القيادي بحزب التجمع أن الجلسة كانت نموذجًا يحتذى به في الديمقراطية، مشددًا على أن لجنة الخمسين لتعديل الدستور تقوم بعمل جليل من أجل الخروج بدستور توافقي.
وأشار إلى أن قرار منع الأعضاء الاحتياطيين من حضور جلسات التصويت خاطئ، منوهًا بأنه لا يستند إلى أي سند أو قاعدة قانونية.
وأكد عبدالرازق أن حضور الأعضاء الاحتياطيين لجلسات التصويت كان سيمثل إضافة قوية لعمل لجنة الخمسين، مفضلاً وجود تمثيل إيجابي للفئات الضعيفة.
وتابع: “لجنة المقومات الأساسية رفضت غالبية مقترحات حزب النور، والأخير يسرب معلومات تتسبب في إحداث بلبلة حول عمل لجنة الخمسين”.
ومن ناحية أخرى، قال المحامي ممدوح رمزي، مستشار الكنيسة القبطية، إن إلغاء مجلس الشورى يعد من قبيل العبث.
وأضاف رمزي أن هناك إصرارًا داخل لجنة الخمسين على إقصاء المسيحيين، على حد قوله.
وأوضح مستشار الكنيسة القبطية، أن وجود مجلس الشورى أمر هام من منطلق أنه يضم قامات ومثقفين على أعلى مستوى، متحديًا قدرة مسيحي واحد في أن ينجح خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وشدد المحامي رمزي على أن ما يحدث داخل لجنة الخمسين لتعديل الدستور يعتبر “عكًا دستوريًا” غير مسبوق منذ بداية عمل اللجنة، لافتًا إلى أنه ليس من حق لجنة الخمسين منع حضور الأعضاء الاحتياطيين.
وتابع: “موسى ينهي حياته السياسية بشكل سيئ بعدما رضخ للأزهر وحزب النور، وحدوث ما يعرف بالمواءمات السياسية يعتبر فضيحة، وعلى الكنائس الثلاث الممثلة في لجنة الخمسين الانسحاب فورًا وتقديم استقالتهم”.
وإلى ذلك، قالت المحامية مها أبوبكر، عضو احتياطي بلجنة الخمسين، إنها ليست مع إلغاء مجلس الشورى.
ومن جانبه، قال المهندس صلاح عبدالمعبود، العضو الاحتياطي في لجنة الدستور عن حزب النور، إن الحزب يحاول إيجاد توافق بديل لإلغاء المادة 219 في نص دستوري جديد.
وتساءل عبدالمعبود، عن سبب إقحام حزب النور في كل الأزمات والمشاكل التي تثار داخل لجنة الخمسين.
الاهرام