“القمصان الملونة” تتأهب للعودة لإسقاط مرسى

353

 

أعضاؤها مسلحون بالخناجر والمسدسات.. والوفد يشرع فى إحياء تنظيم القمصان الزرقاء لحماية مقراته.. واليسار يشكل تنظيماً “عسكرياً” لحماية المظاهرات

كشف مصادر مطلعة بحركة “الاشتراكيون الثوريون” عن اتجاه بعض الأحزاب الليبرالية واليسارية لإعادة تنظيمات القمصان الزرقاء والخضراء التى كانت متواجدة فى مصر فى النصف الأول من القرن الماضي، ولكنها فى ثوب جديد لمواجهة ما أسماه بـ”ميليشيات الإخوان المسلمين” حسب تعبيره، وذلك عقب ظهور الأناركيين وأنصارهم فى مجموعات الـ”بلاك بلوك”.
وقال القيادى اليساري، الذى طلب عدم ذكر اسمه إن الأحزاب الليبرالية واليسارية تتجه بالفعل لعودة تشكيلات القمصان الملونة بهدف حماية نفسها من اعتداء الشرطة وميليشيات المجموعات الأخرى، وبعض البلطجية والمندسين الذين يخترقون التظاهرات بهدف تشويه صورة المتظاهرين.
وأوضح أن تلك التشكيلات شبه العسكرية ستقتصر فى الأحزاب الليبرالية مثل حزب الوفد على حماية المقرات، بينما فى الأحزاب اليسارية سيكون الأمر مختلفًا؛ لأن هذه التشكيلات موجودة بالفعل داخل وجدانهم منذ فترة طويلة وشرعوا فى تنفيذها عملياً الآن.
وأضاف أن الأحزاب الجديدة مثل الدستور والتيار الشعبى إذا لجأت لتشكيل تنظيمات فستكون تشكيلات ميدانية للحماية ليس أكثر بحيث يوجد فريق مسلح بالمولوتوف لصد أى هجوم على المظاهرات.
واستبعد القيادى بحركة الاشتراكيين الثوريين أن تنصهر مجموعة الأناركية فى تنظيمات القمصان الملونة؛ لأنهم لا يؤمنون أصلاً بالأحزاب ويصعب التحكم فيهم، حيث إن عقيدتهم والأيديولوجية الكاملة تختلف عن “البلاك بلوك” التى تعتبر تكتيكًا أكثر منه تنظيما، موضحًا أن هذه التنظيمات الجديدة لن تستطيع إسقاط النظام إلا إذا انتشرت بين الأوساط العمالية والجماعات السياسية.
وكان أول ظهور للقمصان الملونة فى مصر هو تنظيم القمصان الخضراء الذى أطلقه حزب مصر الفتاة فى عام 1933 والذى أخذ حزب الوفد منه الفكرة لينشئ سريعاً تنظيم القمصان الزرقاء من شباب الوفديين على نمط شبه عسكرى على نحو علني، مستغلاً فى هذا شعبيته الواسعة حينها، وتم اقتباس الفكرة من أصحاب القمصان السوداء فى إيطاليا عام 1922 والتى استولت بقيادة موسولينى على الحكومة الإيطالية بعد زحفهم على روما وأجبروا الملك فكتور إيمانويل الثالث على تعيين موسولينى رئيسًا للوزراء، ما دعاه لتطبيق الفكرة فى مصر، ولكن ظهرت مجموعة القمصان الخضراء ووقعت اشتباكات طاحنة مع نظيرتها الزرقاء، انتهت بسيطرة جماعة القمصان الزرقاء على الساحة.
وتتشابه ظروف إنشاء القمصان الزرقاء مع الظروف الحالية فى منشأ الفكرة فى أحداث نوفمبر عام‏1935‏ التى حفلت بالمظاهرات الشبابية المطالبة بالدستور فكان الطلاب يسيرون فى صفوف منظمة تملأ الشوارع ويرأس كل صف ضابط‏، فبدأ قادة الطلاب والعمال يرتدون قمصاناً زرقاء كرمز للوحدة والمساواة بين الشباب، وهو ما تسعى إليه الأحزاب اليسارية والليبرالية حالياً فى إسقاط الدستور المصرى وكتابة دستور جديد.
وكانت القمصان الزرقاء تمارس تدريباتها الرياضية فى وادى حوف وتحت سفح الأهرام وفى الأماكن الصحراوية وكان أعضاؤها يحملون عصاة كرمز للجندية بجانب خناجر الجوالة ولا يحملون المسدسات من دون ترخيص.
وحدثت اشتباكات موسعة بين الأمن والقمصان الزرقاء وضاق الأمن ذرعاً بهذه الجماعة وفكر فى القضاء عليها وساعده فى هذا الانشقاق فى حزب الوفد ورغبة بعض قياداته فى حل التنظيم فدفع هذا وزارة الداخلية إلى وضع دوريات حول كل معسكر من معسكرات القمصان الزرقاء‏ وكانت بداية نهاية القمصان الزرقاء التى اختفت مع إقالة وزارة النحاس باشا فى عام 1937.
ويزيد من احتمالية عودة هذه القمصان شروع الأحزاب اليسارية والليبرالية فى تنظيم شبابه واستخدامه فى حماية مقراته وأيضاً اتجاه حزب مثل الوفد لاستخراج تراخيص سلاح لشبابه.

 

المصريون

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى