الأخبار

مخاوف من انقسام خليجي بشأن دعوة الإمارات لمواجهة «خطر الإخوان»

محمد الجداوى

أثارت الدعوة التي أطلقها وزير الخارجية الإماراتي، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، لحكومات الخليج العربي لتكوين اتحاد لمواجهة ما أسماه «خطر الإخوان» على دول المجلس، جدلا داخليا وإقليميا واسعا، كما طرحت تساؤلات عديدة على رأسها: هل يقود تنظيم «إخوان الإمارات» جماعة الإخوان وتنظيمها الدولي إلى صدام ومواجهة مع دول الخليج؟ وهل تنجح الإمارات في تكوين اتحاد خليجي يحد من خطر الإخوان ويجعلهم يفشلون في تقويض السلطة في دول الخليج ؟ وهل هذه الدعوة من قبل الإمارات لمواجهة الإخوان من الممكن أن تتسبب في خلافات خليجية – خليجية بين معظم دول الخليج مقابل دولة قطر، التي أيدت الربيع العربي.

ويقول الدكتور عبد الخالق عبدالله، المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات إن دولة الإمارات معنية أساساً بأمنها واستقرارها الداخلي ، ومشكلتها مع تنظيم الإخوان الداخلي وليست مع الجماعة الأم.

لكنه استدرك في حديثه لـ«المصري اليوم»: «يبدو أن التنظيم الذي قبض عليه مؤخراً في الإمارات على علاقة بالتنظيم الدولي للإخوان، الأمر الذي سبب امتعاضاً لدولة الإمارات، خاصة أن المتهمين اعترفوا في التحقيقات بوجود علاقات حزبية مع تنظيمات خارجية أخرى وأن لهم مخططات ضد دستور الدولة وقوانينها، كما اعترفوا بتلقى مساعدات مالية خارجية».

الإمارات استقبلت خيرت الشاطر لنفي أي وجود أي مشكلة مع مصر

وأوضح عبد الله «لذلك جاءت التصريحات الرسمية الإماراتية حادة بعد هذه الاعترافات. وعلى الرغم من ذلك وللتأكيد على أن المشكلة ليست مع جماعة الإخوان في مصر استقبلت الإمارات خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة في مصر».

وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الشاطر قطع زيارته للإمارات، نهاية الأسبوع الماضي، بعد استدعاء مكتب الإرشاد له للمشاركة في مواجهة أحداث الجمعة الدامية، دون أن يتمكن من تحديد لقاء مع وزير الخارجية الإماراتي كما كان يخطط.

وأكد  عبد الله أن دعوة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان لتكوين اتحاد خليجي لمواجهة خطر الإخوان تأتي  «تفعيلاً لمبدأ  خليجي متفق عليه بين دول مجلس التعاون الخليجي، وهو أن أي عبث بأمن أي دولة في الخليج هو عبث بأمن المنطقة كلها». وقال إن «الإخوان ليسوا ملائكة أو شياطين إنما هم بشر يصيبون ويخطئون، فقط هم ذهبوا بعيدا بإحلامهم لاستغلال الربيع العربي في تحقيق أهدافهم السياسية والتي من بينها الاستحواذ والهيمنة على دول الخليج. الإخوان استعجلوا اقتناص الغنائم وبعضهم أخطأ كثيراً».

وتوقع عبدالله أن مرحلة الشد والجذب بين الإمارات وتنظيم الإخوان «لن تكون استثنائية وإنما ستمتد إلى فترة قادمة». وأضاف: «المزاج هنا في الإمارات مكفهر جداً وغير طيب والمجتمع الإماراتي صار فيه الآن مع وضد. هذا الانقسام السياسي مرشح أن يستمر في ظل هذه الظروف، لكن في النهاية الإمارات دولة متسامحة وقد تتسامح القيادة مع أبنائها».

وأعرب الأستاذ في جامعة الإمارات عن قناعته بأن «الإخوان  ينفذون إلى أي مجتمع من خلال العمل التطوعي ولهم تنظيم سياسي مواز يعمل بشكل سري. ولهم خلاياهم النائمة في معظم المجتمعات ودائما ما تكون جاهزة للعمل في الوقت المناسب». ولم يستبعد أن يكون تنظيم «إخوان الإمارات» هو البداية وقد تظهر تنظيمات أخرى في بقية دول الخليج، على حد قوله.

ورداً على سؤال حول ما يردده البعض من أن الإخوان يريدون الهيمنة على دولة نفطية كي تمول مشروعهم السياسي الذي يستهدف عودة الخلافة الإسلامية، قال «لا أؤمن بنظرية المؤامرة، ولا بهذا التفكير. الإمارات دولة لها سمعتها وصداقاتها على المستوى الدولي.  وأصدقاؤها أكثر من أعدائها. هي ليست مستهدفه لذاتها أو لنفطها من قبل الإخوان أو غيرهم. الإمارات لا تتهاون مطلقاً فيما يتعلق بأمنها واستقرارها».

أ ف ب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى