رويترز: الاستفتاء بالمنوفية بين أغاني المؤيدين بالدفوف.. والرافضون يلجأون لشعارات الجدران

 

شحذ المؤيدون لمشروع الدستور المصري أدوات دعايتهم في المرحلة الثانية للتصويت اليوم السبت واستخدموا الدعوة لنصرة الاسلام والتخويف من حيل فلول النظام السابق، لكسب ارضية في محافظة المنوفية التي صوتت بكثافة ضد الرئيس محمد مرسي في المرحلة الثانية من انتخابات الرئاسة في يونيو الماضي.

وما تزال الملصقات الدعائية لانتخابات الرئاسة فوق جدران مدينة شبين الكوم عاصمة محافظة المنوفية شاهدة على حرب سياسية لم تضع أوزارها بعد بين التيار الإسلامي ومنافسيه رغم تمكن الإسلاميين من حسم معركة الرئاسة لصالحهم.

وأحيت الجولة الثانية للاستفتاء على مسودة الدستور المعركة من جديد في المحافظة الواقعة في دلتا النيل والتي منحت نحو 650 ألف صوت للفريق أحمد شفيق الذي أطلق عليه الإسلاميون “فلول” باعتباره من بقايا نظام الرئيس السابق حسني مبارك مقابل نحو 150 ألفا لمحمد مرسي الذي أصبح رئيسا في يونيو .

ونشط السلفيون وجماعة الإخوان المسلمون التي ينتمي لها مرسي في المنوفية لمحاولة استمالة الناخبين للموافقة على مسودة الدستور.

وانتشرت ملصقات تقول “نعم للدستور .. من أجل المحافظة على الهوية الإسلامية لمصر” واعتمدت الدعاية في جانب كبير على الاتصال الشخصي بالناخبين في الأسواق والمقاهي والمساجد.

ويضع موقع (المنوفية أون لاين) الإخباري على الإنترنت والمحسوب على التيار الإسلامي أغنية تقول كلماتها “أنا راح أوافق على الدستور علشان بلدي تشوف النور. يا سلام لما يكون مرجعنا شرع الله وهدي الرسول”.

وتقول الأغنية في مقطع آخر “اوعى تصدق اي فلول بيقول حاجة على الدستور .. لو هتقول له ايه مش عجبك.. على طول بيلف ويدور.”

وتصاعدت هذه الأغنية وأغاني أخرى تعتمد في ألحانها على ايقاع الدف الذي يتقبله الاسلاميون كآلة موسيقية، اليوم من محال تجارية ومن أجهزة تسجيل بجوار باعة جائلين يفترشون شوارع شبين الكوم.

ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت على مشروع الدستور الجديد في المنوفية، وهي معقل لاقطاب الحزب الوطني الديمقراطي المنحل، أكثر من مليوني ناخب يمثلون 4.3 % من الكتلة التصويتية في البلاد لتحتل المنوفية المركز الخامس بين 17 محافظة يجري التصويت فيها اليوم، ويبلغ عدد المراكز الانتخابية بالمحافظة 454 وعدد المقار الانتخابية 562 .

وفي المقابل لجأ الرافضون لمسودة الدستور وهم ينتمون إلى تيارات سياسية ليبرالية ويسارية بالإضافة إلى بعض الحركات والائتلافات التي تشكلت عقب انتفاضة 25 يناير 2011 إلى الجدران للتعبير عن هذا الرفض وإقناع الناخبين بحججهم.

وفي شارع المدارس بوسط شبين الكوم انتشرت شعارات مثل “لا للدستور .. ثورتنا لسه مستمرة” و”حركة 6 ابريل تقول لا للدستور” و”ارحل يا مرسي .. دستورك باطل”.

وحضر المرشح الرئاسي السابق خالد علي، وهو محام وناشط حقوقي قبل ان يخوض غمار السياسة، مؤتمرا جماهيريا في مدينة الباجور بالمنوفية لعرض ما يقول انها سلبيات في مسودة الدستور الجديد.

وقال علي في المؤتمر الذي نظمه حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مساء الخميس “سعى جماعة الإخوان المسلمون لتمرير الدستور بهذه الطريقة يعكس رغبتهم في الاستحواذ على السلطة وعدم إيمانهم بالديمقراطية.”

واضاف موجها خطابه إلى كل من كان ينتمي للحزب الوطني المنحل في المنوفية “سعيهم (الاخوان المسلمين) لتطبيق العزل السياسي على أعضاء الحزب الوطني يعكس كونهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا الاختلاف وتداول السلطة.”

ويضم باب الأحكام الانتقالية في مسودة الدستور الجديد مادة تنص على حرمان قيادات وكوادر الحزب الوطني المنحل من المشاركة في الحياة السياسية لمدة عشر سنوات.

وقال الموظف الحكومي محمد ثابت (56 سنة) بعد أن أدلى بصوته اليوم “القضية تحولت من موافقة أو رفض لمشروع الدستور إلى استفتاء جديد على شخص مرسي.. للأسف استطاع مرسي اكتساب كره الناس خلال ستة أشهر فقط من خلال قرارات متسرعة ومتضاربة.”

وامتد الجدل والخلاف بشأن مسودة الدستور إلى الإنترنت.. وكتب الفريق أحمد شفيق الذي يقيم حاليا في دولة الإمارات، تغريدة على حسابه الشخصي على موقع تويتر أمس قال فيها “شعب المنوفية فضلهم عليّ كبير ودين في رقبتي ما حييت وأتمنى أن يكون دورهم في خدمة مصر يوم السبت القادم لا يقل عن ذلك بل يزيد.”

وتوالت على مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات تبرز اهتمام المصريين بنتائج الاستفتاء في المنوفية لقياس مدى قدرة التيار الإسلامي على تغيير توجهها.

وكتب شاب مصري في تغريدة على تويتر اليوم السبت “العالم كله منتظر يعرف نتيجة الاستفتاء في مصر إيه إلا المصريين .. منتظرين يعرفوا نتيجة الاستفتاء في المنوفية.”

ويبلغ عدد الناخبين في المرحلة الثانية أكثر من 20 مليونا، وصوت نحو 57 % لصالح مشروع الدستور في المرحلة الأولى التي أجريت يوم السبت الماضي. ومن المتوقع أن تعضد المرحلة الثانية والأخيرة اليوم هذه النتيجة حيث إنها تشمل مناطق بمصر أغلبها ريفية محافظة.

 

رويترز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى