«آخ» منك يا «باخ»!

 

202

 

هذا العنوان كتبته قبل عدة أشهر، تحديداً قبل معركة الانتخابات الأولمبية في الأرجنتين، على أعلى منصب رياضي في العالم، وأعيد تكراره، بعد أن حقق الألماني توماس باخ، حلمه القديم، عندما وصل إلى أهم مركز رياضي في العالم، بانتخابه رئيساً للجنة الأولمبية الدولية، قبل ساعات قليلة في بيونس آيرس، ليخلف البلجيكي جاك روغ الرجل الهادئ، وباخ فاز بذكاء شديد بمنصب رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية.

وهو البالغ من العمر 59 عاماً، ويشغل منصب رئيس اللجنة الأولمبية الألمانية، ونائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، ووصل أخيراً إلى أعلى منصب أولمبي، وأتوقف عند تصريحه قبل الانتخابات الذي أعتبره درساً مجانياً لكل من يريد أن يطرق أبواب الانتخابات، أو حتى يفكر، فقد لفت انتباهي في تصريحه، قبل الدخول في المعركة الانتخابية قوله أنه يدرك تماماً إمكانية خسارته للسباق الانتخابي، بما أن هناك ستة مرشحين آخرين يسعون لتولي المنصب الأبرز في عالم الرياضة.

حيث ضمت قائمة المتنافسين على نفس المنصب شخصيات دولية كبيرة لها وزنها، فلم يخطئ أو يتجاوز الخطوط الحمر المتعارف عليها بين الأسرة الأولمبية التي لها قوانينها ومواثيقها، لأن أي تصريح متعجل تصاحبه زلة لسان «تودي في داهية»، ربما تصل إلى المحكمة، كما كان يحصل في بعض الانتخابات القارية ولكنه ــ أي باخ ــ كان ذكياً وواعياً لما يدور من حوله!!

*وباخ حائز ذهبية المبارزة في أولمبياد سنة 1976، وقبل أشهر توقعت أنه المرشح الأبرز للفوز، مع ذلك رفض باخ مقارنة نفسه بباقي منافسيه في السباق الانتخابي، عملاً باللوائح الأخلاقية في اللجنة الأولمبية الدولية، وكل ما قام به، أنه أرسل برنامجه الانتخابي لأعضاء اللجنة، وشرح بعض خططه خلال مكالمة «فيديو جماعية» في اليوم السابق.

وقدم المرشحون الستة أنفسهم أمام أعضاء اللجنة الأولمبية الدولية في مطلع يوليو الماضي بمدينة لوزان السويسرية، وحرصت على أن أكتب هذه المقدمة لكي نعرف ونتعلم كيف يتعامل الكبار في التنافس الشرس، مع التأكيد على احترام الميثاق الأولمبي، هناك فرق بين تفكيرنا وتفكيرهم.

وهذا هو السبب في فشل العرب دائماً، لأنهم (يتناطحون) قبل أن تبدأ المعارك الانتخابية، أقولها بكل صراحة «آخ منك – يا باخ!!»، أصبح باخ المحامي الشهير عضواً في اللجنة الدولية منذ 1991، وكان نائباً للرئيس ثلاث مرات، كما أنه ترأس اللجنة القضائية، ومن أبرز مكافحي آفة المنشطات، ودعا إلى إيقاف الرياضيين المتنشطين أربع سنوات بدلاً من اثنتين آنذاك في ألعاب القوى.

*لم ينجح وثائقي تلفزيون ألماني في إلحاق الضرر به، ولعبت علاقته القوية مع الكويتي الشيخ أحمد الفهد، صاحب النفوذ المتزايد والشخصية المحورية، دوراً في قلب الطاولة، وبدوره قدم باخ شكره لرئيس وزراء اليابان، والشيخ الفهد على موقفه، وأشادت الصحافة العالمية بدوره ونشرت صحيفة أرجنتينية على صفحتها الأولى الأسبوع الماضي، صورة للشيخ أحمد الفهد يرتدي قميصاً عليه صورة باخ، وهو يبتسم ابتسامة عريضة رافعاً إبهامه، وتمكن باخ من التغلب على منافسين أقوياء أصحاب مستوى رفيع.

وللتذكير فقد تناوب على رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية حتى الآن تسعة رؤساء، ثمانية منهم من القارة الأوروبية، وكان الأميركي أفيري بروندايغ الاستثناء الوحيد في الفترة من 1952 حتى 1972، ونحن في دول الخليج ارتبطنا باللجنة الأولمبية الدولية أيام الراحل أنطونيو سمارانش الذي زارنا كثيراً.

وكان عندما يضع قدمه في المنطقة يركب معه في الطائرة الشهيد فهد الأحمد في كل جولاته، وأتذكر أول زيارة له كانت في بداية تأسيس اللجنة الأولمبية الوطنية عام 81، ويتكرر المشهد الآن مع نجله الأكبر أحمد الفهد الذي يلعب دوراً محورياً مهماً على خارطة الرياضة العالمية.. والله من وراء القصد.

 

البيان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى