نأمل أن تتخطى مصر مشاكلها

قال الدكتور علي أكبر ولاياتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي للسياسة الخارجية إن مصر تمر بنفس الحالة التي مرت بها إيران منذ 35 عاما عقب انتصار الثورة الإيرانية ، وأن الثورات المصرية والإيرانية أثرت على بعضها البعض خلال القرنين الأخيرين.
وأكد ولاياتي خلال لقائه بوفد الدبلوماسية الشعبية المصري الليلة الماضية أن على كل من إيران ومصر احترام الهوية الوطنية وتقويتها وأن يسعوا من أجل إحياء القيم الإسلامية لدى الشعبين ، قائلا “لن ننسى أنه عندما كان يتكلم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كانت الشعوب تتأثر بكلامه من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي .. فهذه هي مكانة شعب مصر ، وإذا أتت حكومة في مصر تحرك هذه الظروف الموجودة وترتقي بمستواها فستكون مصر هي رافع راية الأمة العربية والإسلامية”.
وأشار إلى أن إيران واجهت الصهيونية منذ ثورتها عام 1979 رغم الضغوط التي تعرضت لها ، مضيفا “واجبنا من الجهتين الإيرانية والمصرية أن نسعى لإحياء القيم الإسلامية لدى الشعبين ، ونحترم الهوية الوطنية ونقويها ، ونتيجة ذلك أن تتأسى باقي الدول الإسلامية والعربية بنا كإيران ومصر”.
ورحب ولاياتي بالوفد المصري قائلا “مجيئكم إلى إيران ومجيء الإيرانيين لمصر يمكن أن يؤثر إيجابا في التعارف ، فهذه الرحلات مقدمة للعلاقات بين الدولتين والشعبين ، كما وجه دعوته للتعاون العلمي والتكنولوجي بين البلدين قائلا إن إيران توصلت إلى تكنولوجيات علمية جديدة كثيرة ويمكنها أن تتبادل هذه التكنولوجيات مع مصر أو أي دولة أخرى.
وأشار إلى أن مصر كدولة إسلامية وعربية مهمة جدا بالنسبة للثوابت الفكرية الحضارية معربا عن تمنيه أن ينزاح ما حدث لها من مشاكل وأن ترجع لمكانتها الرفيعة.
من ناحيته قال صلاح الدسوقي رئيس الوفد المصري إن الصلة تاريخية بين مصر وإيران ولا بد أن تتدعم ويعود هذا الزخم لعلاقة بناءة وقوية بين الشعبين الإيراني والمصري.
وأضاف “ندرك أن هناك قوى تربصت بالشعب المصري وهي تتربص أيضا بإيران وكل دولة تسعى للتحرر وامتلاك قرارها ، فكما ترصدت هذه القوى المعادية الثورة في إيران تترصد الثورة التي اندلعت في مصر من 2011 وتقف لها بالمرصاد حتى لا يقوم الشعب المصري بالتحرر والقيام بدوره في المنطقة”.
وتابع قائلا ” العدو يروج لأن ما حدث في مصر في 30 يونيو كان انقلابا عسكريا ، ونحن نقول إنها ثورة لتصحيح المسار وتحقيق الإرادة الحقيقية وساندت القوات المسلحة الشعب حتى لا تتحول المسألة لحرب أهلية”.
وقال محمد السعيد إدريس أستاذ العلوم السياسية ، ورئيس تحرير مجلة “مختارات إيرانية” “ليس كل من رفع راية الإسلام وادعى الثورية ثوري ، فجماعة الإخوان هي صدى لذلك الإسلام الرجعي .. لذلك أخشى أن أشقائنا في إيران راهنوا على ثورة إسلامية عن طريق الإخوان المسلمين . فمن المعروف أن هؤلاء تحالفوا مع الأمريكان وحماس لخلق تحالف استراتيجي في الشرق الأوسط مكون من حماس وتركيا أردوغان وقطر يحمي المصالح الإسرائيلية يتكون من الهلال السني من المغرب ، تونس ، ليبيا مصر ، سوريا وقطر في مواجهة ما يسمونه الهلال الشيعي : إيران والعراق وسوريا وحزب الله”.
وأشارادريس إلى أن ثورة الشعب المصري في 30 يونيو كسرت التحالف الاستراتيجي الذي تخطط له واشنطن في الشرق الأوسط .. ولعل هذا ما يفسر اضطراب أداء الرئيس أوباما وسخط الشعب الأمريكي والأوروبي على ثورة الشعب المصري والجيش المصري.
وقال خليل رشاد عضو الأمانة العامة للجمعية الوطنية للتغيير إن الحضارتين المصرية والفارسية أسهما في انتشار الإسلام في ربوع العالم.ونريد أن تكون الزيارة نقلة نوعية في تاريخ التعاون العملي بين الشعبين والبلدين الشقيقين من أجل إرساء خريطة مستقبل لهذه المنطقة وبالتالي علينا ان نركز على أوجه التعاون المشترك وأن ننحي جانبا أية خلافات ومن هنا فهي فرصة لتتعاون الثورتان الإيرانية والمصرية لإنجاز هذا الهدف وما لمسناه خلال لقاءاتنا بالمسئولين الإيرانيين يعزز تفاؤلنا بأن هذا الهدف على بداية طريق التحقق العملي.
وقال جمال زهران أستاذ العلوم السياسية والمنسق العام للتجمع العربي والإسلامي جماعة الإخوان كانت المترجم للمشروع الغربي الأمريكي في المنطقة ، وأضاف ” لقد ذهبت في وفد شعبي لموسكو بعد أن أجهضت الضربة العسكرية ضد سوريا وقال أهم قيادات روسيا إن على مصر أن تهتم بكل من إيران وسوريا ولذلك ذهبنا من قبل إلى سوريا وأتينا هنا إلى طهران نريد أن نكسب تأييدكم لثورة 30 يونيو”.
صدى البلد