طيران الخليج تواصل إعادة الهيكلة

أطلقت شركة “طيران الخليج” (البحرينية) التي راكمت خسائر طوال سنوات وتواجه منافسة قوية من الناقلات الإقليمية، عملية إعادة هيكلة جذرية أدخلتها في مواجهة مع النقابات، خصوصا بسبب إلغاء وظائف.
وأعلنت الشركة قبل أيام أنها أنهت عمل 15% من موظفيها منذ بداية العام الجاري، وأوقفت أربع وجهات في إطار استكمالها لخطة إعادة الهيكلة التي أطلقتها نهاية العام الماضي بهدف تخفيض النفقات.
والناقلة البحرينية التي تعتبر من أقدم شركات الطيران بمنطقة الخليج العربي تسعى منذ سنوات للحد من خسائرها في ظل جو من المنافسة القوية من قبل الشركات الإقليمية الكبرى مثل “طيران الإمارات” و”الاتحاد” الإماراتيتين و”الخطوط القطرية” إضافة إلى الشركات الاقتصادية مثل “فلاي دبي” و”طيران العربية” الإماراتيتين.
كما تعاني الشركة من الاضطرابات السياسية والأمنية التي تعاني منها البحرين والتي كان لها الأثر البالغ على الاقتصاد.
وفي مطلع التسعينات، كانت طيران الخليج الأكبر بالشرق الأوسط، وكانت مملوكة حينها من أربعة شركاء خليجيين أسسوها عام 1974، وهم البحرين وأبو ظبي وقطر وعُمان.
ودخلت الشركة في دائرة الخسائر في النصف الثاني من التسعينيات بسبب التراجع الاقتصادي بالمنطقة وصعود شركات أخرى بالمنطقة.
وانسحب الشركاء الواحد تلو الآخر، وبقيت البحرين وحدها في مواجهة المشاكل المالية لطيران الخليج.
وتم توظيف عدد من الرؤساء التنفيذيين تباعا لإعادة هيكلة الشركة، وتهدف خطة إعادة الهيكلة إلى إعادة رسم شبكة رحلات الشركة والتركيز على الرحلات المباشرة بين مدينة وأخرى، أي من دون رحلات الترانزيت، وخفض عدد الموظفين.
نقابة عمال طيران الخليج حذرت من أن الشركة تعتزم تسريح 30% من إجمالي القوة العاملة المؤلفة من أربعة آلاف موظف بالبحرين بينهم ستمائة بحريني و666 أجنبيا |
تقليص الوظائف
وقالت طيران الخليج في بيان صدر الاثنين الماضي إن نسبة تخفيض القوة العاملة في يناير/كانون الثاني بلغت 6%، وقد ارتفعت حتى الآن إلى 15%”.
وذكرت الشركة أن نسبة البحرينيين العاملين بالمقر بالبحرين بلغت بعد التخفيض 85%، وهو “مستوى قياسي”.
ولفتت الشركة إلى أن من بين الإجراءات التي تستخدمها تشمل عدم تجديد عقود العمل، وإعادة هيكلة المحطات الخارجية إضافة إلى التقاعد الطوعي.
وقال متحدث باسم نقابة عمال طيران الخليج محمد مهدي إن نسبة تخفيض العمالة المعلن تعني أن ستمائة شخص فقدوا عملهم، مشيرا إلى أن عددا قليلا من الموظفين البحرينيين قبلوا بعرض التقاعد الطوعي، مشيرا إلى أن البحرينيين لديهم عقود عمل مفتوحة بينما الأجانب لديهم عقود محددة بزمن يسهل عدم تجديدها.
وأضاف مهدي أن الشركة تنوي تسريح 1266 موظفا بالمرحلة الأولى من إعادة الهيكلة، بينهم ستمائة بحريني و666 أجنبيا، موضحا أن هذا يمثل أكثر من 30% من إجمالي القوة العاملة المؤلفة من أربعة آلاف موظف.
وكانت الشركة أعلنت في وقت سابق أنها رفعت قيمة عرضها للتعويض عن التقاعد الطوعي المبكر للبحرينيين.
كما أكدت أنها أغلقت عدة محطات خاسرة بالخارج، وعدلت الشبكة لتركز على الوجهات الإقليمية بدلا من البعيدة التي تشتهر بها الناقلات الخليجية.
كما قالت طيران الخليج إنها بدأت بتبسيط ومواءمة أسطولها مع متطلبات شبكة الوجهات، متوقعة أن تنتهي من هذه العملية في أبريل/نيسان المقبل، مشيرة إلى أن أسطول الشركة يضم حاليا 26 طائرة من طرازات إيرباص.
وكانت طيران الخليج أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي أنها خفضت حجم طلبيات تقدمت بها لشراء طائرات من طرازي إيرباص أي 330 وبوينغ 787 البعيدي المدى، وذلك لتتماشى مع متطلبات تموضعها الجديد كناقلة تركز على الرحلات الإقليمية.