48 ساعة فى مدينة «الخوف»..

مع دقات العاشرة والنصف صباحاً من يوم الأربعاء الموافق 14 أغسطس الجارى، حاصر عشرات الملثمين من أعضاء الجماعة الإسلامية وتنظيم الإخوان قسم شرطة كرداسة، محاولين اقتحامه والتنكيل بأفراد الشرطة الذين يذودون عنه، انتقاماً من «الداخلية» لفضها اعتصامى «رابعة العدوية» و«النهضة» بالقوة، بدأت الاشتباكات بين الجانبين واستمرت حوالى ساعة، حتى نفدت ذخيرة قوات الشرطة بالقسم، وأصبحوا فريسة سهلة لجماعات إرهابية مزودة بأسلحة حديثة وذخائر كثيرة، سحلوهم فى البداية ثم قتلوهم بدم بارد ومثلوا بجثثهم، وأضرموا النيران فى سيارات ومصفحات الشرطة خارج القسم. بعد الحادث الإرهابى تحولت مدينة كرداسة إلى كابوس كبير، ووكر آمن لأفراد الجماعات الإسلامية المسلحة، فى ظل غياب الشرطة والقوات المسلحة عنها، وهو ما انعكس بشدة على نشاطها الاقتصادى والتجارى، الذى أصابه الركود والشلل التام بعد إحجام التجار والزبائن عن زيارة شارعها السياحى المعروف بسبب الاضطرابات الأمنية بالمدينة. «الوطن» زارت المدينة وتجولت لمدة 48 ساعة، ورصدت الوضع الأمنى والأحوال المعيشية بها، والتقت العديد من الأهالى والتجار والسائقين الذين حمَّلوا المسئولية لأعضاء تنظيم الإخوان والجهاديين بالقرى المجاورة، التى يغلب عليها الطابع الإسلامى.
الوطن