زعيم تنظيم الجهاد: النص على أحكام الشريعة يؤدى إلى «تفسُخ» المجتمع و«اقتتاله»

 

 

 

محمد كامل

أرجع نبيل نعيم الزعيم التاريخى لتنظيم الجهاد، رفضه المشاركة فى مليونية تطبيق الشريعة المقررة اليوم، لأنها ستؤدى إلى «تفسخ المجتمع واقتتاله»، بعد أن حدث توافق على أن تكون مبادئ الشريعة هى المنصوص عليها فى الدستور.

وأوضح فى حوار لـ«الوطن» أن النص على أحكام الشريعة يدخلنا فى تفاصيل فقهية تؤدى لاختلاف كبير لا محل له فى الدستور، وقال إن السلفية الوهابية التى حرّمت العمل البرلمانى والحزبى قبل ثورة يناير ثم حللته ومارسته لا تؤتمن على كتابة الدستور لأن أطروحاتهم غير صحيحة ومتخبطة، خصوصاً أن دعواتهم للمليونية تهدف لإظهار القدرة على الحشد وتوجيه رسالة للإخوان المسلمين أن السلفيين قوة لا يستهان بها.

* ما موقفك من مليونية تطبيق الشريعة؟

– لن أشارك فيها وأعلنت رفضى لها، وأرى أنها لن تغير من الأمر شيئاً.

* وما سبب رفضك؟

– حدث اتفاق مجتمعى على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المرجع للقوانين التى يجب النص عليها فى الدستور، لكن بعض الإخوة أرادوا أن يجعلوا أحكام الشريعة بدلا من المبادئ فى الدستور، ومن ثم فإن هذه المليونية تدعو لخلاف ما اتُفق عليه.

* وأيهما أفضل فى الدستور النص على مبادئ الشريعة أم أحكامها؟

– النص على أحكام الشريعة فى الدستور أمر غير مستحب لأن الأحكام أمر تفصيلى، والأمور التفصيلية بها خلاف بين الفقهاء، ويجب ألا يحتوى الدستور على أمور تفصيلية، بل يحتوى قواعد عامة، الأمور التفصيلية تأتى بعد ذلك فى القوانين، وأرى أن مبادئ الشريعة مناسبة لكتابة الدستور، فيما تناسب أحكام الشريعة كتابة القوانين، كما أن مبادئ الشريعة حولها توافق وطنى، والدساتير توحد المجتمع وتعمل على وحدته لا تفريقه، وعلى العكس النص على أحكام الشريعة فى الدستور يؤدى إلى تفسخ المجتمع واقتتاله.

* وما تقديرك لمليونية تطبيق الشريعة من حيث الفشل والنجاح؟

– نجاح المليونية سيكون نسبيا فى الحشد، لكنها لن تنجح فى تحقيق هدفها، السلفيون سينجحون فى الحشد من داخلهم فقط، لكن لن يحدث حشد جماهيرى من خارج التيار السلفى، وستكون مليونية للسلفيين دون غيرهم، أما فيما يخص هدفها فأرى أنها لن تنجح، وأوجه نصيحة للإخوة أن هناك فرقا بين الأمانى والقدرة على تحقيقها.

* وماذا عن قضية تطبيق الشريعة وكيفية تحقيقها؟

– لو حسُنت النيات سننجح فى تطبيق الشريعة من خلال المبادئ، أما الأحكام فستدخلنا فى تفاصيل الفقه الإسلامى، وستؤدى إلى تنازع وخلاف، والدستور ينص على قواعد وليس تفصيلات.

* التيار السلفى يشهد اختلافا فى المشاركة فى هذه المليونية بين مشارك وغير مشارك؟

– السلفية الوهابية المنتشرة فى مصر لديهم نوع من الجهل بالأحكام الشرعية، اتضح فى تحريمهم دخول مجلس الشعب، والعمل الحزبى قبل الثورة وكانوا متفقين على ذلك، وبعد الثورة انقلب الحرام إلى حلال وتخبطوا فى هذا الموضوع، وانقسمت المدرسة السلفية إلى قسمين الأول وافق على العمل الحزبى والبرلمانى، والثانى ظل رافضا، وهذا يدل على تخبطهم فى الأحكام الشرعية مما يؤدى إلى عدم الاطمئنان إلى صحة أطروحاتهم، ولا يعتد بأقوالهم، وكل أقوالهم تتلاعب بالمشاعر ولا تلامس الواقع، مثلما كانت تفعل جماعة الإخوان المسلمين من تنديدها باتفاقية كامب ديفيد وهجومها عليها وعلى إسرائيل وحينما وصلت إلى الحكم وجدناهم يحترمون الاتفاقية وإسرائيل، إذن الواقع شىء وما يقوله السلفيون شىء آخر وهناك انفصال بين أطروحاتهم والواقع.

* وافق السلفيون فى «التأسيسية» على المادة الثانية التى تنص على مبادئ الشريعة وتفسر فى مادة أخرى، ورغم ذلك نجد خارج «التأسيسية» هجوما على عمل الجمعية ومطالبة بتطبيق الشريعة وتحديد أحكام الشريعة بدلا من مبادئها؟

– الجمعية التأسيسية فيها عيوب كثيرة، فهى وضعت واختيرت بناء على حزب الأغلبية، وهذا أمر خاطئ، لأن الأغلبية ربما تكون أقلية فيما بعد، فهل نغير الدستور ساعتها، الدساتير لا توضع بالأغلبية بل توضع بالتوافق بين أطياف المجتمع وتساوى فئاته ومن يضع الدساتير فقهاء قانونيون يسمون فقهاء دستوريين، وليسوا هواة.

وهناك ازدواجية لدى التيار السلفى واضطراب يدل على أنهم ليسوا أصحاب تصور صحيح للأمور، ويخشى منهم فى كتابة الدستور والمشاركة فيه، وليس لديهم تصور موحد للأمور، وأؤكد أن تلك المليونية لن تنجح والداعون إليها يعلمون ذلك.

* إذن ما الهدف من الدعوة إليها؟

– الهدف من الدعوة للمليونية التلاعب بمشاعر الناس وإظهار القدرة على الحشد، ولعمل شعبية فى الانتخابات المقبلة، وليوجهوا رسالة للإخوان أنهم موجودون وأنهم قوة على الأرض ويملكون الشارع، الموضوع فى الآخر سياسى، هدفه النهائى إرسال رسالة للإخوان أنه لا يمكن تخطى التيار السلفى ويجب عمل حسابهم.

 

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى