توقعات: البورصة تتجاهل الأحداث السياسية وتواصل ارتفاعها

توقع خبراء ومحللون اقتصاديون أن تواصل البورصة المصرية نشاطاها وارتفاعاتها خلال تعاملات الأسبوع المقبل، الذي يبدأ غدا، متجاهلة الأحداث السياسية والمظاهرات التي اعتاد عليها المستثمرون بالسوق، ما دفعهم للتركيز بشكل أكبر على الأوضاع الاقتصادية بشكل عام، والأحداث المتعلقة بالشركات المتداولة، مشيرين إلى أن السوق تترقب في هذه الأيام أحداثا جوهرية تتعلق بصفقات استحواذ كبرى، من شأنها دعم المسيرة الصعودية للمؤشرات.
وقال الخبراء إن أداء البورصة المصرية منذ مرور الذكرى الثانية لاندلاع الثورة في 25 يناير الماضي باتت تتحرك بشكل منفصل عن الأحداث السياسية، وهو ما تؤكده الأرقام، حيث سجلت ارتفاعات متواصلة طيلة الأسابيع الماضية.
ورأى محمد رشدي، خبير أسواق المال، أن المستثمرين بالبورصة اعتادوا الأحداث التي تشهدها المحافظات، وباتت غير مؤثرة في قراراتهم الاستثمارية، مشيرا إلى أن هناك أخبار جوهرية تتعلق بالشركات أكثر أهمية للمستثمرين من الأحداث السياسية. وأشار إلى أن السوق يترقب العديد من الصفقات الكبرى التي تقدر قيمتها بعشرات المليارات؛ منها صفقة الاستحواذ على البنك الأهلي سوستيه جنرال من قبل بنك قطر الوطني، وكذلك صفقة الاستحواذ على شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة من قبل شركة هولندية، فضلا عن صفقة الاندماج بين شركة المجموعة المالية هيرميس وشركة كيو إنفست القطرية.
وأوضح رشدي أن هذه الصفقات الضخمة، التي من المتوقع أن يشهدها السوق المصري قبل نهاية الربع الأول من العام الحالي 2013، تحفز المستثمرين على عدم الالتفات لما يجري من أحداث سياسية اعتادوا عليها طيلة العامين الماضيين، متوقعا أن تقود أسهم القطاع المصرفي أداء البورصة المصرية خلال الفترة المقبلة، خاصة في ظل توفر العديد من الأنباء الإيجابية القوية داخل القطاع، بجانب جاذبية أسهمه أمام المستثمرين، وعلى رأسها الصناديق والمؤسسات. ولفت إلى أنه بجانب صفقة البنك الإهلي سوسيتيه جنرال، يترقب القطاع زيادة رأسمال بنك البركة عن طريق توزيع أسهم مجانية على مساهميه، فضلا عن تحول البنك الوطني للتنمية إلى المعاملات الإسلامية بشكل كامل خلال هذا الشهر، وسط توقعات بنمو كبير في حجم أعماله مع بدء العمل بنظام الصكوك الإسلامية.
ولفت رشدي إلى أن أي تراجع في أداء السوق خلال الفترة المقبلة لن يكون سببه الأحداث السياسية، وإنما قد يرجع إلى أسباب أخرى تتعلق بالشركات أو مؤشرات التحليل الفني، وإن ألمح إلى أن السوق ربما تخلو هذه الأيام من أي أنباء سلبية على صعيد الشركات. واعتبر أن الإعلان عن قرب التوصل إلى تسويات مصالحات مع بعض رجال الأعمال المنتمين للنظام السابق من شأنه أن يكون له انعكاسات إيجابية على الاقتصاد بشكل عام والبورصة على وجه التحديد، خاصة أن البورصة المصرية بها العديد من الشركات الكبرى في قطاعات مختلفة من السوق مملوكة لرجال أعمال كانوا ينتمون للنظام السابق. ونبه إلى أن البورصة المصرية تشهد عمليات شراء استباقية منذ أسابيع من قبل الصناديق والمؤسسات، خاصة الأجنبية والعربية، متوقعا استمرار انفصال أداء البورصة عن الأحداث السياسية المحيطة حتى قرب موعد الانتخابات البرلمانية.
واتفق أحمد عبدالحميد، العضو المنتدب بإحدى شركات تداول الأوراق، على أن البورصة المصرية انفصلت تماما في تحركاتها عن الأحداث السياسية المحيطة، مشيرا إلى أن المستثمرين بدأوا يشعرون بالملل من هذه الأحداث.
وقال إن هناك شرائح عديد من المستثمرين ينتقدون الأحداث التي يقوم بها المتظاهرون، خاصة أنها في الغالب لا تكون سلمية وهدفها إثارة الشغب، ما خلق شكوك
حول أهداف مثل هذه المظاهرات، وجعل المستثمرين لا يعيروها أي اهتمام، مضيفا أنه على القوى السياسية التي تعمل من أجل التجهيز للانتخابات البرلمانية
المقبلة ألا يملأوا الشوارع والميداين بالمظاهرات طوال أيام الأسبوع بسبب وبدون سبب، ومشيرا إلى أن المستثمرين يتجاهلون الآن كل هذه الأحداث وعادوا إلى الأسس المعتادة عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية؛ مثل أخبار الشركات والأوضاع الاقتصادية ومؤشرات التحليل الفني للأسهم.
وكانت البورصة المصرية حققت مكاسب تجاوزت ستة مليارات جنيه خلال تعاملات الأسبوع الماضي، فيما سجلت مؤشرات البورصة ارتفاعات جماعية، حيث ارتفع مؤشر البورصة الرئيسي “إيجي إكس 30” بنسبة 1.72% ليصل إلى 5703 نقطة، كما ارتفع مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة “إيجي إكس 70” ارتفاعا بنسبة 3.71% ويغلق عند 483 نقطة.
الوطن