الأخبار

نيوتن يكتب: بين مرسى ونجاد

11

لا أعرف ما هى مبررات الاحتفاء الإخوانى برئيس إيران فى القاهرة. شارك أحمدى نجاد فى القمة الإسلامية. كان بين قلائل رحَّب بهم د. محمد مرسى بنفسه. ذهب نجاد إلى الأزهر رافعاً علامة النصر كما لو أنه يغزو عريناً. لم ينل استقبالاً دافئاً. قابله الإمام الأكبر بفتور واضح. تركت هذا المشهد بالتباساته. قارنت ذهنياً بين الاعتراضات التى تواجه مرسى من شعبه فى ٢٠١٣.. والاعتراضات التى واجهت نجاد من شعبه فى ٢٠٠٩.

نجاد غير مرسى. لا يجب أن يطالب مصريون مرسى بأن يصنع لبلده وضعاً حققه نجاد. أحمدى نجاد ليس هو من صنع وضع إيران الحالى. لا يجب أن يعتقد الرئيس مرسى أنه يمكن أن يعبر أزمته كما عبر نجاد أزمة تخصه.

إيران دولة بترولية كبرى. عوائدها مضمونة بعشرات مليارات الدولارات سنوياً. مصر ليست كذلك. مواردها هشة. أى طارئ يمكن أن يهز الاقتصاد. طوبة فى ميدان التحرير تضرب فوراً قطاع السياحة. تهز الثقة العامة. لا يمكن لمصر أن تضحى بالاستقرار. استقرارها رأسمالها. لدى إيران ترف القدرة على المغامرة. فى حدود. تقودها مغامراتها إلى وضع يتأزم يوماً تلو آخر. الحصار يشتد. الدولة البترولية الكبرى تواجه أزمة وقود. ليس لديها معامل تكرير كافية.

إيران يحكمها الملالى. نظام آيات الله. الرئيس نجاد حين واجه أزمته فى ٢٠٠٩ كان الملالى قد تغلغلوا فى كل أنحاء الدولة. أصبحوا هم الدولة. الإخوان يحاولون أن يكونوا نظام ملالى مشابهاً. لن يمكنهم. ليس فى السنة آيات الله. الشعب أيضاً يرفض. لم يستقر نظام الملالى فى إيران إلا لأن الشعب لديه إيمان ما بولاية الفقيه.

دافع نجاد عن حكمه بآلة أمنية جبارة. لديه حرس ثورى. جهاز الشرطة فى مصر ليس ثورياً. ليس عقيدياً. حاول الأمن المركزى أن يقف فى مواجهة المتظاهرين. يواجه حملة ضارية منذ قام بأخطاء كبيرة. تهدده الملاحقة القانونية. حتى جماعة الإخوان تبرأت منه. قالت تصرفات مرفوضة. نجاد لديه جيش يساند نظامه. جيش مصر ليس لدى مرسى. جيش مصر لدى مصر. لن يساند حكماً ضد الشعب.

يمكن لأحمدى نجاد أن يواجه الولايات المتحدة. يمكن لـ«نجاد» نفسه أن يهدد بإلقاء إسرائيل فى البحر. يمكن لإسرائيل أن تدرس علناً ضرب إيران. الإخوان لا يمكنهم معاداة الولايات المتحدة. وجودهم مشروط بالتعاون معها. قال مرسى تصريحاً ضد اليهود قبل أن يكون رئيساً. ابتلعه حين أصبح رئيساً. لا يمكن لإسرائيل أن تهدد مصر. بينهما معاهدة سلام. يعيش نجاد على عداء إسرائيل. لم يصل الإخوان للحكم إلا حين أقروا بالمحافظة على معاهدة السلام.

مصر دولة سُنية. لا يمكن أن تتشيع. لا عقيدياً ولا سياسياً. مكانتها أن تكون فى صدارة السنة. إذا اتبعت إيران تفقد عنصراً أساسياً فى وجودها. يمكن أن تناور فى رحاب تركيا لبعض الوقت. تركيا سُنة. طال الوقت أو قصر لا يمكن أن تستمر فى تلك المناورة. مصر عربية. العثمانيون فى أنقرة أتراك. الإيرانيون فُرس. العوامل القومية لها تأثيرها وتاريخها. لا يمكن لـ«مرسى» أن يتخيل نفسه أحمدى نجاد

المصرى اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى