كيف تورط مرسى فى ذبح الشيعة؟

9

يوسف شعبان – صلاح لبن – إسماعيل الوسيمي

 

الرئيس حضر مؤتمر التحريض على الشيعة فى استاد القاهرة ولم يردَّ فتاوى التكفير.. والبرادعى: القتل نتيجة خطاب دينى مقزز

فى تطور طبيعى لحالة التحريض والشحن الطائفى، ضد الشيعة فى مصر، برعاية وصمت الرئيس الإخوانى، دفعت منطقة أبو مسلم بالهرم، الثمن غاليا بوقوع حادثة اعتداء فريدة من نوعها على عدد من أصحاب المذهب الشيعى، راح ضحيتها 5 مواطنين، وهو أمر شبيه بما حدث مع عدد من البهائيين عام 2009 بقرية الشورانية بسوهاج، ولكن هذه المرة كانت أكثر فداحة ودموية.

الغريب فى الأمر كان تورط الرئيس الإخوانى فى أحداث أبو مسلم، بعد مشاركته فى مؤتمر «الأمة الإسلامية لنصرة سوريا» الذى عقد مؤخرا بالصالة المغطاة باستاد القاهرة، وشهد تحريضا صريحا على الشيعة، واتهامهم بالكفر فى حضرة محمد مرسى، دون أن يرد التحريض والاتهامات.

الشيخ محمد حسان، قال فى كلمته، مخاطبا مرسى: «أُناشد الرئيس مرسى بأن لا يفتح باب مصر الطاهرة أمام الرافضة».

والرافضة هى إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت، مع البراءة من أبى بكر وعمر، وسائر أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم، إلا القليل منهم.

بينما خاطب محمد عبد المقصود، نائب رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، الرئيس محمد مرسى قائلا:

«مهما استطعنا أن نستغنى عن هؤلاء الأنجاس، يقصد الشيعة، الذين لا يعترفون بالنبى وآل بيته فلنفعل، وأعلم أن التركة ثقيلة، ولكنها عواطف أحببت أن أسمعها للسيد الرئيس».

بينما قال الدكتور على السالوس، رئيس الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، فى ذات المؤتمر «إن الله أمرنا أن نقاتل الطائفة المؤمنة التى تبغى على أخرى، أما الآن فهى ملحدة أو كافرة، يقصد الشيعة فى سوريا، بينما الطائفة التى يُبغى عليها هى المؤمنة».

بينما قال الداعية السعودى محمد العريفى، فى مؤتمر لنصرة سوريا تحت عنوان «الشيعة أخطر علينا من اليهود» عقد مؤخرا بمشاركة الدكتور عماد عبد الغفور مندوبا عن رئاسة الجمهورية. «حذرنا من حزب الله، كنا نهاجَم ونتهَم بالطائفية، وأحداث الشام حاليا كشفت عن وجه حزب الله وجنوده يذبحون أولادنا وتأكدوا أن أهل السنة فى نظر الشيعة كفار ويجب قتلهم». مشيرا إلى أنه لو تمكن الشيعة من سوريا فالطريق قادم على كل المسلمين. بينما قال الشيخ حازم أبو إسماعيل «علينا أن نكون على مستوى المسؤولية ومصر مليئة بالعملاء والخونة، وبالتالى الأمر يتطلب أن نكون يدًا واحدة من أجل دولة إسلامية سنية». وقال يوسف القرضاوى إن الأمة مستعدة للتضحية والجهاد ولا بد لنا أن ننادى بالجهاد للدفاع عن دين وشرع الله والتصدى للشيعة.

الناشط الحقوقى والقانونى، عبد الله خليل، قال، مَن حرَّض على جريمة أو جنحة عن طريق النشر أو الإبلاغ ووقعت الجريمة، على خلفية هذا التحريض، فتلك جريمة تحريض على جريمة قتل عمد، يتوافر فيها عنصر سبق الإصرار. وأوضح أن تلك الجريمة تنطبق على ما حدث فى مؤتمر نصرة سوريا، الذى شهد تحريضا واضحا وصريحا على الشيعة. مشيرا إلى أن ارتكاب جريمة التحريض لا تشترط وجود المحرض فى مسرح الجريمة وقت ارتكابها، وهذا لا يعفيه من العقاب.

خليل أكد أن مؤتمر نصرة سوريا ومن تلاه من أحداث قتل فى أبو النمرس يحمل عدة جرائم أخرى، منها أنها جريمة الإرهاب وفق نص المادة 86 من قانون العقوبات، لأنها لجوء للقوة والعنف تنفيذا لمشروع إجرامى وجماعى بهدف الإخلال بالنظام العام وإزاء الأشخاص وإلقاء الرعب بينهم وتعريض حياتهم وحريتهم وأمنهم للخطر. مشيرا إلى أن ما حدث يعد أيضا جريمة اعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، تمت من قبل جمعيات ومؤسسات بقصد ارتكاب هذه الجريمة. وتابع: «هذه جريمة إرهابية بامتياز طبقا لقانون العقوبات المصرى».

كما أوضح خليل أن الواقعة تعد إحدى الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، التى يعاقب عليها القانون الدولى. مشيرا إلى أن ما حدث تمييز وتحريض على الكراهية الدينية وإبادة لطائفة بسبب مذهبها أو عقيدتها الدينية. مؤكدا أنه إذا لم تتم محاكمة القتلة، فإنه ستتم ملاحقتهم دوليا، آجلا أم عاجلا. لافتا إلى أن ما حدث فى أبو النمرس ومؤتمر استاد القاهرة فى وجود عدد من الشخصيات المصرية وغير المصرية من رموز تنظيم القاعدة يجعلنا نقول إن النظام السياسى المصرى سوف يصنف قريبا على أنه إحدى الأنظمة الراعية للإرهاب فى العالم. معتبرا ذلك كارثة جديدة تضاف إلى كوارث النظام الحاكم. وأكمل: «رئيس الجمهورية حضر ورعى مؤتمر (نصر سوريا) ورعى هذا الحشد الذى حرض، بمباركة من رئيس الجمهورية، على ارتكاب الجريمة فى أبو النمرس». مشيرا إلى أن هذه الجريمة عقوبتها، فى قانون العقوبات، السجن المؤبد أو الإعدام، ما دام قد ترتب عليها قتل نفس.

مدير مؤسسة النقيب للتدريب وحقوق الإنسان، صلاح سليمان، قال إن ما حدث من الشيخ محمد حسان وعلى السالوس ومحمد عبد المقصود تحريض واضح وصريح فى حضرة رئيس الجمهورية، وهى جريمة مكتملة الأركان.

سليمان أوضح أن تلك الواقعة تشبه إلى حد كبير ما حدث مع الأديب الكبير نجيب محفوظ وفرج فودة. مشيرا إلى أن المساءلة عن تلك الجريمة تطول رئيس الجمهورية الذى حضر المؤتمر وسكت ولم يرد التحريض والتكفير لأصحاب المذاهب الأخرى. وأضاف أن رئيس الجمهورية أقسم على الحفاظ على الوطن وسلامة أراضيه، وهو ما لم يحدث بصمته على التحريض على قتل المصريين فى حضوره.

المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى ورئيس حزب الدستور، الدكتور محمد البرادعى، قال إن قتل وسحل مصريين بسبب عقيدتهم جاء نتيجة بشعة لخطاب «دينى» وصفه بـ«المقزز»، مضيفا عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر» أمس «إننا ننتظر خطوات حاسمة من النظام والأزهر قبل أن نفقد ما تبقى من إنسانيتنا».

فى حين أصدر عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر، بيانا قال فيه إن الجريمة «البشعة» التى تعرض لها مواطنون مصريون فى أبو النمرس تشمئز منها الإنسانية «اللهم إنَّا نبرأ إليك مما فعل هؤلاء»، مضيفا أن القتل والسحل المذهبى نتيجة لخطاب دينى منفلت وعنصرى واستغلال واضح وسطحى لقضايا مذهبية خطيرة لتحقيق مكاسب سياسية ضيقة، متابعا لا بد من إيجاد صيغة للتعايش والتفاهم وليس إذكاء نيران الطائفية والمذهبية وتقسيم الشعب، فشل النظام فى حماية المصريين.

 

التحرير

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى