بقلم: حسن المستكاوى

هناك طريقة تواجه بها برشلونة، هى ليست سهلة، ويجب ألا تكون سهلة. إنها الطريقة التى لعب بها إيه. سى. ميلان على مسرحه الشهير سان سيرو. فقد لعب الفريق الإيطالى كما لعب من قبل تشيلسى عام 2010.. دفاع رفيع المستوى، لم يضع فيه المدرب ماسيلميانو إليجرى لاعبيه أمام الصندوق مثل عساكر الشطرنج، وهم أضعف قطع اللعبة على كثرتهم، ولكنه استعمل لاعبيه كما يلعب كاسباروف بطل العالم بالحصان، والفيل، والطابية، والوزير، من أجل حماية الملك. والملك فى كرة القدم هو هذا المرمى الذى تتدلى من رأسه الشباك كما التاج.

●● الدفاع كما قلنا مرارا ليس وجها من الوجوه القبيحة فى كرة القدم، فعندما تلعب مع برشلونة حذار من ترك المساحات. كما أنه ليس سهلا على أى فريق الأداء بهذا التنظيم الدفاعى الدقيق والواقعى..لقد دافع لاعبو ميلان عن مرماهم دفاع جنود إسبرطة عن قائدهم. فلم يقترب ميسى ورفاقه من الصندوق. لم يسمح لهم بدخوله. كنت أتعجب مع بدايات اللقاء من تراجع لاعبى ميلان إلى الخلف وعدم الضغط المبكر فى ملعب برشلونة، باعتبار أن استحواذ الفريق الكاتالونى على الكرة سوف يهدد مرمى ميلان فى النهاية. وطال انتظار النهاية. بالنسبة لبرشلونة ولأنصاره لم تأت النهاية. وهم ينتظرون الفصل الثانى والأخير على مسرحهم ووسط جماهيرهم.

●● لعب ميلان بطريقة 4/2/3 /1.. أربعة مدافعين فى الخط الخلفى وأمامهم خمسة لاعبى وسط قاموا ببناء أول خطوط الاستحاكامات الدفاعية. وبرأس حربة واحد. إلا أنه فى لحظة امتلاك الكرة كان مهاجمو الوسط ينطلقون إلى الأمام للمساندة، وسجل بواتينج الهدف الأول وكان الهدف الثانى لمونتارى، لكن صاحبه الحقيقى هو شعراوى بتمريرته الرائعة الخاطفة، فكانت التمريرة أجمل من الهدف.

●● عقب المباراة قال مهرج ميلان باللوتيلى: أنا لم ألعب المباراة لأنى شاركت فى دورى المجموعات مع تشيلسى. لكن لماذا لم يلعب ميسى؟!».

نعم شارك ميسى لكنه لم يلعب ووضع فى الأسر معظم الوقت. كما ترك ميلان نجوم برشلونة يلعبون بالكرة كمايشاءون بعيدا عن حصنهم وملكهم.. تركوا إنييستا، وزافى، وبيدرو وفابريجاس ودانى ألفيش. إلا أن لعبهم كان مساويا للعب طفل صغير بعقله الصغير بكرة بالون خفيفة.. مجرد ركل وجرى دون هدف أو خطة أو مسار مرسوم.. هكذا استحق ميسى الصفر الأول، واستحق رفاقه أن تفتح من أجلهم حقيبة الأصفار..؟!

الجورنال