مشكلة الصرف الصحي زادت

غالباً ما يتعلق الإنسان بأشياء وأماكن عاش فيها ومعها ورافقته خلال فترة طويلة من عمره حتى صار يدركها ببصيرته قبل بصره.
هذا هو حال مدرسات وطالبات مدرسة النور المشتركة المبصرات منهن والكفيفات اللواتي تم نقلهن بقرار إداري منذ حوالي عامين من مبنى مدرسة النور والأمل إلى مبنى آخر وأصبح اسم مدرستهن مدرسة النور المشتركة والتي تضم حالات الإعاقة البصرية (الكفيفات) واللواتي تم فصلهن عن حالات الإعاقة السمعية (الصم) ليكون لكل منهن مدرسة خاصة وتستطيع الطالبات إبراز قدراتهن.
غير أن الواقع الذي واجههن كان مغايراً لتوقعاتهن وتضحياتهن بالتخلي عن مكان أحببنه وتعلقن به حيث ما كان ينتظرهن مبنى مليء بالمشاكل وآخرها طوفان المجاري منذ حوالي 3 أشهر من دون إيجاد حل جذري لها.
وعما يعاني منه المدرسات والطلبة كان لـ«الأنباء» حديث مع بعض المدرسات وأولياء الأمور للاطلاع على هذه المشاكل وكان ما يلي.
الأمر لم يكن سهلاً على المدرسات بشكل رئيسي حيث تقول ف.ع: ان أصحاب هذا النوع من الإعاقة هم الوحيدون الذين يتعلمون في مدرسة ما ويعودون إليها بعد تخرجهم في الجامعة، وهذا هو حالها حيث تلقت دروسها في صغرها في هذه المدرسة وبعد تخرجها في الجامعة عادت إليها لتكون مدرسة فيها.
وتقول ف.ع: انها تعرف كل تفاصيل المدرسة لا بل تشعر وكأنها تراها حيث انها أحياناً لا تحتاج إلى مرافق للتجول في أرجاء المدرسة التي باتت تعتبرها جزءاً مهماً ورئيسياً في حياتها، وعلى الرغم من كل هذا التعلق بمدرسة أصبحت تشكل شريكاً في تفاصيل حياة ف.ع، إلا أنها قالت انه ربما يكون قرار فصل المكفوفين عن الصم فيه حسن نية، وعلى الرغم من أن التنفيذ لم يكن سهلا أيضاً على المعنيات إلا أن المدرسات والطالبات تقيدن به وانتقلن إلى المبنى الذي كان مخصصاً لهن وبنظرهن هنا كانت الطامة الكبرى إذ وجدن أن هذا المبنى غير مؤهل ليكون مدرسة للمكفوفين.
وعن المشاكل التي تعاني منها المدرسة تحدثت أم يوسف قائلة: ان هذا المبنى لا يتمتع بأي مواصفات صحية تصلح أن تجعل منه مدرسة للكفيفات وآخر هذه المشاكل وأخطرها هو طوفان المجاري الأمر الذي له تأثيره السلبي على صحة الطالبات خاصة أن هناك بعضهن ممن تعانين من بعض الأمراض والتي قد يكون منها أمراض مزمنة.
وعند بداية هذه المشكلة تم التقدم بالشكوى إلى الإدارة المعنية في المدرسة والتي بدورها رفعت هذه الشكوى إلى إدارة مدارس التربية الخاصة وما كان منها إلا أن وجدت حلاً غير جذري وهو الاستعانة بالتناكر التي تشفط هذه المياه ولكن هذا الحل غير عملي وغير كاف لأنه لم يعالج المشكلة على الإطلاق.
ومن أبرز المشاكل أيضاً هو أن المبنى غير مهيأ بالأساس لأن يكون مدرسة ففصوله لا تهوية فيها، والسلم ملاصق للباب الأمر الذي فيه خطورة على الطالبات، كما أنه ليس هناك إلا باب دخول وخروج واحد وليس هناك أي مخرج للطوارئ.
هذا إلى جانب ضيق المدرسة التي توجد فيها ساحة فسحة واحدة ولا يوجد فيها لا مسرح ولا حديقة علوم، كما أنه لا توجد غرفة اجتماعات خاصة بالمدرسات، حتى انه إذا ما اضطروا لإيجاد فصول تقوية لبعض الطالبات لا يستطيعون ذلك بسبب ضيق المدرسة والتي أضيف إليها هذا العام إلى جانب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة المرحلة الثانوية.
وبدورها تتابع ف.أ: انه زيادة على كل تلك المشاكل لم يراع المسؤولون عن نقل المبنى مسألة المطعم الخاص بالطالبات، إذ انه من المفترض أن تكون كل المرافق الخاصة بالطالبات موجودة داخل مبنى المدرسة إلا أن المطعم موجود في مبنى آخر، وعندما تم الاعتراض على هذه المشكلة كان الحل أنه ستتم الاستعانة بالمرافقات والمعاونات لمساعدة الطالبات في الوصول إلى المطعم غير أن هذا الحل غير كاف خاصة أن الأمر فيه خطورة على حياة الطالبات اللواتي يضطررن إلى قطع الطريق للوصول إلى المبنى الثاني حيث المطعم.
وأضافت ف.أ: أن مبنى المدرسة القديم لا يعني للمدرسات مبنى مؤهل وصحي للطالبات فحسب بل فيه كل ذكريات المدرسات اللواتي كن طالبات فيه وتأقلمن معه وأحببنه إلى درجة أنهن تحملن عمليات الترميم التي خضع لها ذلك المبنى.
منتقداً كل المشاكل التي سلف ذكرها يقول أبوعبد الله أحد أولياء الأمور: انه يقل ابنته يومياً إلى المدرسة وإلى جانب المشاكل التقنية التي تعاني منها المدرسة من حيث ان تكون مؤهلة للتعليم فإنه كان يعاني من ضيق الشارع أمام المدرسة ما يتسبب في ازدحام خانق إلى جانب عرقلة وصول الطالبات إلى المدرسة خاصة أنهن بحاجة إلى من يساعدهن ما يزيد من الزحمة.
وقال أبو عبدالله: انه منذ حوالي 3 أشهر جاءت مشكلة المجاري لتزيد من تفاقم المشكلة ما يستدعي تدخل الوزارات المعنية بهذا الشأن، مناشداً كلا من وزارة الأشغال ووزارة التربية العمل على حل هذه المشكلة.
|
|
مدرسة النور المشتركة |
|
|
التنكر خلال شفط المياه |
|
|
من المياه المتجمعة امام المدرسة |
|
|
تنكر أمام المدرسة |
|
|
من أمام المدرسة |
|
|
مياه الصرف الصحي مشكلة كبيرة تواجه المدرسة
الانباء |