ارتفاع الحصيلة والجزائر تعتقل ستة خاطفين

ارتفعت إلى 48 قتيلا حصيلة عملية خطف الرهائن بقاعدة معالجة الغاز في عين أمناس جنوب شرقي الجزائر، وأعلنت سلطات البلاد أنها اعتَقلت ستة خاطفين وتبحث عن ثلاثة آخرين، في حين أعلن زعيم ما يعرف بكتيبة الموقعين بالدم التي نفذت الهجوم أنه مستعد للتفاوض إذا توقف القصف.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مصادر طبية أنه تم تحديد هويات 12 جثة تعود ليابانيين، بعدما أفاد تقرير في وقت سابق بأن القوات الخاصة التابعة للجيش الجزائري عثرت الأحد على نحو ثلاثين جثة تعود لرعايا غربيين وجزائريين وعسكريين بالمنشأة.
في هذه الأثناء قالت السلطات الجزائرية إنها اعتَقلت ستة خاطفين وتبحث عن ثلاثة آخرين ممن شاركوا في الهجوم على منشأة عين أمناس، ليرتفع عدد المسلحين الذين يعتقد بأنهم شاركوا في الهجوم إلى 37 مسلحا.
وقد كشفت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية نقلا عن مصادر أمنية، أن خمسة من المسلحين الإسلاميين المتورطين في الهجوم هم من عمال المنشأة، مشيرة إلى أن من بينهم مواطنا فرنسيا شارك في عملية الخطف قبل أن يقتل خلال اقتحام الجيش الجزائري للمنشأة.
وكشفت صحيفة “الخبر” الجزائرية في عددها الصادر اليوم الاثنين نقلا عن مصدر أمني رفيع، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أمر بتشكيل لجنة تحقيق أمنية عالية المستوى وإعطائها كافة الصلاحيات للتحقيق في ملابسات العملية.
ويبحث التحقيق -حسب الصحيفة- سبب فشل إجراءات الأمن خاصة المتعلقة بالتحقيق حول عمال شركات النفط، وفشل إجراءات الأمن في التعامل مع عملية الاختطاف.
القاعدة تتبنى
من جانبه أعلن خالد أبو العباس المعروف باسم مختار بلمختار زعيم ما تعرف بكتيبة الموقعين بالدم في جنوب الجزائر والتي أعلنت أنها نفذت الهجوم، في بيان نشره موقع إعلامي موريتاني، أنه مستعد للتفاوض مع السلطات الجزائرية والدول الغربية بشأن الرهائن المحتجزين لديه إذا توقف القصف.
وكان بلمختار قد أعلن أمس تبني كتيبته للهجوم على المنشأة الغازية بعين أمناس واختطاف الرهائن الأجانب.
وقال في تسجيل مصور بثه موقع “صحراء ميديا” الموريتاني وعرّف فيه نفسه لأول مرة بأنه من تنظيم القاعدة الأم، بعد أشهر من انشقاقه عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، “إننا في تنظيم القاعدة نعلن عن تبني هذه العملية الفدائية المباركة”.
وأوردت وكالة نواكشوط للأنباء بيانا لكتيبة “الملثمون” جاء فيه “نتوعد كل الدول التي شاركت في الحملة الصليبية على إقليم أزواد (شمال مالي) ما لم ترجع عن قرارها، بالمزيد من العمليات”.
وأضاف بيان الكتيبة “نؤكد على إخواننا المسلمين بضرورة الابتعاد عن كل الشركات والمجمعات الغربية حفاظا على سلامتهم وخصوصا الفرنسية منها”، قبل التطرق إلى تفاصيل العملية في منشأة عين أمناس في الصحراء الجزائرية.
كما بثت قناة النهار الجزائرية الخاصة نقلا عن وكالة نواكشوط للأنباء تسجيلاً صوتياً لأحد قادة الخاطفين يهدد فيه بتفجير الرهائن. وأوضحت القناة أن الخاطف كان يتحدث مساء الخميس عندما كان الجيش يحاصر الموقع. وقد تحدث عن مقتل 15 من الخاطفين ورهائن عدة خلال العملية.
وبعد الانتقادات الأولى التي أطلقتها عواصم الدول التي ينتمي إليها الرهائن الأجانب، عاد المسؤولون الغربيون إلى “تفهم” الموقف الجزائري.
ورأى الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن الجزائر تصرفت في أزمة الرهائن “بالشكل الأكثر ملاءمة”، معتبرا أنه “لم يكن بالإمكان التفاوض” مع الخاطفين.
ومن جهته قال وزير الخارجية لوران فابيوس إن عدد القتلى في الهجوم كان “كبيرا جدا”، لكنه أكد أن السلطات الجزائرية واجهت “موقفا لا يحتمل”.
واتفق الرئيس الأميركي باراك أوباما مع رئيس وزراء بريطانيا ديفد كاميرون في تحميل “الإرهابيين” مسؤولية مقتل الرهائن في الجزائر.
الجزيرة