“جارديان”: انقسام بين ثوار مصر يستعصى على الحل.. ودستور متناقض ومحكمة دستورية منحازة

 

 

 

ذكرت صحيفة “جارديان” في افتتاحيتها اليوم أن الثورة في مصر، وبعد مضي عامين عليها، وصلت إلى نقطة كان ينبغي أن تتجنبها بأي ثمن، فقد وصل الحال إلى انقسام عميق ومستعصي على الحل بين قوتين يدعي كل منهما أنه وحده الوريث الوحيد للثورة، واستعرضت الصحيفة الخلاف بين القوى الإسلامية والمعارضة.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى انتقادات “هيومان رايتس ووتش” لمسودة الدستور التي وصفتها بالمعيبة والمتناقضة، ففي حين أنها تنص على الحماية ضد الاعتقال التعسفي ولكنه فشل في إنهاء المحاكمات العسكرية للمدنيين، وأنزل  النص مساواة المرأة إلى إخضاعها لـ”أحكام الشريعة” وفقًا لما يروجه السلفيون، إضافة إلى العبارات الفضفاضة والتبريرية للقيود على حقوق الإنسان الأساسية، مثل عبارة “الطبيعة الحقيقية للأسرة المصرية”.

وأضافت الصحيفة أن الأمور في مصر مختلطة مثل الكثير من المناقشات الدائرة، وتتساءل هل يستحق مشروع الدستور الإضراب وأشهر من الشلل، وهل ستقوم المحكمة الدستورية بحل الجمعية التي صاغت الدستور؟.

وأضافت الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها اليوم أنه لا توجد بلد، خاصة إذا كانت “مفلسة”، يمكن أن تتسامح مع قرارات محكمة تتأرجح إلى ما لانهاية ومنحازة، وأشارت الصحيفة إلى قرار المحكمة الدستورية بحل البرلمان، على الرغم من أن الاعتراضات كانت مقتصرة على عدة مقاعد في البرلمان، وأكدت الصحيفة على أن ذلك كان متناسبًا مع أغراض المجلس العسكري، ولم يكن شيء يمنع المحكمة من إلغاء الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور التي تم تعيينها من قبل البرلمان.

وفي نهاية مقالها الافتتاحي ذكّرت “جارديان” بما حدث في الثورة منذ 22 شهرًا عندما ترك المصريون هوياتهم الطائفية قبل أن يدخلوا إلى ميدان التحرير ملوحين بالعلم الوطني، ودعت الصحيفة الذين يصفون أنفسهم بالديمقراطييين لإعادة اكتشاف الحلول الوسط.

 

البديل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى