حاولت مقاطعة «مرسى» أثناء خطابه 3 مرات

 

6

 

كشف المستشار أحمد سليمان، وزير العدل السابق، كواليس اعتراضه على إهانة محمد مرسى، الرئيس المعزول، للقضاة والسلطة القضائية فى خطابه بقاعة المؤتمرات، مؤكداً محاولته مقاطعة «مرسى» 3 مرات خلال الخطاب ليسجل اعتراضه على ما يقوله فى حق القضاة، مستشهداً بوزير البترول والدكتور جمال حشمت، قائلاً: «الرئيس قال كلاماً لا يصح أن يقال من رئيس الجمهورية حتى لو كان هذا الكلام يتردد فى الخارج، ولكن عندما يقال من الرئيس سيكون رد فعله مختلفاً»، مشدداً على أنه الوزير الوحيد الذى قال لرئيس الجمهورية «أنت أخطأت».

 

 

■ اتهمك القضاة بالصمت على إهانة «مرسى» لهم؟

– هذا الكلام غير صحيح، وحاولت مقاطعة الرئيس 3 مرات أثناء خطابه بقاعة المؤتمرات لأقول له هذا الكلام غير صحيح ولا يصح أن يصدر من رئيس الجمهورية حتى لو كان يتردد بين الناس فى الخارج، لأن صدوره من رئيس الجمهورية يكون له رد فعل أكبر، والدليل على صحة كلامى أن المهندس شريف هدارة، وزير البترول، والدكتور طلعت عفيفى، وزير الأوقاف، والدكتور جمال حشمت، عضو مجلس الشورى وعضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، كانوا يجلسون بجوارى أثناء رفعى يدى ثلاث مرات لمقاطعة الرئيس.

■ وهل اكتفيت بذلك؟

– لم أكتفِ بذلك، وعقب انتهاء الخطاب قلت بأعلى صوتى لوزير البترول «لو سمحت عدينى»، وكل الذين كانوا يجلسون بجوارى علموا أنى أعترض على ما قاله الرئيس، وكان يظهر على تعبيرات وجهى الغضب الشديد مما كان يقوله الرئيس فى حق القضاة، وخرجت بره قاعة المؤتمرات وسجلت اعتراضى أمام أعضاء مجلس الشورى الذين حضروا المؤتمر، وقلت لهم إن هذا الكلام لا يصح أن يقال من رئيس الجمهورية دون سند أو دليل، وإن حديثه عن أحكام البراءة أو إخلاء سبيل المتهمين من رجال النظام السابق نظام الحزب الوطنى ليس للقضاء دخل فيه، فالقاضى يحكم أو يصدر قراره من واقع ما أمامه من أدلة وبراهين.

■ ماذا فعلت بعد ذلك؟

– صباح اليوم التالى وأثناء وجودى بمكتبى اتصل بى المهندس أيمن هدهد سكرتير رئيس الجمهورية، بعد سماعه باعتراضى على إهانة الرئيس للقضاة والسلطة القضائية، وقلت له «أنا زعلان من الخطاب»، وشرحت له وجهة نظرى فى الاعتراض، وقلت له إننى أريد مقابلة رئيس الجمهورية، فقال لى: نصف ساعة وأرد عليك، واتصل بى فعلا بعد 5 دقائق وقال إن الرئيس سيقابلنى الساعة الثانية ظهر الخميس 27 يونيو، وبعدها اتصل بى المستشار حاتم بجاتو، وقصصت له ما حدث وقلت له إننى سوف أقابل رئيس الجمهورية، فقال لى «اسمحلى أحضر معاك» فوافقت، فاتصل بالسفير رفاعة الطهطاوى رئيس ديوان رئيس الجمهورية للتنسيق معه.

مدير مكتب الرئيس رفض إصدار بيان كتبته لتصحيح خطأ «مرسى» واكتفى بنشر فقرتين أو ثلاث فى خبر لقائنا معه

■ وما الذى حدث فى اجتماعكما مع الرئيس؟

– تناقشنا فيما قاله فى خطابه، وأكد أن اتهامه للمستشار على النمر بتزوير الانتخابات ليس جزافاً إنما هو كان شاهدا على ذلك التزوير بنفسه عندما كان المستشار النمر رئيس إحدى الدوائر الانتخابية عام 2005، فعارضته فى إعلان ذلك بنفسه وهو رئيس للجمهورية، قائلاً له «هذا الكلام لا يصح أن يصدر من رئيس الجمهورية، ولا يصح أن يذكر الرئيس أحداً بالاسم، وأن هناك جهات تحقيق مختصة هى التى تتولى محاسبة أى مخالف للقانون»، فزاد تأكيد الرئيس قائلا: «الناس كلها عارفة إن انتخابات 2005 حدث بها تزوير كما حدث فى انتخابات 2010»، فرددت عليه إن كان حدث تزوير فى بعض الدوائر فهذا لا يعنى أن القضاة جميعاً قاموا بتزويرها إنما عدد منهم، والتحقيقات وحدها هى التى يمكنها أن تثبت من زور ويتم محاسبته بالقانون.

■ وهل انتهى اللقاء على ذلك؟

– لم ينتهِ على ذلك، وعندما ذهبت كان معى مشروع بيان تصدره رئاسة الجمهورية لتصحيح ما قاله الرئيس فى خطابه بشكل توضيحى لا يقلل من شأن الرئيس ويرضى القضاة فى نفس الوقت، بمعنى أن يقال إن القضاة ليسوا هم المسئولين عن أحكام البراءة وإنما تخاذلت بعض الجهات المعاونة لهم فى إمدادهم بالمعلومات والأدلة.

■ وهل صدر البيان من الرئاسة فعلاً؟

– الدكتور أحمد عبدالعاطى، مدير مكتب رئيس الجمهورية، رفض إصدار البيان منفرداً، وقال لنا إنه سوف يضيفه مع خبر لقائنا بالرئيس، ولكننا فوجئنا باختزال البيان فى جملتين أو ثلاث فقط، وتم إلغاء باقى البيان، وفى اليوم التالى اتصلت بالرئاسة وقلت لهم: «الكلام ده ماينفعش، والمشكلة كده ما تحلتش»، لكنهم لم يفعلوا شيئاً.

■ اعترض القضاة أيضاً على جلوسك فى الصف الثانى خلال الخطاب وجلوس سعد الكتاتنى فى الصف الأمامى رغم أنك ممثل السلطة القضائية؟

– ترتيب الجلوس ده بروتوكول لا دخل لنا به، وانا ماكنتش لوحدى فى الصف التانى، فكان يجلس بجوارى كل الوزراء المعينين حديثاً، ومنهم وزراء البترول والمالية والشئون القانونية والأوقاف، لكن هناك البعض من القضاة وعلى رأسهم المستشار أحمد الزند ونادى القضاة يريدون إثارة القضاة ضدى، ولم ينظر أحد أيضاً إلى أننى أنا الوزير الوحيد الذى قال لرئيس الجمهورية فى وجهه «أنت أخطأت ويجب أن تصلح خطأك».

 

 

 

الوطن

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى