أحمد سمير يكتب “حماس يا نور العين يا درة الجهاد.. وكده (2 من 2)”

img_0593

(1)

في غزة ستجد أعلام حماس وأعلام فتح ولكنك لن تجد أعلام فلسطين.

فوق الكثير من المساجد علم حماس الأخضر يرفرف بجوار المئذنة.

يزعجنى الانقسام، فأسأل عن الوحدة لتأتى إجابة صديقنا الحمساوى:

ـــ ما تنفع وحدة.. أنا مدير علاقات عامة في مستشفى عينتنى فيه حماس.. فيه غيرى موظف يشغل نفس المنصب سبق أن عينته فتح..  لو حدثت وحدة من يعمل  أنا ولا؟.. طاقم الموظفين معي أم طاقم الموظفين معه؟.. مديري أم مديره.. كل وظيفه لها فردان.

كان يشير إلى حوالى عشرين ألف موظف استمرت السلطة الفلسطينية بالضفة في منحهم رواتبهم رغم استبدال حماس لهم بموظفين آخرين تمنحهم هى رواتبها منذ حسمت عسكريا في 2007

 اختتم صديقنا الحمساوى كلامه بأن مال نحوى قائلا بلهجة رجل يعلم:

ــ لن تحدث مصالحة.

في الوزارات.. في المستشفيات.. في المبانى الحكومبة.. تسير كأنك داخل مقر حزبي لحركة حماس، فالموظفون كلهم من نفس الفصيل.

يعقب على ذلك مرافقنا عضو القسام:

ــ  الآن معنا الحكومة والداخلية والموظفون وكل شيء.. ما فيه حدا غيرنا.. هذا يريحنا كثيرا في البلد.

أسأله ببراءة: لماذا لا ينضم القسام إلى الداخلية فيجيب:

ـــ الحكومة ملف من ملفات حركة حماس.. وإذا تمت مصالحة فتنضم عناصر أخرى فيذوب بينها جيش القسام وينتهى.

فكرت في كلامه.. ووجدت أنه من غير اللائق أن أرد عليه الرد اللائق.

(2)

سمحت فتح بالاحتفال في الضفة بذكرى انطلاقة حماس وقي المقابل لأول مره سمح بانطلاقة فتح في غزة.

اعتبرتها بادرة طيبة ولكن صديقنا الحمساوى قال لى:

ــ اليهود كانوا يريدون أن يروا قوة حماس في الضفة.

لم يكن يرى شيئًا اسمه فتح.. هناك شيء اسمه اليهود وفقط.

الكثير من أهل غزة نزل للاحتفال بذكرى انطلاقة فتح فى كل شوارع غزة ليس انتماء لفتح ولكن عندا مع سلطة حماس، وعقب صديقنا الحمساوي على ذلك قائلا:

ــ أغلب من يشارك في احتفالات فتح موظفو السلطة يقبضون من رام الله .. ينزلون الانطلاقة، ومنهم يتفسحوا ومنهم يقابلوا بنات.

ثم أخبرنى بالسر:

ــ ها دولا انطلاقتهم مختلطة.

كان تحليلا لافتا للارتفاع النسبي في شعبية المنافس السياسي.

(3)

ــ خلى واحد يرمى صاروخ على اليهود..  بيغتصبوه.. ما كانت فتح تقدر تعمل هيك.

هكذا قال لى عضو فتح احتجاجا على حماس متحدثا عن تعامل حماس مع القاعدة.. اللطيف أنه أخبرنى فيما بعد أنه كان فرد أمن قبل أن تحسم حماس.

لم أسأله عما كان يفعله هو شخصيا عندما كان يحدث أمر مشابه سابقا مكتفيا بأن ذكرت الله مرددا سبحان من له الدوام، وانتهزت أول جرافيتى لحركة المجاهدين القريبة من القاعدة لأسأل مرافقنا القسامى عنهم فأجاب:

ــ يثيرون لنا المشاكل.. يضربون صاروخا فيستنفر القسام وتتوقف البلد.. ليس لهم رؤية للجهاد ولا خطط .. يقولون نريد الجهاد.. ووقت الحرب لا تجدهم.

وواصل قائلا:

ــ ربنا يقدرنا عليهم هنا.. ويقدر مصر عليهم في سيناء.

كان هذا مخالفا لتصوراتى عن أن أبناء حماس يستفيدون من السلفية الجهادية في سيناء.. قلت له ذلك فرد قائلا:

ــ السلفية الجهادية لا يدخلون لنا سلاحا ولا نريد منهم شيئا.. ها دول يعتبروننا كفرة.. والصواريخ التى يطلقونها على اليهود يسرقونها منا.

كان واضحا.. هم يملكون رؤية واضحة تحدد من متى وأين تكون المعركة.. وبجوارنا كان هناك جرافيتى حمساوى كتب عليه «كتائب القسام.. صمتنا إعداد كلامنا جهاد»

 (4)

نستقل سيارة أجرة فى حي «تل الهوا» وهو حي يطل على شاطى البحر (الهوا نسبة للهواء على الشاطئ) غيرت حماس اسمه الى تل الإسلام عقب حكمها لقطاع غزة.

يميل سائق سيارتنا الأجرة على رجل ملتح يبدو أنه يعرفه ويقول له مازحا:

ــ سننزع لك ذقنك شعرة شعرة في انطلاقة فتح.

ضحك صديقه الحمساوى وأشاح بيده بعدم اكتراث.

التقطت طرف الخيط وسألت السائق:

ــ حماس سمحوا لكم بالاحتفال في ساحة السرايا؟

أشار بسبابته الى السماء قائلا:

ــ الله كبير.

تأملته طويلا.. قبل أن يقول:

ــ ها دا تل الهوا.. ناس حماس بس يقولوا عليه تل الإسلام.. هم يقولوا إن عندهم إسلام.

أسأله عن توقيت تغيير اسمه بعد الحسم العسكري لحماس.. فينزعج من الكلمة ويقول:

ــ فور الانقلاب.

ترحم على عهد فتح.. فكدت أسأله «انت انتخبت شفيق من أول جولة.. صح؟» ولكنه بادرنى بأن أشار إلى شرطى ملتح لحماس قائلا:

ــ الشرطى كان ممنوع يربي دقنه.. دلوقت بيربي دقون.. عهد فتح انضباط.

لفت انتباهى أن أكثر ما أزعجه شكل فرد الأمن وليس ممارساته.

أوصلني الى كافيتريا بالتل الذي تختلف فتح وحماس حول اسمه.. جلست منهكا نفسيا.. حتى أتاني الصديق الأقرب لي أحمد حربية وحكى لنا عن يومه وحضوره لقاء مع أمينة المرأة فى الجبهة الشعبية.

 لم أسمع اسم فتح أو حماس فبرقت عينى باهتمام حقيقي فتابع:

ــ سمعت منها.. مش حرغى معاك كتير.. تصدق بيفصلوا اللى يتجوز زوجة تانية.. تخيل دى الدماغ؟.

ابتسم ساخرا وهو يقولها.. لكنى لم أفعل.. توقفت عن الابتسام.

 

روابط يجدر الحنين إليها:

نشيد حماس يا نور العين

 http://www.youtube.com/watch?v=xrC0Awmc2Z8

المصرى اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى