النصرُ فريضة.. والهزيمة رفاهية

18

 

تتصاعدُ دقات قلوب «الشلة الحاكمة» وتسودّ وجوههم خوفا، كلما اقترب اليوم الموعود الذى أعلنه «المتمردون» لسحب الثقة الشعبية، رسميًّا، من مرسى وجماعته، وتتصاعد مع دقات قلوبهم المظلمة، مؤشرات فُجر خصومتهم بحملات التشويه التى لا تنتهى فى حق الثورة ورجالها.

 

فتستمر السلطة، بغبائها، فى تصوير هؤلاء الشباب الرائعين على أنهم مجموعة من البلطجية المخربين، أو المأجورين الخونة، أو اللاهثين وراء الشهرة والأضواء، أو الساعين للسلطة والحكم.

 

وهذه كلها اتهامات استخدمها من قبلُ أسلافهم المستبدون والطغاة على مَرّ العصور، كأن الله أراد أن يفضح كونهم وجهًا آخر لذات العملة القديمة، فطمس على عقولهم وأعمى بصائرهم فلم يأتوا بجديد.. لا فى الجرائم التى ارتكبوها ولا فى التهم التى لفقوها، ولا حتى فى الحجج الواهية والمبررات المستهلَكة من عينة «الاستقرار» و«التنمية» و«الحرب على المندسِّين»!

 

بدأ مرسى وأهله وعشيرته مراسم استيلائهم على السُّلطة بإعلان الحرب على الثورة والوطن، وبدا، لكل ذى عقل، أنهم يجرُّون البلاد إلى حيث فعل «إخوانهم» فى بقاع شتى، أقربهم السودان وغزة، فأشاعوا الفوضى وابتدعوا العنف وقاموا على رعايته، وحَمَلَ مأجوروهم السلاح فى وجه الثورة باسم الدفاع عن الإسلام.. فقتلوا وعذَّبوا وصلبوا، كخطوة أولى للقضاء على كل من لا ينتمى إليهم ليتسنى لهم السرقة والنهب بغير حسيبٍ ولا معترض. وقد استخدموا فى ذلك دعم «جيرانهم» ممن ينتمون إلى ذات «الشجرة الخبيثة»، أو حتى معتمدين على دعم مباشر من الأعداء التاريخيين لكل ما هو مصرى وعربى، سواء سادتهم فى «البيت الأبيض» الذى يحجُّون إليه طالبين الرضا والعون، أو حتى من أصدقائهم «العبرانيين» الذين قدَّم الإخوان لهم كل دلالات الولاء يوم كانوا شركاء فى آخر المؤامرات على المقاومة برعايتهم للهدنة «المهينة» التى قبلوا فيها القيام بدور الشرطى الموكول إليه صهيونيًّا حراسة أمنهم وحدودهم! رسم الإخوان السيناريو واستعدوا لارتكاب المذابح -وبادروا بها فى أحداث «الاتحادية»- بانتظار تحويلها إلى حرب أهلية يحملُ فيها الكلُّ السلاحَ على الكل، مؤمنين أنهم، بطبيعة الانتماء والتكوين، هم الأقدر على العنف والأعلم به، وحاولوا مرارًا جر الثورة وشبابها إلى حيث ينصبون فخاخهم! ولأن الله تعالى ليس ملكا لأحد، ولأنهم «يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين» صدق الله العظيم، فاجأت الثورة الجميع بخلق مبدعٍ بديل للصدام الوشيك قبل بدئه، فجاءت حملة «تمرُّد» بديلًا للعنف بسلميتها، إذ لا يتطلب الأمر سوى اسمك ورقمك القومى، وبديلًا للتفريط فى ثوريتها، إذ إنها تهدف إلى سحب الثقة من مرسى وجماعته وتطالب بانتخابات رئاسية مبكرة، وبديلًا لفرض الوصاية بطرحها، إذ تضع الانتخابات هدفا لضمان أن يكون «الناس» أصحاب القرار.. والاختيار! بهذا لم تترك «تمرُد» بابًا إلا سدَّته، ولا كسرا وقعت فيه الثورة قديما إلا جبرته، والكرةُ الآن فى ملعب أهلنا المصريين الذين رأوا وعاصروا وانكَوَوا بنار هذه السُّلطة المجرمة.

 

موعدنا يوم الثلاثين من يونيو القادم على أبواب «الاتحادية».. فإما أن ننتصر.. وإما أن ننتصر، فالهزيمة رفاهية لا يملكها الثائرون، وطريقُ لا يعرفه الأحرار.

 

«كل السلطة للشعب… كل الشرعية للثورة».

 

لم تترك «تمرد» بابًا إلا سدَّته ولا كَسْرًا وقع بالثورة إلا جبرته.. والكرة الآن فى ملعب أهلنا المصريين

 

الدستور الاصلى

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى