“الرصاص المصبوب” و”عامود السحاب”.. اختلفت المسميات وآلة القتل واحدة

 

 

 

بدأت عملية “الرصاص المصبوب” على قطاع غزة باغتيال جيش الاحتلال الإسرائيلي لستة مسلحين من حركة حماس يوم 4 نوفمبر عام 2008 إثر غارة جوية على القطاع، مخترقة بذلك تهدئة عُقدت مسبقاً مع حماس.

ومن جانبها، ردت حماس بإطلاق صواريخ محلية الصنع على مناطق جنوبي إسرائيل، وجاء رد الفعل “الحمسوي” آنذاك رداً على الخروقات التي قالت إنها بلغت 195 خرقاً للهدنة راح ضحيتها 22 فلسطينياً.

وبحسب تقرير لمؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان بتاريخ 20 ديسمبر عام 2008، بلغت حصيلة القتلى الفلسطينيين 50 قتيلاً، 1586 معتقلاً وهدم أكثر من 60 منزلاً.

ومع استمرار إطلاق الفصائل الفلسطينية للصواريخ العشوائية واستمرار استهدافهم للمدنيين الإسرائيليين، وزعت إسرائيل رسالة على أعضاء مجلس الأمن الدولي يوم 23 ديسمبر 2008 تشير فيها إلى حقها في الدفاع عن نفسها وفقا للمادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة لمواجهة الصواريخ التي تطلق عليها من القطاع، وعقب زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني لمصر بـ48 ساعة بدأت عملية الرصاص المصبوب مما أعطى انطباعاً بوجود تواطؤ مصري بهذه العملية.

ويوم الجمعة 26 ديسمبر 2008 أعلنت إسرائيل عن مهلة 48 ساعة لوقف إطلاق الصواريخ، مهددة حماس بعملية عسكرية واسعة في حال عدم الاستجابة، وجاءت هذه العملية خلال أقل من 24 ساعة من منح مهلة الـ48 ساعة.

وفي الساعة التاسعة من ليل يوم 3 يناير 2009، بدأ الهجوم البري الموعود بأعداد كبيرة من الجنود الإسرائيليين، بدأ الاجتياح البري العسكري الإسرائيلي على القطاع، وذلك بقرار من المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر خلال جلسة سرية عقدها بمشاركة قوات من أسلحة المشاة والمدفعية والهندسة ووحدات خاصة بوارج ودبابات ومدفعية شاركت الطيران في إغراق القطاع بالصواريخ والقذائف.

وتبين لدى المصادر الطبية الفلسطينية أن أجساد الضحايا بها آثار لمادة اليورانيوم المخفف، مما فتح ملف استخدام إسرائيل لأسلحة محرمة دولياً، وبالفعل أكدت تقارير منظمة “هيومن رايتس ووتش” استخدام إسرائيل لأسلحة فسفورية.

عملية “عامود السحاب”

“عامود السحاب”.. تعني بالعبرية العقاب السماوي وهى إحدى العقوبات السبع التي أنزلها الله على بني “إسرائيل” لأنهم لم ينفذوا أوامره ولم يستجيبوا لدعوات النبي موسى ابن عمران.

وضع الجيش الإسرائيلي ثلاثة أهداف مركزية لهذه العملية تبدأ بالقضاء على مخازن الأسلحة، خاصة الطويلة المدى، بما يضمن تهدئة لفترة طويلة، واستمرار الاغتيالات وخلق قوة ردع، تعتبر إسرائيل أنها فقدتها تجاه حماس.

بدأت العملية باغتيال نائب القائد العام لكتائب سرايا القدس أحمد الجعبري بعد 48 ساعة من تسليمه مسودة لاتفاقية وقف إطلاق النار بين الجانبين طويلة المدى.

ومن جانبها، ردت كتائب القسام بمئات الصواريخ صوب إسرائيل أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين.

يذكر في هذا الصدد التغير الجذري الذي طرأ على الموقف المصري من قطاع غزة، ففي حرب الرصاص المصبوب وجهت الحكومة المصرية اللوم على “حماس” في الوقت الذي أعطت فيه الضوء الأخضر لتل أبيب لبدء العملية، وهو نقيض رد الفعل المصري حيال العملية المستمرة حالياً، بعد أن أعلنت تل أبيب عن بدء العملية سحبت القاهرة السفير المصري لدى تل أبيب وأدانت العملية بشدة ووجهت عبارات شديدة اللهجة من خلال خطابات الرئيس المصري محمد مرسي.

ووفقاً لتقرير عن الأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين نشرته وكالة فلسطين اليوم، تبين أن قوات الاحتلال تستخدم أسلحة محرمة دولياً مثل قنابل الفوسفور الأبيض والدايم والقنابل الفراغية واليورانيوم المستنزف.

 

 

اليوم السابع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى