لا يفوتكم المقال الاكثر من رائع (الشعب يريد تخفيض أسعار الحشيش)! ا /عماد اديب

جلس على مقهاه الشعبى ينفث دخان شيشته غاضباً: «كل شىء بقى غالى، الخضار، اللحمة، الفاكهة، السولار، المعسل»!
ثم أضاف بغضب أكبر: «حتى الحشيش الحكومة رفعت أسعاره»!
سألته: وإيه دخل الحكومة يا باشا فى سعر قرش الحشيش؟.
نظر إلىَّ متعجباً ثم تفحصنى جيداً قبل أن يجيب ثم قال: «الحكومة مسئولة عن كل حاجة وأى حاجة فى البلد دى حتى الحشيش».
ثم أضاف: لما وزارة الداخلية تهاجم المنزلة وبعدين تشدد على منع عمليات التهريب على الحدود مش ده يقلل الحشيش فى البلد؟.
أجبت: طبعاً، يقل ويشح جداً.
نفث دخان الشيشة وقال: مظبوووط يا باشا ولما يشح ويقل يبقى عليه طلب كبير.
أجبت فى سذاجة: أيوه.. وإيه يعنى؟.
نظر إلىّ متعجباً من عدم قدرتى على استيعاب الأمور وقال: «لما يبقى فيه طلب ومفيش عرض يبقى أسعار البضاعة تزيد» ثم تأمل وجهى وقال: «مش كده ولا إيه يا باشا يا متعلم»؟.
شعرت بالخجل من نفسى ومن عدم قدرتى على تطبيق نظرية العرض والطلب على أسواق الباطنية التى تحدد الأسعار الرسمية لتداول الحشيش أثناء فترة الأعياد.
استجمعت شجاعتى وتطفلت عليه متسائلاً: ولما سعر الحشيش بيرتفع إنت بتعمل إيه؟.
ضحك بصوت عالٍ لفت أنظار أغلب من فى المقهى قائلاً: بادخن الصينى!
سألته متعجباً وهو فيه حشيش صينى يا باشا؟ أنا أعرف أن هناك راديو صينى قماش صينى قطع غيار صينى ولكن حشيش صينى ده جديد علىّ.
طلب من القهوجى تغيير حجر الشيشة وقال بلهجة اعتذارية: «لا مؤاخذة حضرتك شكلك كدة موش من المنطقة ومن الجماعة اللى بيفطروا زبادوه اللى بيطلع فى إعلانات الزبادى»!
عاد واعتدل فى جلسته وقام بتدشين الحجر الجديد بمجموعة من الأنفاس القوية التى أدت إلى صوت عالٍ من «كركرة» مياه الشيشة ثم قال: «الحشيش الصينى ده إنتاج شعبى رخيص فيه شوية من الأصلى والباقى لبان دكر وحنة هندى وشوية حبوب هلوسة مطحونة».
ثم أضاف: «كل شىء فى البلد دى له بديل رخيص أقل فى الجولة وأقل فى السعر».
ثم تفحصنى جيداً «لو تعرف رئيس الحكومة الجديد قل له إنهم بدل ما يضايقونا فى الصنف الأصلى يسيبونا نستعمل الأنواع النضيفة والمفيدة للصحة بدل ما نشرب الصينى المضروب».
نظرت إليه واستأذنت مودعاً واعداً إياه بأن أنقل رسالته للدكتور وزير الصحة!!
الوطن