تامر عفيفى فى ديوانه الجديد يكشف أسرار الآلهة والكفار وفئران المارلبورو

فى تجربته الشعرية الجديدة “الفئران لا تدخن المارلبورو” يتحرر الشاعر الموهوب تامر عفيفى من أسر القصائد والكتابات التقليدية والمستهلكة ليدخل عالما مزدحما بعلامات التأويل والجدل التى تدق أبواب العقل بقوة وبشراسة، وهو ما أراده منذ البداية، فى السطور التالية ندخل معه فى مغامرة مثيرة نحاول فيها أن نفهم كيف خرج من تجربته الخطرة هذه سليما دون إصابات تكفيرية.. والآن مع تامر عفيفى.
“الآلهة وحدها قادرة على الوعد لأنها خالدة” عبارة بورخيس لماذا اخترتها لتكون افتتاحية ديوانك؟
الناس فى هذا العالم كلهم يتكئون على بعضهم البعض، كلهم ينتظرون المخلص الأخير، كلهم ينتظرون وعدا بشىء، وفى الحقيقة وبما أننا جميعا لا نمتلك ذلك اليقين، فنحن لا نمتلك وعودا لأحد، فلا أحد لديه ذلك الوعد الحقيقى المطمئن، وإلا لو وجد ذلك الوعد المضمون النتائج، لصار إلها على الأرض، الآلهة فقط هى من تمتلك شيئا حقيقيا لتقوله على هذه الأرض.
عناوين القصائد أشبه بعناوين الروايات فكيف تختار عناوين قصائدك؟
العنوان لا يلخص القصيدة، ولا يرمز لها، ولا يفسرها، العنوان لدى جزء أصيل مشارك وبارز ومهم، خذه وانطلق داخل الإطار، خذ محتواه واركض فى طيات الكلام بمدلوله البسيط، الذى افترضته أو الذى أيقنته، عنوان القصيدة هو السطر الذى فرض عليه أن يتبوأ هذا المكان بأعلى الصفحة فقط، لا تنتهك حريته فى التحرك حيثما شاء، بل اتركه ينقل لك شيئا ما.
قصيدة “ليس لدى علامة صلاة”.. هل هى تبرؤ من أصحاب العلامات الزائفة؟
يجدر بالمبدع دائما التبرؤ من الزيف، يجدر به أن يحارب من أجل الوصول لمكامن الأشياء وحقائقها، لا أن يركن إلى السطحى منها، ولذلك، فكل علامات الصلاة ليست نقية بالقدر الذى يكفى لاعتبارها علامة براءة لذويها، لا تستطيع الدفاع عنهم، كما أنها لا تستطيع الصمود كثيرا مثل كل الكذبات اللعينة، فعندما تحدثنى عن ساحات الصلاة لا بد أن تكون متيقنا من النقاء، لأننا لا نحتمل ثقل الزيف.
قصيدتى “يناير” و”52″.. لماذا يناير تحديداً ولماذا 52؟
كتبت قصيدة “يناير” من ضمن القصائد الكثيرة التى سبقت الثورة بأشهر عديدة، وكان ارتباط الثورة بيناير مصادفة عجيبة متعلقة بتلك القصيدة، أنا أحب “يناير” أحب هذا الشهر بشتائه وانطلاقه، بأحلامه وهدوئه، أحب بداية العام التى تراودنا عن رغباتنا المكنونة، فنفضح أنفسنا بكل الأمنيات والدواخل، أحب يناير الملىء بالحرية، أما بالنسبة لقصيدة “52” فهذا الرقم يعبر بالضرورة عن عدد أوراق الكوتشينة، فنحن شئنا أم أبينا تظل حياتنا عبارة عن كل تلك الأرقام ودلالاتها.
من هم “الكفار” الذين قصدتهم فى قصيدتك التى حملت نفس الاسم؟
الكفار ببساطة شديدة هم هؤلاء الأشخاص الذين يكفرون بحقك فى الحياة كما تشاء، الذين يكفرون بحقك فى أن ترى الله الحقيقى، هم يقومون دوما بإنشاء الحواجز فوقك كى لا تشاهد السماء، يمنعونك من التفكير حتى لا تطالع الحقيقى من الأشياء، ودوا لو منعوك من النظر حتى لا تكتشف الحياة، هؤلاء يسلبون منك حقك فى الحياة، يسلبون منك خياراتك التى وهبتها لك الطبيعة بكل تواضع وإجلال، وبينما تعطيك السماء سمات عظيمة وقدرات أعظم، يحاولون هم سلبك كل شىء.
عنوان الديوان “الفئران لا تدخن المارلبورو” هل هو عنوان للدهشة أم للفت الانتباه؟
الدهشة والدهشة الحقيقية من وجهة نظرى تكمن فى التفاصيل الأدق فى هذا العالم المربك، التفاصيل العارية من العبث والتهويل، التى قرر الإنسان أن يتخلى عنها بادعائه السمو، هو لا يسمو بقدر ما يتهاوى فى السحيق الأدنى من الأفكار، ليست أفكاره هو بقدر ما تكون أفكارا سلطوية استهلاكية، انظروا إلى علاقة الفئران بالمارلبورو، ليست هناك علاقة بالأساس، بينما نحن لا بد أن نلاحظ أن هناك علاقة، بل لا بد أن نحمى الفئران من هذه الأنواع من العلاقات، الفئران من وجهة النظر الشعرية هنا هى الطبيعة بكل تفاصيلها المقدسة، وهذا يخالف علاقة الإنسان بشىء يبدو كريها فى معظم الأحيان له، أما المارلبورو بالنسبة للإنسان أيضا فتبدو علامة مميزة ورائعة.
ماذا عن ديوانك الجديد؟
مازلت فى مرحلته التحضيرية.

 

محاة عين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى