فريق إعلامى من الميدان لتجميل صورة الإعلان الدستورى المكمل

تشكيل مذيعين من ميدان التحرير لإجراء حوار مع رئيس الجمهورية على التليفزيون حول الاعلان الدستورى المكمل، بما يجمل شاشة التليفزيون الرسمى برتوش من الحيادية، تلك هى الصورة التى رسمها اختيار الثنائى الاعلامى الذى حاور الرئيس، والمكون من قارئ نشرة تم تحويله للتحقيق بعد اعتراضه على صدور تعليمات فى التليفزيون بالتعتيم على أحداث ماسبيرو.
ومذيعة تقدمت باستقالتها أثناء الثورة احتجاجا على سياسة التعتيم التى اتبعها وزير الاعلام آنذاك أنس الفقى ورجاله، وهى اختيارات يراها بعض الاعلاميين ترمى لرسم صورة حوار من طرفين، وليست حوار مصطنع لفتح المجال أمام رئيس الجمهورية لإلقاء بيان بشكل تليفزيونى مخالف عن البيان الرسمى، خاصة أن الرئيس لم يكن يظهر على الشاشة ليقدم جديدا، وإنما كان ظهوره من أجل شرح وجهة نظره ومبرراته لإصدار إعلان دستورى مكمل، وهو ما حققه المذيع تامر حنفى بصيغة حوار تختلف عما كان معتادا فى حوارات الرؤساء وكبار المسئولين فى التليفزيون المصرى.
وملاحقة الرئيس بأسئلة عن اتهامات تلاحقه فى الشارع، وآراء تخالف رأيه. ومن جانبه أكد سامح رجائى رئيس قناة النيل للأخبار أن ترشيح تامر حنفى لإجراء الحوار جاء لاعتبار وحيد وهو أنه كان أفضل اختيار متاح فى هذا الوقت، فهو قارئ نشرات متمكن، ولديه إلمام بالأحداث الجارية، وخبرة فى إجراء حوارات مع الشخصيات السياسية المهمة، مشيرا إلى أن طلب الرئاسة للحوار كان فى نفس اليوم، ولم يكن هناك فرصة كبيرة للمفاضلة بين عدد كبير من المذيعين المتميزين بالقناة، مؤكدا أن تامر ادى مهمته بشكل جيد، وأن دوره الاساسى طرح تساؤلات الشارع على الرئيس.
وقال رجائى إن تامر حنفى لم يتم إيقافه عن العمل بسبب مواقف ضد سياسات ماسبيرو، ولا توجد ايه علاقة بين آرائه ومواقفه وعمله على الشاشة، مؤكدا على سياسة القناة والتى تقوم على الفصل الكامل بين انتماءات وآراء العاملين وبين أدائهم على الشاشة، مشددا على وجود تعليمات بهذا الفصل الذى يشكل عنصرا أساسيا فى مهنية العمل بالقناة التى يجب أن تمارس عملها بمنتهى الحياد.
وأوضح تامر حنفى أن اعتراضه كان على كلام زميل له فى القناة أبلغه بعدم تناول موضوعات عن الاحداث التى وقعت أمام ماسبيرو بأوامر من المجلس العسكرى، ولكن الموضوع انتهى التحقيق فيه بعد ايام قليلة خاصة وأن هذا الزميل نفى انه قال شيئا عن تلك التعليمات، وفى الوقت نفسه قام المجلس العسكرى بإصدار البيان رقم 42 الذى نفى فيه اصدار اى تعليمات بهذا الشأن، وأكد حنفى انه لا علاقة بين آرائه ومواقفه، واختياره لهذه المهمة، وقال انه حاول إدارة الحوار بمهنية.
وقالت المذيعة شهيرة أمين أنها تلقت الدعوة لإجراء حوار الرئيس من المتحدث الرسمى للرئاسة د. ياسر على، وعلقت قائلة: «دعوة أى إعلامى لإجراء حديث مع رئيس الجمهورية لا يمكن رفضها»، معربة عن اعتقادها بأن ترشيحها لهذه المهمة جاء من د. باكينام الشرقاوى والتى كانت ضيفة على احدى الحلقات التى قدمتها على ال«بى بى سى»، والتى وجدت مساحة اتفاق بينهما، لأنها رغم انتمائها للفصيل الليبرالى، إلا أنها ليست من الرافضين لأن يمارس الرئيس سلطاته، وأن يتخذ إجراءات تمكنه من تحقيق أهداف الثورة.
وأشارت شهيرة أمين إلى المشكلة التى واجهتها فى أول حوار تجريه باللغة العربية، والذى كان ضيفه رئيس الجمهورية محمد مرسى، وهو تمكنها من اللغة ومفرداتها، ومن هنا اكتفت بمجموعة الاسئلة التى أعدتها مسبقا، ولم تشارك فى الحوار بأسئلة تعقيبية كما فعل زميلها تامر حنفى، وأشارت إلى أنها أخبرت المتحدث الرسمى ومستشارة الرئيس بأن جميع الحوارات التى أجرتها من قبل كانت بالإنجليزية، وانها لا تجيد الحوارات الاعلامية بالعربية بحكم دراستها فى الخارج طوال مراحل تعليمها، إلا أنهم قالوا لها: «ما أنت بتتكلمى عربى كويس أهو، وإحنا مش عايزين أكتر من كده».
الشروق