مَن قتل أولادنا؟

– أحمد سعيد
«لسنا أقل من شهداء مجزرة بورسعيد حتى ينسانا الجميع ولا يتطرق أحد إلى قضيتنا»، هكذا قال عبد العاطى عبد العزيز محمد، والد شهيد مجزرة رفح حامد عبد العاطى عبد العزيز، مؤكدا أنه لا يوجد مسؤول فى الدولة تحدث عن شهداء رفح من قريب أو بعيد.
«الجميع نسى دماء أبنائنا» بضجر قالها والد الشهيد، ثم أقسم: «حق شهداء رفح الـ16 جنديا مصريا لن يذهب هدرا ولن يضيع هباء»، وأضاف: «ليس ذنبهم أنهم سهروا من أجل الوطن وحماية حدود أرضه لكى يموتوا بتلك الطريقة، دون أن يتم الإمساك بالجناة والمجرمين أو نعرف فقط مَن الذى قتلهم؟»، مشددا على ضرورة تحقيق العدالة، ومساواة شهداء رفح بكل شهداء الأحداث المختلفة.
عبد العاطى قال فى تصريحات لـ«التحرير» -على هامش تكريم نحو 16 أسرة هى أسر شهداء مجزرة رفح ببنك الإسكان والتعمير بحضور وزير الإعلام صلاح عبد المقصود، ومفتى الجمهورية شوقى علام، وقيادات البنك، أول من أمس: «إن الدولة عاجزة عن معرفة القتلة والمجرمين ومَن قتلوا وأراقوا دماء أبنائنا»، مضيفا: «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى حرمنا من ولادنا قبل ما نفرح بيهم»، ومشددا على أن أسر شهداء رفح لن يتنازلوا عن حقوقهم مهما حدث، ومطالبا الرئيس مرسى بالكشف عن حقيقة مقتل الشهداء والإفصاح عن هوية الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة العادلة، ومعاملة أسر شهداء رفح أسوة بكل أسر الشهداء فى الأحداث المختلفة.
نجاة إبراهيم حسن، والدة شهيد أحداث رفح مساعد أول طارق محمد عبد اللاه حماد، اتهمت مرسى بأنه «لم يف بوعوده التى قطعها على نفسه منذ توليه المسؤولية بإعادة حقوق الشهداء وتقديم القتلة إلى المحاكمة»، وأن دماء الشهداء فى رقبته، على حد ما تعهد به فى أحاديثه المتكررة، موضحة أن مرسى مثله مثل الرئيس السابق مبارك، بل إن مبارك كان أفضل منه، ثم قالت: «حسبى الله ونعم الوكيل فيك يا مرسى.. ابنى كان ناقص له سنتين وياخد مكافأة ويخرج يعيش حياته ويعمل مشروع.. ليه مات وهو بيحافظ على بلده ومالحقتش أفرح بيه؟»، مشددة على أن «الدولة لم تعط لشهداء رفح حقوقهم مثلما أعطت لشهداء الكرة» -وتعنى شهداء استاد بورسعيد- ورفعت يديها إلى السماء ودعت: «فوُضت أمرى إلى الله.. ومن ساعة ما الرئيس مرسى مسك البلد وهى خربت».
أحمد عطية عبد الحميد، والد شهيد المجزرة محمد أحمد عطية، أوضح فى تصريحات خاصة لـ«التحرير»، أن أسر شهداء رفح لم يحصلوا على حقوقهم ولم تتم مساواتهم بباقى أسر الشهداء، قائلا: «وكأن شهداء رفح ليسوا من مصر أو من دولة أخرى»، موضحا أن الجميع تحدث عن شهداء بورسعيد وضحايا المجزرة فى الاستاد وتناسوا أن هناك شهداء على الحدود استشهدوا فى أثناء تناولهم الإفطار فى رمضان الماضى دون ذنب، قائلا «ربنا ينتقم من اللى حرق قلبنا على أولادنا ونشوف فيه يوم ويحرق قلبه على ولاده».
كان وزير الإعلام صلاح عبد المقصود، قد أكد فى كلمته خلال اللقاء، تقديره لجميع أسر الشهداء وتضحية شهداء المجزرة من أجل الوطن، مشددا على أن الدولة ستأتى بحقوق الشهداء وتقدم الجناة إلى المحاكمة.
وعقب اللقاء قام رئيس بنك الإسكان والتعمير فتحى السباعى، ووزير الإعلام، ومفتى الجمهورية شوقى علام، بتكريم أسر الشهداء ومنحهم شهادات تقدير وشهادات تحوى مبالغ مالية وبعض الهدايا العينية تكريما لهم، وسط حالة من الاستياء من بعض أسر الشهداء بسبب تخاذل الدولة عن القبض عن قتلة الشهداء.
التحرير