الأخبار

الإخوان على خطى «داعش»

137810_660_3776140_opt1

رغم المحاولات البائسة التى تبذلها جماعة الإخوان الإرهابية، للاحتماء تحت مظلة السلمية، فإن «الطبع غلاب» كما يقولون، فمنذ أن انهارت الجماعة على يد جماهير الشعب المصرى التى خرجت لتقذف بها خارج سياق التاريخ فى 30 يونيو من العام الماضى، وهى تحاول فرض سيطرتها على الشارع بالقوة، لتعود من جديد إلى عادة العنف المتاصل فى أدبياتهم، الذى مارسوه فى الماضى عن طريق التنظيم الخاص، الذى عادت الجماعة به من جديد، لكن هذه المرة بنشر مقطع فيديو على «يوتيوب» لمجموعة من الملثمين، على غرار عصابات داعش، حملت اسم «كتائب حلوان»، يظهر مجموعة من الملثمين، يرتدون ملابس وقناعات سوداء على وجوههم، ويحملون السلاح فى أيديهم، ويلوحون بإشارة رابعة، مهددين بتنفيذ عمليات انتقامية من الجيش، والشرطة، والشعب المصرى.

ورغم محاولات الإخوان نفى صلتها بفيديو الكتائب هذا، وذلك فى بيان لها أصدره المجلس الثورى الذى شكلته الجماعة بتركيا، فإن عددا من شباب الجماعة رحبوا بظهور «كتائب حلوان» المزعومة، ومن بينهم عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخبارية، الذى قال إن الكتائب هدفها الرد على اعتقال 42 ألف إخوانى خلال عام، أما أحمد المغير، رجل خيرت الشاطر، فعلق على الفيديو بقوله «الشباب الذين ظهروا فى الفيديو حقيقيون، وأدعو لهم ربنا أن يستر عليهم ويحفظهم وينصرهم»، أيضًا لم يدع عبد الرحمن عز، الناشط الإخوانى الهارب إلى قطر، الفيديو دون أن يستدل باطلا بكتاب الله حيث قال هو الآخر «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين».

فى سياق مواز، نشرت صفحات ومواقع الإخوان صور قيادات الداخلية الذين شاركوا فى فض اعتصامى رابعة والنهضة، مستغلين فى ذلك تقرير منظمة «هيومان رايتس وتش»، فى خطوة إرهابية جديدة تحرض على قتلهم، وضمت الأسماء عددا من مساعدى وزير الداخلية، وبعض كبار رجال الشرطة، وشخصيات مرموقة فى جهات أمنية أخرى.

وكان هيثم أبو خليل، القيادى الإخوان السابق وعضو التحالف الثورى المصرى، الذى أسسه الإخوان بأسطنبول مؤخرا، قد نفى صلة جماعة الإخوان بالكتائب المسماة بـ«كتائب حلوان»، مؤكدا أنه لا يوجد كتائب تعلن عن نفسها فى الشارع هكذا، والناس تمر من أمامها، وتقوم بتصوير فيديو فى الشارع وأمام الجميع، مبررا ظهور الفيديو بأنها خطط يتم إعدادها لسحق التظاهرات فى حلوان.

ومن جانبه قال جمال حشمت، القيادى الإخوانى، إن لا صحة لتشكيل الإخوان هذه الكتائب، وإن ما يتم ترويجه من مقاطع فيديو هو محاولة لتشويه صورة الجماعة لا أكثر، لافتا إلى أن النظام الحالى فشل بكل طرقه فى مواجهة المظاهرات فيقوم بترويج هذه الأكاذيب، ويتم تلفيقها إلى جماعة الإخوان على أنهم كتائب مسلحة، مشيرا إلى أن جماعة الإخوان جماعة سلمية، ولا حقيقة لتشكيل مثل هذه الكتائب

العميد خالد عكاشة، الخبير الأمنى، قام بتحليل كل هذا «الهرى» الإخوانى، وتوصل إلى أن انسداد الأفق أمام الجماعة، وفشل قياداتها فى الوصول إلى أى نتائج إيجابية خلال الفترة الماضية، دفع عددا من شبابها إلى ممارسة العنف بتشكيل تنظيمات لتنفيذ عمليات ضد الداخلية، وأضاف أن العام الماضى شكلت الجماعة تنظيم «أجناد مصر»، كما قامت بدور داعم لجماعة «أنصار بيت المقدس»، ومعها عدد آخر من حركات العنف، واليوم تشكل تنظيم «كتائب حلوان»، وهو ما يكشف عن الفقر الاستراتيجى لدى الإخوان، وفشل قياداتها فى إدارة الجماعة من الأساس.

عكاشة قال إن وزارة الداخلية على علم بهذه التحركات، وترصدها من بدايتها، ولديها معلومات مؤكدة عن الخلايا النشطة، مؤكدا أن الأمر لن يتجاوز أسبوعا، وسيتم تحديد مكان أصحاب الفيديو، والقبض عليهم.

بدوره قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن الإخوان بدأت تتأكد أنها لم يعد لديها وجود فى الشارع، وبالتالى تريد فرض وجودها بالقوة، خصوصا أن الجماعة أصبحت بلا أى قيمة تفاوضية، فى ظل عدم قدرتها على إدارة أى حوار مع الدولة، ولذلك فقدت الجماعة السيطرة على شبابها، ولم تعد قادرة على توجيههم.

الإخوان تدارى الفشل بالدم

 رغم فشلها فى الحشد فى ذكرى اعتصام رابعة والنهضة، فإن جماعة الإخوان واصلت أمس محاولاتها بالعنف وإثارة الشارع، لاستكمال ما تسميه «إحياء ذكرى رابعة».

فاشتبك أنصار جماعة الإخوان مع الأهالى، فى منطقة فيصل بالجيزة فى في أثناء مسيرة خرجت من أحد المساجد، حتى وصلت إلى منطقة العشرين، حيث طارد الأمن والأهالى أنصار الإخوان فى الشوارع الجانبية، ورد عليهم المتظاهرون بطلقات الخرطوش وزجاجات المولوتوف والحجارة، مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 6 من أهالى المنطقة.

وفى منطقة الهرم نظم العشرات مسيرة من أمام مسجد خاتم المرسلين بالعمرانية، رافعين شعارات رابعة الصفراء وصور ضحايا الفض، مرددين هتافات معادية للجيش والشرطة، وتحركت المسيرة من أمام المسجد متجهة إلى شارع الهرم الرئيسى للالتقاء بعدد من المسيرات القادمة من مناطق الطوابق والتعاون والمريوطية، وقاموا بقطع الطريق وإشعال إطارات السيارات فى الشارع الرئيسى، مما تسبب فى تعطل المرور، وقامت قوات الأمن بالتدخل، فرد المتظاهرون بزجاجات المولوتوف والحجارة، وبالاعتداء على سيارات الشرطة، لكن قوات الأمن تمكنت من إلقاء القبض على عدد من المتظاهرين بمساعدة الأهالى.

المطرية، شمال القاهرة، شهدت اشتباكات بين عناصر جماعة الإخوان الإرهابية وقوات الأمن أمام مسجد الرحمة، فور تجمع أنصار الإرهابية أمام المسجد، عقب أداء صلاة الجمعة.

وهاجم أنصار الإرهابية الأمن بالألعاب النارية، وردت القوات بالغاز المسيل للدموع وإطلاق أعيرة الخرطوش التحذيرية فى الهواء.

وفى منطقة عين شمس، اشتبك العشرات من أنصار المعزول، مع الأمن، وقاموا بتكسير إحدى عربات الشرطة، بينما ردت قوات الأمن عليهم بالغاز المسيل للدموع، وتمكنت من إلقاء القبض على عدد من أنصار الجماعة الإرهابية.

6 أكتوبر لم تنج من عنف الجماعة، بقطع بعض عناصر الإخوان، طريق المحور، فتسبب ذلك فى حالة من الشلل المرورى الكامل، بينما قطع آخرون الطريق الدائرى فى الوراق.

أما مدينة نصر فشهدت غيابا كاملا لجماعة الإخوان أمام إغلاق قوات الأمن لميدان رابعة العدوية، تحسبا لاقتحام جماعة الإخوان الميدان. وانتشرت قوات الأمن فى جميع أنحاء الميدان، حيث تم نشر سبع مدرعات جيش، وأربع سيارات أمن مركزى، وثلاث سيارات شرطة، كما انتشرت بعض قوات الشرطة أمام مسجد رابعة. وسادت حالة من الهدوء الحذر والسيولة المرورية ميدان النهضة، حيث تمركزت قوات الشرطة والجيش عند مداخل الميدان وأمام جامعة القاهرة، تحسبًا لأى تظاهرات مفاجئة لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية.

كما مشطت القوات المكلفة بالتأمين، الميدان ومحيطه، بحثًا عن أى متفجرات مزروعة من قبل عناصر الإرهابية.

وتعليقًا على تلك الأحداث، قال المنشق عن جماعة الإخوان خالد الزعفرانى: «قادة التنظيم الدولى وتحالف دعم الشرعية وصلوا إلى مرحلة الجنون نقمة على استقرار الأوضاع فى مصر، لذا يحاولون إشعال البلد من جديد، ولكن كل هذه المخططات ستفشل».

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى