نصرالله: سوريا مشغولة بأزمتها الداخلية وليست قادرة على دعم غزة

شار الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله الى أن “العدوان على غزّة إبتدأ باغتيال القائد (العسكري في حركة “حماس” أحمد) الجعبري، متقدّماً بالمباركة لحركة “حماس” بشهادة الجعبري، لافتاً الى أنه “من أبسط الأمور أن ندين ونستنكر العدوان”، داعياً “جميع أحرار العالم الى أن يقفوا إلى جانب غزة وأهلها”. نصرالله، وبكلمة في أوّل أيّام عاشوراء، قال: “إن ما يدعونا إلى الثقة والاطمئنان أنّ في غزّة مقاومة لديها من الصلابة والشجاعة ومن تطوّر الموارد البشريّة والتقنيّة ما يمكّنها من مقاومة ما يحصل”، مشيراً الى أن “إطلاق صواريخ “فجر 5″ على تل أبيب يدل على فعاليّتها وحضورها الحالي في غزة وهذا تطوّر كبير جداً بالصراع”. ولفت نصرالله الى أنّ “ما يحصل اليوم في غزة هو حلقة من المواجهة الدامية التي تكتب مصير المنطقة والعدو ومن يقف خلفه والمقاومة ومن يقف خلفها”، وأضاف: “نلاحظ من خلال ما حصل خلال هذين اليومين أنّ العدو لا يحتاج إلى ذريعة للعدوان وشنّ الحرب، وأنه عندما توجد مصلحة انتخابيّة له يشن عدوانه كما حصل في عملية “عناقيد الغضب” في لبنان بحرب تموز 2006″. وإذ أكد أن “ما يوقف العدوان على غزة هو موقف موحّد من “جامعة الدول العربيّة” والدول الإسلاميّة”، قال نصرالله: “سمعت أنّ الهدف مما يحصل في غزّة اليوم هو صرف الأنظار عما يجري في سوريا، وهذا كلام مؤسف فالأهداف واضحة لإسرائيل وهي اليوم تجري في ظرف مختلف عن العام 2008″، لافتاً الى أن “أحد خطوط الامداد لقطاع غزة متوقّف وهي سوريا المشغولة بأزمتها الداخلية وليست قادرة على أن تكون داعمة على المد اللوجستي”. وسأل نصرالله “لماذا لا نقول إنّ إسرائيل تستفيد من الصراع في سوريا والمنطقة ومن تبدّل الأولويات في المنطقة وترى أنّ هذا هو الوقت المناسب لضرب غزة، وهذا هو الصحيح”، وأضاف: “ما أدعو إليه هو أن نصبّ كل جهودنا على منع العدوان وصدّه”. ورأى نصرالله أن “العدو الاسرائيلي لجأ إلى الخداع والغدر، إذ أوحى بالتهدئة وطمأن الفلسطينيّين وتربّص بالقائد الجعبري وقتله”، داعياً “بعد كل هذه التجارب الى ضرورة أن نكون حذرين، لان الإسرائيلي يضع أهدافًا كما حصل في تمّوز 2006 لكن لا يستطيع تنفيذها وهذا ما حصل في 2008 بغزة، ولكن اليوم لم يضع أهدافًا ذات سقف عال، ولم يضع هدفًا يتمثّل باحتلال غزّة أو القضاء على المقاومة بل وضع أهدافًا بالامكان تحقيقها، كضرب البنية القيادية في غزة، وضرب القدرة الصاروخية وبدأ بها على ما أعلن هو، ومن أهداف الاسرائيلي اليوم إلحاق ضرر ببنية الفصائل الفلسطينيّة. ولكن هل هذه فقط هي أهدافه؟ هذا ما سيتبيّن لاحقاً!”. وقال نصرالله: “الاسرائيلي يعتبر أنّ القدرة الصاروخيّة التي تتجاوز 40 كلم قد تمّ تدميرها وأنّ التي أقل مدى من 40 كلم تمّ السيطرة عليها لكنّه فوجئ اليوم بأنّ هناك صواريخ “فجر 5″ سقطت على تل أبيب وهذا تطوّر كبير جداً بالصراع”. ورأى نصرالله أن “الشعوب العربيّة والاسلاميّة يبدو أنها ذهبت في غفلة ولا توقظنا إلا الدماء”، متابعاً “للأسف هناك نخب في العالم العربي بدؤوا بتعديل المفهوم أو تقديم مفهوم خاطئ وكأنّ أميركا استيقظت على حقوق الشعوب المظلومة والديمقراطيّة وبدأنا نسمع بكلام عن تقدير مواقف أميركا، الى أن أتت اليوم دماء شهداء غزة لتكشف حقيقة الوجه الأميركي والغربي الذي يدعم حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها ويدين “حماس” ويعتبرها هي المعتدية”. وأوضح نصرالله أن “أميركا والغرب إذا كانت مصلحتهم بإسقاط النظام (لدولة عربيّة) يقدّمون المساعدة لإسقاطه، واليوم أتت مظلومية غزة لتفضح الموقف الأميركي والغربي”، وأن “الكل يعرف ما هو المطلوب. في حرب تمّوز 2006 قال الجميع ما المطلوب واليوم المطلوب هو عينه أي الجديّة والموقف إذ إنّ هناك قطاعًا يواجه، ولذا ليس المطلوب المزايدات بل أن تتعاون كل الحكومات العربيّة والاسلاميّة من أجل تمكين غزة من تحقيق الانتصار”. وشدد نصرالله على أنهم “كانوا (في اشارة الى العرب) فيما مضى يطالبون بإلغاء الاتفاقيات أو تعليقها أو إرسال السفراء، فالمطلوب اليوم فك الحصار عن غزة وإمدادها بالذخيرة والسلاح، وأن يُقدّم لهم هذا المستوى من المساندة، ويجب أن توظّف الدول العربيّة علاقاتها مع أميركا لكي توقف عمليّاتها على غزّة، وهذا يتطلّب جهدًا مع الدول الغربيّة وأميركا وهي حتمًا بإمكانها أن تضغط على إسرائيل”. ودعا نصرالله الى “تعديّل سعر النفط وأن يخفّضوا (العرب) تصديره، فهناك دول إذا ارتفع سعر النفط تنهار وليس المطلوب منكم (الدول العربية النفطية) مجابهة عسكريّة”.
القاهرة نت