احمد عفيفي يكتب: الناس فرحانة ببراءة مبارك .. شفتوا الإخوان وصّلونا لإيه؟!

محكمة النقض قبلت الطعن على الحكم بالسجن المؤبد لمبارك والعادلي .. والمحاكمة حتتعاد من اول وجديد .. والمعنى اللي بيوصل للناس من الحكاية دي ان المؤبد كان كتير على مبارك ، ومعنى إعادة المحاكمة انه ممكن يطلع براءة .. ممكن جدا.. ليه لأ ؟ .. وأقصى الأماني عند اللي بيكرهوا يكرهون «ابو علاء» ان تحكم المحكمة الجديدة بنفس الحكم او اقل منه ، لكن أكثر .. مستحيل.

والأقاويل اللي كترت في البلد ان مبارك حيخرج براءة في قضية التحريض على قتل المتظاهرين .. والشعور العام عند الناس – حقيقي – الانبساط .. زي ما انتخبوا شفيق كرها في مرسي ، مش عشان سواد عيونه .. بنفس المنطق فرحانين لمبارك من كتر قرفهم من مرسي .. والديب المحامي بتاعه مطمن ع الأخر ، وحيضيف لرصيد انجازاته هذا الانجاز الأعظم ان خرج بمتهم خرب بلده 30 سنة وانتهى عهده بثورة مات فيها المئات وأصيب فيها الآلاف .. خرج به براءة يستحق عليها وحدها ميت مليون جنيه غير اللي اخذه في المحاكمة الأولى .

والله برافو ياديب الديابة .. فحسب ماسمعت وقريت ان الاستناد القانوني للديب اللي «اتشعلأ» بيه وفيه ، وكان واثق انه مخرجه الوحيد من الأزمة ، هو براءة المساعدين الستة بنوع العادلي من قتل المتظاهرين .. والعقل والمنطق بيقول مادام انا ماقتلتش حد يبقى مفيش أوامر جاتني بكده .. والأوامر حتجي منين غير من فوق .. العادلي ومن فوقه مبارك .. فازاى بقى 6 يطلعوا براءة واتنين ياخدوا تأبيدة .. ماهو لو العادلي ومبارك مدانين يبقى بالضرورة الستة الكبار أيضا مدانين .. ولو الستة الكبار براءة يبقى بالضرورة والمنطق مبارك والعادلي براءة .. مفيهاش فصال.

لكن بيني وبينكم العملية بايظة من الأول .. والورق فاضي الا من شوية كلام فارغ ميجبش أسبوع سجن لحد .. ومادام فلقتونا بأن الحكم هو عنوان الحقيقة .. يبقى محدش يفتح بقه بكلمة لو مبارك اخذ براءة.

وإيه يعني .. ياخد براءة .. من حقه .. طيب والله العظيم بتكلم جد .. مع إن معروف من خلال كتاباتي التي تخطت الـ 300 مقال على مدار سنتين إني ضد مبارك ونظامه الوسخ على طول الخط .. لكن لم يُزعجني بالمرة قبول المحكمة للنقض .. مش عايز أبالغ وأقولكم إني فرحت كمان .. لأن- وهى دي المصيبة – اللي عملوه الإخوان المسلمين في سنتين من بعد الثورة ، واللي عمله مرسي في 7 شهور بعد الرياسة ، أوسخ من اللي عمله مبارك ونظامه في 30 سنة.

واحد صاحبي اسمه احمد حسن كان ولا يزال من أشد المتحمسين لمبارك ، وكان منطقه عجيب حبتين.. كل الناس في كل بلد بتسرق .. اشمعنى بقى حنيجي على مبارك ونشرشحه ونسجنه ونبهدله وهو خطوتين والقبر .. صاحبي ده قال لي : شكلك مش متضايق ان مبارك يطلع براءة ، وانت فلقتنا بكلامك عن مساوئه ومساوىء حكمه .. بس حسألك سؤال وخلّيك صريح وقول الحقيقة .. أيام مبارك .. ولا أيام مرسي ؟

تصدقوا وتأمنوا بالله ان انا فكرت كتير قبل الرد على السؤال .. لكن المؤكد اني مش حاقول الله يرحم أيام مبارك .. او ولا يوم من أيامك يا مبارك .. لأ .. مبارك كان زفت وطين.. وأيام مرسي زفت وطين .. وهباب ازرق كمان .. والتقطها مني صاحبي كدليل يُرضيه هو ويُريحه ويُزيد من فرحته بالبراءة المرتقبة لمبارك .. قال لي : أيام مبارك زفت وطين ، وأيام مرسي زفت وطين وهباب ازرق .. إذن بالمنطق ..يبقى مبارك كان أحسن.

حاجة عاملة كده زي ما اسألك .. وربنا يبعد الشر عن الجميع.. تفضّل تعيش وعندك جلطة في المخ ملخبطة حياتك وبتخليك تخترف في الكلام واللي تقوله تنساه في لحظتها .. ولا تعيش بالسرطان وشعرك يتنحل وجسمك يتاكل لحد ما ربنا ياخدك؟ .. يعني أهون الأمرين .. الجلطة.. المهم تفضل عايش تاكل وتشرب وتروح الحمام وتتفرج على توفيق عكاشة بعد ما رجع .. وقبل ما يدخل السجن في قضية مراته او طليقته .. وحاجة اتنين .. إما تجيلك نقطة من تخلفه وتقل دمه وتحول المحطة .. واما تقعد تضحك من غباوته وقلة قيمته.

المهم الإحساس العام بعد قبول الطعن عند ناس كتير اوي منهم ثوار ومعارضين بشدة .. هو الفرح .. بلاش أبالغ .. خلّيني أقول مش فارقة معاهم دلوقتي .. يتعدم مبارك او يخرج براءة .. وده إحساس في حد ذاته محتاج لعالم نفسي زي الدكتور عكاشة يقول لنا ليه كتير من المصريين بعد اللي شافوه من حكم مرسي والإخوان .. متفرقش معاهم اى نتيجة لحكم مبارك .. أكتر من كده – وقالها ناس عقلاء كتير – .. ان كنتوا عايزين العدل بجد وان المسألة مفيهاش خيار ولا فاقوس .. يبقى المشير طنطاوي يتحاكم هو كمان على اللي ماتوا ، وهو الرجل الأول في الدولة بعد التنحي أو الخلع .. ونروح بعيد ليه .. مرسي ذات نفسه المفروض يتحاكم على اللي ماتوا في محمد محمود وعند الاتحادية .. كانوا إخوان .. كانوا معارضين .. المهم انهم مصريين وماتوا بسبب مباشر من مرسي شخصيا .. بعد الإعلان الدستور المعفن اللي حشد الثوار عند الاتحادية وحصل اللي كلنا عارفينه وشفناه .. يبقى مرسي كمان يتحاكم .. مش كبير على المحاكمة سي مرسي .. الحق حق وميزعلش حد .. بعد الثورة اللي يغلط ياخد جزاءه .. واللي ميغلطتش يتشال فوق الراس .. انما امشيها هنا ثورة فاسجن مبارك .. وامشيها هنا بطيخ اقرع فاطنش عن المشير ومرسي .. يبقى 25 يناير اللي جاي لينا كلام تاني.

صديقة واخت عزيزة جدا هنا في الكويت اسمها سهير الحسيني مستشارة قانونية في وزارة الصحة وبقالها يمكن 40 سنة في الكويت .. يعني واحدة غيرها تشتري دماغها .. بلا سياسة بلا غم .. العيشة فل والأشية معدن والحمد لله .. خلّي اللي يحكم يحكم واللي يتسجن يتسجن .. ايكش تولع .. كتير هنا بيقولوا كده .. انما هى والشهادة لله مهمومة باللي بيحصل في مصر بدرجة انا نفسي مستغربها .. وبالصدفة وانا بكتب المقال ده ، اتصلت بيا .. وانا عارف أد ايه هى كانت مع الثورة وفرحت ازاى لمّا مبارك مشي .. وقبل ماتكلم معاها في اى حاجة سألتها : إحساسك ايه بقبول الطعن في قضية مبارك .. فردت : عادي .. ان جيت للحق .. لو حتى اخد براءة .. برضه عادي .. اشمعنى هو .. وكررت كلامي دون ان تعرف انطباعي .. هو المشير فين دلوقتي ؟ .. مش خرج معزز مكرم وواخد قلادة النيل من مرسي نفسه بعد كل القرف اللي شفناه أيامه .. ومرسي فين دلوقتي ؟ .. مش رئيس جمهورية له شنة ورنة ورايح جي في موكب ولا موكب سلطان بروناى او الملكة اليزابيث .. طيب ماهو كمان مسؤول مسؤولية سياسية عن اللي ماتوا في المظاهرات في عهده .. ولا المسألة حرام على غيري وحلال عليّا ؟

شفتوا بقى مرسي والإخوان وصّلونا لحد فين ؟ خلّونا نفرح ببراءة مبارك ، واحنا اللي كنا نطيق العمى ولا نطيقه .. للدرجة دي بان لينا جبروتهم واستقوائهم وغلاستهم .. وغباؤهم .. قسما بالله يستحقوا يدخلوا موسوعة «غينيس» تحت بند او مسمى «ازاى تخلّي الناس مش طايقة تبص في وشك في اقل من 6 شهور» ..إعملها يا مرسي انت واخوانك .. وانا اؤكد لك انكم .. داخلين داخلين!