نزول الملايين للاحتفال بالنصر قد يدفع «السيسي» لقصر الرئاسة

انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من الحملات المطالبة بترشح الفريق أول “عبد الفتاح السيسي” لرئاسة الجمهورية، وتنوعت الحملات ما بين إنشاء صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، والمؤتمرات صحفية والحملات الميدانية مثل حملة “كمل جميلك”، ومن بين هذه الدعوات التي ظهرت مؤخرا المطالبة بنزول الجماهير للميادين يوم 6 أكتوبر للاحتفال بذكرى الانتصار، وفي نفس الوقت إعطاء تفويض شعبي للسيسي للترشح للانتخابات.
ويبقي السؤال حول مدى القبول الشعبي والنزول بالملايين للشوارع، وهل في مصلحة السيسي أم ضده الرضوخ للضغط الشعبي والترشح للرئاسة؟
قال “البدري فرغلي”عضو مجلس الشعب السابق لـ”البديل”، إن المؤسسة الوحيدة القادرة حاليا على الوقوف في وجه التنظيم الإخواني هي القوات المسلحة، وأكد أنه برغم أن أبرز قيادة الجماعة في مصر الآن مقبوض عليهم، إلا أن هذا لا يعني أن الجماعة انتهت، حيث أنها تمتلك تنظيما دوليا ضاربة جذوره في أعماق الأرض، ويمتلك إمكانيات مالية هائلة، لا توجد قوة أخرى على الأرض في مصر حاليا قادرة على مجابهتها، لاسيما بعد 30 عاما من حكم مبارك قضت على قوة شعبية أي حركة مدنية في البلاد.
وأشار إلى أن المصريين لن يقامروا بمستقبلهم مجددا، ومن ثم فإن السيسي يمثل لهم البطل المنقذ من براثن هذا التنظيم المتوحش، الذي لن يهدأ عن تدمير مصر.
وأكد على دعمه النزول في 6 أكتوبر لتفويض السيسي، وإيصاله لقصر الاتحادية، وهذا لا يعني طمعه في السلطة، بل هي محاولة لحماية مصر من خطفها ثانيا وهو ما لن يسمح به الشعب.
ومن جانبه شجع الدكتور “يسري العزباوي” الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية نزول المصريين يوم 6 أكتوبر للاحتفال، وتوجيه رسالة للعالم تعبر عن تحضر الشعب، وزيف كل دعوات قيادات الإخوان بوجود انشقاقات داخل الجيش بعد 30 يونيو.
وأضاف أن نزول الملايين يوم 6 أكتوبر للالتفاف حول جيشه بالشوارع سيعطي دفعة معنوية لقيادات المرحلة الانتقالية، والتأكيد على أن ما حدث في 30 يونيو ثورة شعبية وليس انقلابا، لأنه من غير المنطقي نزول الملايين للاحتفال بجيش يصوره البعض بالمنقلب على السلطة الشرعية.
أما عن تفويض السيسي للترشح للرئاسة، أشار العزباوي إلى أن المرحلة السياسية التي تمر بها البلاد تحتاج لرجل قوي عادل وقادر على السيطرة في ظل الحرب الحقيقة التي تعيشها مصر الآن، وإذا تخلى السيسي طواعية عن البدلة العسكرية وتقدم للترشح في انتخابات حرة مدنية، فهذا من حقه ولا يمكن أن يمنعه أحد.
بينما تفضل “شاهندة مقلد” الناشطة اليسارية، تجنب السيسي خوض غمار الانتخابات الرئاسية وما يشوبها من صراعات، متمنية استمراره في تأدية دوره العظيم كقائد للجيش يحمي مصر من الداخل والخارج في هذه المرحلة الخطيرة.
وأشارت إلى الشعبية الجارفة التي يحظى بها السيسي، وأنها تحبه مثل أبنائها، لأنه أنقذ البلد من تفتيت وضياع لم يشهده تاريخها، ولو قرر النزول للانتخابات الرئاسية سيفوز باكتساح ولن يستطع مرشح آخر الصمود أمامه، ولكنها ترى أنه يؤدي مهمة أكبر بحماية الجبهة الخارجية لمصر والقضاء على الإرهاب.
أما الدكتور “إيهاب الخراط” أمين الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، فقال إنه قرأ من خطابات السيسي خلال الفترة الماضية تأديته لمهمة وطنية أكثر خطورة وأهمية من الرئاسة، وهي بناء جيشا مصريا وطنيا مستقلا، يعتمد على تنوع مصادر السلاح، حتى لا يكون أسيرا للأمريكان، مؤكدا أن السيسي يسير على نهج محمد علي في بناء جيش مصر، وتدارك كل عيوب اعتماد الجيش على مصدر واحد للتسليح سواء روسي أو أمريكي.
وأضاف أنه يري أن مهمة السيسي خلال السنوات الأربعة المقبلة هي بناء جيش مستقل عن القرار الأمريكي، لترتكز عليه الدولة المصرية الحديثة، مشيرا إلى أنه ربما بعد مرور هذه السنوات وإنجاز هذه المهمة سيكون من الذكاء والحنكة أن يرشح نفسه للرئاسة.
أما الخبير الإستراتيجي اللواء “طلعت مسلم” فلا يفضل نزول الملايين للاحتفال بـ 6 أكتوبر، لمجرد الظهور أمام العالم في حالة من التكاتف بين الجيش والشعب، مؤكدا أن مصر صاحبة القرار الوحيد في شئونها الداخلية، وتحتفل وقتما تريد بنصر أكتوبر ليس من باب الدعاية الخارجية.
وأضاف أن نزول الملايين في 3 و 26 يوليو كان تفويضا كافيا يعبر عن حب المصريين وتأييدهم للفريق السيسي، ومن ثم فلا داعي للنزول مرة أخرى في 6 أكتوبر، حتى لا نساهم في تثبيت الفكرة المزيفة التي تروج لها جماعة الإخوان المحظورة بأن ما حدث ليس بثورة شعبية بل انقلابا عسكريا، مشيرا إلى أن الفريق السيسي لو شعر أن ترشحه للانتخابات الرئاسية فيه الخير لمصر سيفعل ذلك من منطلق الواجب الوطني على الفور دون الحاجة إلى نزول وتفويض بالملايين.
البديل