المصريون يتعاملون بـ”عنجهية”

7

على خلفية أزمة تحويل مسار النيل الأزرق، وعزم إثيوبيا على إنشاء سد النهضة، كتب صحفي أثيوبي بصحيفة “فورتشن” الإثيوبية، مقالا تحت عنوان “هل يستطيع المصريون تقبل واقع النيل الجديد”، شن فيه هجوما على المصريين ووصفوهم بالعنجهية الشديدة.

وبدأ الصحفي الإثيوبي “دانيال بيرهاني” في مقاله، برواية قصة له عن مصر، قائلا: “عندما كنت في المدرسة الثانوية، وأخذت إجازة قصيرة لمصر، كانت واحدة من الأشياء لا تنسى، بالإضافة إلى الأماكن التاريخية والمتاحف الرائعة والسيدات الأنيقات، هو سؤال متكرر من أين أنت؟، وكنت أجيب بالعربية “أبو النيل”، وكان رد الفعل من المصريين كلما قلت هذه الإجابة: الله هو والد النيل، وليس إثيوبيا”.

وتابع الكاتب مقاله، قائلا: “في الواقع، لا أحد يصنع مياه النيل، فهو هدية الطبيعة على نحو 300 مليون شخص يعيشون في جميع أنحاء حوض النهر، ولكن ذلك لم يكن ما الذي يعنيه أن المصريين، فردهم هو نوع من العنجهية؛ وقصدهم أن النيل ينتمي فقط لهم وإنكار إثيوبيا مصدره”.

وأضاف الكاتب الإثيوبي، “أنه بدلا من الانخراط في حوار البناء ومحاولة النقاش والوقوف على أرضية مشتركة، تعامل المصريون مع الأمر بغطرسة وتعالي واضح مطالبين بحقوق حصرية لهم لمياه النيل وهو أمر لم تقبله إثيوبيا”.

مقال الكاتب الإثيوبي

واتهم الكاتب الإثيوبي، مصر، بأنها تلجأ إلى دول الغرب للتعامل مع أزمة مياه النيل، قائلا: “مما لا يثير الدهشة، أن المصريين لجأوا لوسائل الإعلام الغربية لكسب تعاطفهم في أزمة المياه، والواقع أن الغربيين حاولوا دعمهم ليس فقط لأن النيل هو المصدر الوحيد للمياه بالنسبة للمصريين، ولكن أيضا بسبب معاهدات الحقبة الاستعمارية التي تخصص تقريبا إلى مصر المياه وحق الاعتراض على أي بناء على منبع النهر”، متابعاً “وعلى هذه الخلفية وبناءً على طريقة تفكير المصريين، فقد وصل الأمر إلى حد التهديد بالرد العسكري في حال حدوث أي انخفاض في نسبة المياة القادمة من إثيوبيا، وهو ما يجعلنا لا نلقي باللوم على العامة من المصريين في الاعتقاد بأن هذه هي الطريقة التي يتم بها تسييس الأمور وأن أي محاولة لتغيير الوضع القائم هو كارثة، ويبدو أن اتخاذ إثيوبيا خطوات فعلية في بناء سد النهضة ساهم في حدوث تغيير ملحوظا في السياسيات المصرية في التعامل مع القضية، ولكن هذا التغيير أيضا لم يصب في صالح المصريين”.

“مرسي” تجاهل رئيس إثيوبيا خلال اجتماعه مع مسؤولين إريتريين رغم أنه الطرف الرئيسي في الأزمة

وتابع “بيرهاني”: “بالإضافة إلى ذلك، إلا أن الرئيس المصري محمد مرسي خلال لقائه مع عدد من المسؤوليين الإريتريين بالقاهرة، أخبرهم بثقته في أن إريتريا لن تخذل حقوق مصر القانونية في مياه النيل وأنه يتمني لقاء الرئيس الإريتري، وتجاهل مرسي، ذكر اسم إثيوبيا أو حتى رئيسها على الرغم من كونه يعد الطرف الثاني والمنطقي للأزمة والذي يجب أن يدور معه الحوار.

واختتم الكاتب الإثيوبي مقاله بقوله: “مع اقتراب الخطر من المصريين بشأن سد النهضة، فإنه يمكن أن يكون ذلك فرصة لتغيير نظرتهم لإثيوبيا، لأنه يبدو أن المصريين أصبحوا يدركون الآن أن (إثيوبيا أبو النيل).

 

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى