نيويورك تايمز: مرسى ارتكب خطأ كبيرًا ولابد من إصلاحه

«أسوأ من الجريمة الخطأ» عبارة شهيرة للدبلوماسى الفرنسى تاليران استدعاها الكاتب روجر كوهين للتعليق على «الخطأ الكبير» الذى وقع فيه الرئيس محمد مرسى بإصداره إعلانا دستوريا يوسع سلطاته.
وتابع كوهين فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمز أمس الأول، «وصف الرئيس مرسى قراراته بالمؤقتة، لكن هذه الكلمة لا تتمتع بالمصداقية فى بلد استمرت فيه قوانين الطوارئ لعقود».
وفيما يتعلق بالجمعية التأسيسية لوضع الدستور، كتب كوهين «لا يمكن أن يمرر دستور لأكبر دولة عربية عبر جمعية تأسيسية فقدت ما يصل لربع أعضائها الليبراليين وغدت هيئة بلا مصداقية تهيمن عليها الأحزاب الإسلامية».
ونقل كوهين عن القيادى بحزب الوسط عصام سلطان قوله «مرسى يمثل إرداة الشعب. ولا ننسى أنه عضو بجماعة تعرضت لقمع شديد وهذا له نتائجه».
وتابع سلطان «يجب أن تكون المصالح والأفكار الإنسانية أساس الحوار وليس الدين، لكن اليسار والليبراليين يعانون من عدد من مشاكل أهمها أفكارهم التى تأتى من الخارج وليس من النظام الديمقراطى المصرى».
وعاد كوهين لحديثه قائلا «سيحسن مرسى ومعارضيه الليبراليين الصنيع إذا استعادوا كلمات بنيامين فرانكلين لدى سؤاله عن أى نظام سياسى اتفق عليه فى الاجتماع التأسيسى؟، فرد: الجمهورية، إذا استطعتم الحفاظ عليها».
وأوضح كوهين، الحفاظ على الحرية المصرية المكتشفة حديثا يحتاج للشجاعة والتوافق. يجب أن يصحح مرسى خطأه وعلى أوباما أن يعمل من خلف الستار لتحقيق ذلك، ولابد أن يتوحد الليبراليون ويقبلون بالحوار».
وأضاف «إعادة وثيقة بأهمية الدستور للمسار الصحيح ليست خيارا. مصر ستنقسم، والاستثمارات تتراجع والاضرابات مستمرة، يجب أن يتغلب مرسى على شكوكه والهاجس التآمرى التى خلقه طول فترة بقاء جماعته فى السجون، لتدشين جمعية تأسيسية تضم معارضيه الليبراليين الذى يقع على عاتقهم التعبير عن الوطنية من خلال «البراجماتية» كما يفعل الجمهوريون فى الكونجرس الأمريكى.
وختم كوهين مقاله قائلا: يجب الحفاظ على «مصر الحرة» والتى ستكون قلب التغيير فى إقليم يحتاج لفكر جديد.
الشروق