محاكمة مرسى تذل الأخوان

23

ذكرت الصحيفة الأمريكية ” لوس أنجلوس تايمز ” في مقال مطول لها اليوم أنه على الرغم من أن لرئيس المصري المعزول سيحاكم محمد مرسي إلا أن هذا لن يقود إلى محو جماعة الإخوان المسلمين من مصر.

وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي ستبدأ فيه محاكمة مرسي بتهم  القتل، نجد الموالين للجماعة ينسحبون بهدوء للعمل السري من جديد.

وأضافت الصحيفة أن قيام الحكومة المصرية الحالية بمحاكمة الرئيس المعزول محمد مرسي تستهدف صراحة إذلال حركة الإخوان المسلمين وتأكيد هزيمتهم بعد أن كانوا هم الذين يحكمون مصر خلال العام الماضي.

وأشارت ” التايمز ” إلى أن محاولات الحكومة الحالية للقضاء على الإخوان المسلمين ربما لا تجدي نفعاً خاصة وأن الحركة التي تأسست منذ 1928 إستطاعت أن تثبت جذورها في الأرض على الرغم من محاولات القضاء عليها، مضيفة أنه على الرغم من التواجد العسكري والأمني المستمر في الشارع إلا انه لم يستطع حتى الآن وقف هذه التظاهرات المستمرة من مناصري الإخوان المسلمين، لافتة إلى أن الحركة تستطيع العمل في الخفاء، ولولا أنها تدربت على ذلك لما استطاعت البقاء حتى اليوم.

وعلى صعيد آخر، أوضحت الصحيفة الأمريكية أن عام حكم مرسي كان كارثي، فحركة الإخوان المسلمين كانت في حيرة منذ أن وصلت للسلطة، وخلال هذا العام تدهور الاقتصاد بشكل كبير، كما أن الرئيس المعزول مارس استبدادية أدت إلى نفور جميع الفصائل السياسية من حولة حيث اتجهوا إلى تشكيل تحالفات ضده، لذا فإن الانتفاضة الشعبية التي سبقت تدخل الجيش المصري كانت أكبر من تلك التظاهرات التي أجبرت الرئيس السابق حسني مبارك على التنحي.

ومن جانب آخر، نوهت الصحيفة الأمريكية إلى إمكانية عقد صفقة مستقبلية بين الإخوان المسلمين وبين السلطة الحالية التي يقودها الرجل القوي الفريق عبد الفتاح السيسي والذي يحظى بشعبية تجعل منه ” معبود المصريين”.

وأوضحت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين تتمتع بشبكة تدعيم مالي وسياسي كبيرة خارج مصر تنتشر في العالم الأسلامي وكذلك في الغرب، مشيرة إلى أن هذه الشبكة، على الرغم من كونها سرية، إلا أنهاة تضم العديد من المانحين الماليين الأثرياء   والداعمين لأيدولوجية الإخوان بل وتوفر غسيل الأموال اللازم لأعضاء الجماعة.

وتتابع الصحيفة: هذه الشبكة تستطيع أن تعطي الإخوان المسلمين القوة اللازمة لمواجهة السلطة الحالية، بل وبإمكانها أن تدفع الحكومة لتعقد اتفاق مع الجماعة كما حدث من قبل في العهود السابقة.

ونقلت الصحيفة عما قاله استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة حازم حسني أن تنظيم الإخوان العالمي وشبكته المحلية والدولية قادر بالفعل على التأثير على قرارات الحكومة المصرية، مؤكداً أن مستقبل الإخوان المسلمين في مصر يتوقف على شبكة علاقاتها ونفوذ هذه الشبكة.

البديل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى