لن أسمح بالتطاول في الأكاديمية

84لم يمرّ الإجراء الصارم الذي أخذته مديرة «ستار أكاديمي» في موسمه التاسع في حق الطالبة التونسية ليليا بن شيخة مرور الكرام لدى عدد من المغرّدين الذين شنّوا هجوماً عنيفاً على الكاتبة المعروفة على اثر منعها الطالبة التونسية من المشاركة في البرايم أمس بعد تصريحات لها تناولت فيها نجمة السهرة الفنانة هيفا وهبي.

عشرات التغريدات والمقالات والأخبار والشائعات انهالت على برنامج المواهب العربية الذي وجد نفسه فجأة تحت المجهر وفي مهب عواصف الانتقادات والتساؤلات.

وأكّدت كلوديا في حديث حصري لـ»الجمهورية»: «لو عاد بي الوقت إلى الموقف ذاته لكنت تصرّفت بالطريقة عينها. وتصرّفي ليس مرتبطاً لا بكون الفتاة المعنية هي ليليا ولا بكون النجمة المعنية هي هيفا. لن أسمح بأيّ تطاول من أيّ تلميذ على أيّ أحد داخل الأكاديمية أو خارجها. ليليا عرفت أن ما قالته خرج إلى العلن وأدركت أنها أخطأت. وجلّ ما فعلتُه هو أنني قلت لها إنها لن تغني في البرايم نفسه الذي تتواجد فيه النجمة التي تحدّثت عنها بهذه الطريقة غير اللائقة».

وتتابع: «هي أساساً لا تحبّها والتواجد بين الاثنتين لم يعد مستحبّاً مع وجود هذا التوتّر. ليليا لم تغنِّ في البرايم ولكن لاحقاً في «الإيفال» سأعطيها وقتاً أكثر لتعبّر عن نفسها. فليليا فتاة موهوبة وصاحبة صوت جميل وما حصل لن يكون له أيّ تأثير في مستقبلها بالبرنامج ولا بأيّ شكل من الأشكال».

وتضيف: «وفي ما يختص بمن يشتمون ويذمّون أرى أنهم بالتأكيد شريحة صغيرة وصغيرة جداً من الشعب التونسي الكريم الذي له حضارته وتاريخه، وأنا أخذت هذا الإجراء مع ليليا حتى لا تكون مثل هؤلاء».

فبركات وتأويلات

وعن الفبركات والتأويلات التي نتجت عن الموضوع في ضوء كلام عن عداوة إزاء ليليا لأنها تونسية لا لبنانية علّقت مرشليان: «مَن يتحدّثون بهذا المنطق هم العنصريون وهم معتادون على الشعور بأنهم مضطهدون. وهؤلاء قلّة من الأشخاص الذين لا يمتّون بأيّ صلة لـ ليليا أو للشعب التونسي الذي تجمعني بعدد من أهله صداقات لا تشبه هذا الكلام».

وترى كلوديا أنّ الموضوع والجدل الذي أثاره ألقى الضوء على دور مواقع التواصل الاجتماعي التي «تتيح لبعض الأشخاص من أصحاب العقد النفسية والوقت الفارغ الكافي ليجلسوا وينشروا ما يريدون. أنا أريد أن أسأل: هذا الشخص الذي أمضى ثلاثة أيام يكتب ليل نهار عن الموضوع ماذا يعمل لكي يكون متفرّغاً لهذه الدرجة؟».

وتضيف: «الشباب والصبايا المشاركون في البرنامج ليسوا مدركين تماماً أنّ هناك كاميرات طيلة الوقت وأينما كان. أعمارهم صغيرة وليس لديهم خبرة حياتية كافية. ولهذا نضطرّ حفاظاً عليهم أن نحذف بعض الأمور وهذا بالطبع يثير استياء الناس».

وعن تعارض هذا الإجراء مع أسس تلفزيون الواقع تقول: «وما العمل؟ المشكلة هي أن تلفزيون الواقع في دول الغرب يتقبّل كلّ ما يقال على لسان المشتركين لانهم معتادون على صراحة معيّنة تكون خاليةً من الإهانات. في الأكاديمية لدينا طلاّب من مختلف البلدان العربية التي تعاني كلّ منها حروباً ومشكلات وتعقيدات.

ونحن نطلّ عبر شاشتين واحدة لبنانية والثانية مصرية لذا هناك رقابة لـ CBC وأخرى خاصة بنا. وحتى في فرنسا وغيرها من البلدان يُصار إلى حذف بعض الأمور. لكنّ المشكلة هي في أننا أصبحنا نتبع نظام بث HD الذي لا يتيح هذا الأمر بسهولة».

وعن الكلام على أنّ البرنامج إستفاد من هذه البلبلة ليثير الجدل ويضاعف عدد مشاهديه تردّ: «مَن الذي يستفيد؟ هل أنا مَن طلب مِن ليليا أن تقول ما قالته؟ هل نحن من سلّط الضوء على الموضوع أو هؤلاء الذين يصلون ليلهم بنهارهم ليتوجّهوا إلينا بالسباب والشتائم؟».

«الموضوع انتهى»

وتضيف: «عندما أتحدّث إلى ليليا اليوم بعد البرايم سأقول لها إنّ الموضوع انتهى وإننا نريد أن تُظهِر لنا أجمل ما عندها وأن تنظر إلى الأمام. لست أنا من أعطى الموضوع أكثر من حجمه وإنما هؤلاء الذين تحدّثوا عن مؤامرات وعن نية باستبعاد ليليا وميساء التي لم أسمِّها بين النومينيه رغم أدائها الذي لم يكن جيّداً لأسباب مختلفة، ولكن إيماناً منّي بأنها موهبة جيدة وتتطوّر».

وتسأل كلوديا: «أين العنصرية إن كنتُ قبل يومين من هذه القصة كلّها وضعت ليليا في المرتبة الأولى ومنحتها الحصانة وكانت جالسةً معنا في لجنة التحكيم تعطي رأيها بزملائها؟!».

وعما إذا كانت تعتبر أنها كانت قاسية أكثر مما ينبغي تقول: «أعطني حلاً آخر. هيفا لديها جمهور عريض كان سيكون كلّه ضدّ ليليا في حال وصلت إلى النهائيات واحتاجت التصويت لولا انها اعتذرت وأقرّت بخطئها.

وانا كمديرة للاكاديمية لا أرضى بأن يتخرّج لدينا طالب ويصبح نجماً ويكون لديه أعداء وكمية من الناس لا تحبّه. قلنا لها إنها لن تشارك في البرايم بعدما اعتبرَتْ ان وجودها مع هذه النجمة لا يليق بها وسمحت لنفسها بالتدخل بخصوصيّاتها وأمورها الشخصية. نالت القصاص اللازم وانتهى الموضوع عند هذا الحدّ».

وعن هذه الأجواء الجديدة نوعاً ما على الكاتبة اللبنانية المتمرّسة تقول: «هذه الجَمعة الفنّية ليست غريبةً بالكامل عليّ بحكم عملي مع فنانين وممثلين… لكن طبعاً كوني مديرة الأكاديمية مسؤولية كبيرة قبِلتُ بها وسعيدة بها وسأحملها إلى النهاية لانّ ما من شعور أجمل من رؤية هؤلاء الشبان والشابات الموهوبين يتطوّرون، وتتفتّح مواهبهم أمامك ليكسروا الجليد ويخرجوا إلى العالم فنانين مكتملين. والحقيقة هي أنّ جميعهم أصحاب مواهب كبيرة وأصوات جميلة. هم طبعاً بحاجة للتمرين ونحن نمنحهم أفضل ما لدينا ضمن المدة الزمنية المتاحة».

وعن تميّز «ستار أكاديمي» في ظلّ طفرة برامج الهواة تقول: «ستار أكاديمي» موضوع آخر. ولو عُرِض عليّ برنامج مواهب عادي لما كنت وافقت لانه ليس من اختصاصي أن أقيّم الأصوات والأداء الغنائي. أنا خضت التجربة لانها أكاديمية بكلّ معنى الكلمة وتضم شبّاناً وشابات يافعين لديهم الصوت والشغف والحلم بالنجاح…».

صقل الموهبة

وتؤكّد: «أحاول أن أكون بعيدة عن القساوة قدر المستطاع وأن أفهم ماذا يحتاجون وأستجيب لهذه الاحتياجات بهدف صقل الموهبة من خلال وضعها في قالب واحد لتبقى فريدة وذات خصوصية. ما أريده منهم ان يكونوا أحراراً ولكن بدون قلة تهذيب. والحقيقة أنّ كلهم من دون استثناء شديدو التهذيب وأبناء عائلات محترَمة وما حصل ما ليليا ما هو إلا انعكاساً لكلام الشعب العربي وميله نحو الانتقاد والتصنيف وتقييم الآخر اعتباطياً.

لهذا لو كانت ليليا قالت للأساتذة إنها لا تريد ان تقدّم الأغنيات التي تؤدّيها الفنانة هيفا لانها تجد انّ صوتها لا يتلاءم وهذه الأغنيات، عندها لما كان في الأمر أيّ مشكلة. لا بل كنت وقفت معها وقلت هذه الفتاة محقّة. ولكن أن تقول ما قالته عن هيفا وبهذه الطريقة فهذا غير مسموح».

عمل درامي جديد

كلوديا التي باتت من خلال منصبها الجديد كمديرة للأكاديمية على تماس مباشر مع مجموعة منوّعة من الشباب العربي تعترف أنها تستفيد من هذه التجربة لتحضّر عملاً درامياً جديداً تكشف عن تفاصيله حصرياً لـ «الجمهورية» حيث تقول: «أحضّر لعمل درامي مبني على تجربتي داخل الأكاديمية، حيث سنرى مجموعة من الشبان والشابات داخل أكاديمية كبيرة منوّعة لا تقتصر فقط على الغناء وإنما على مختلف أنواع الفنون مثل الرقص والتمثيل وسواهما بما يشبه في بعض جوانبه مفهوم برنامج Fame الشهير».

وعن ثقتها بتصويت الجمهور العربي الذي سيحدّد في المراحل النهائية من «ستار أكاديمي» هوية الرابح تقول: «لا أدري ولكنني أحلم باليوم الذي لا يعود فيه العرب يصوّتون لبلدانهم وإنما للشخص وللموهبة وللفنان. الفنّ لا حدود له ولا دول ولا هوية.

الإنسان الذي يقنعنا بصوته وموهبته هو الذي يجب أن يحصل على تصويتنا. من ناحية أخرى أنا أحترم الانتماء وإن التقيت رئيس جمهوريتي في بلد غريب أترك كل شيء وأقف احتراماً له وألقي التحية. وإن رأيت علم بلادي أقبّله وإن سمعت نشيدي أقف إجلالاً. هذه أمور لا علاقة لها بالفن.

فكلّ شخص له إنتماء إلى بلده وهذا حقه. ولكنّ الفن ليس انتماء هو ذوق وهو أن تحبّ هذا الصوت وتقول عند سماعه «الله ما أجمله، وهذا هو الصوت الذي هزّني والذي يجب أن أشجعه ليصل بغض النظر عن هويته».

الجمهورية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى