من مذيعات ماسبيرو إلى الإخوان: “طز” فيكم أنتم

هبت عاصفة غضب، محملة برياح الثورة، على مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون بماسبيرو وذلك على خلفية الانتفاضة التي تقودها عدد من المذيعات في مقدمتهن الإعلاميتان بثينة كامل وهالة فهمي واللتان تعرضتا لممارسات تضييق الخناق وصلت إلى حد قطع الإرسال عن إحداهن ومنع الأخرى من الظهور على شاشة التليفزيون المصري.

حيث أكدت مصادر مطلعة إحالة الإعلامية بثينة كامل للتحقيق، ومنعها من الظهور على شاشه التليفزيون المصري لحين انتهاء التحقيق، وأنه سيتم منع بثينة كامل بشكل نهائي من الظهور مرة أخرى على الهواء، وكانت بثينة قد فاجأت متابعي نشرة أخبار التاسعة على الفضائية المصرية مساء أول أمس السبت بقولها “نواليكم بتقديم نشرة الأخبار الإخوانية”.
وقالت بثينة خلال تعليقها على مظاهرات الإسلاميين لتأييد الإعلان الدستوري: ” وبينما لم نجد هتافاً واحداً لمصر نتابع نشرة أخبار الصوت الواحد” ثم أذاعت خبر نفي جماعة الإخوان المسلمين توجه أعضائها للدستورية، وختمت كامل النشرة ببيت شعر لحافظ إبراهيم : “مصر التي في خاطري وفي فمي  أحبها من كل روحي ودمي”.
المعروف أن هذه ليست المره الأولى التي يتم فيها تحويل بثينه كامل للتحقيق ووقفها عن العمل، ففي وقت سابق كان قد أصدر وزير الإعلام قراراً بإيقاف الإعلامية بثينة كامل من قراءة النشرات الإخبارية على شاشة التلفزيون المصري، حينما قالت أثناء إذاعة تقرير حول قرار وزير الداخلية المصري بعزل مدير أمن سيناء وتعين نائبه بدلاً منه، “شالوا ألدو حطوا شاهين”.
ولم تكن واقعة الإعلامية هالة فهمي، المذيعة بالقناة الثانية، أقل خطورة من سابقتها.. حيث قام مسئولو التليفزيون المصري بقطع البث المباشر، أثناء إذاعة برنامج “الضمير” الذي تقدمه فهمي ، بعد إشارة أحد ضيوف البرنامج، وهو عميد أمن دولة سابق، إلى أن معظم الشيوخ الذين يظهرون حاليا باستمرار على الفضائيات كانوا ضيوفا دائمين على مكتبه في أمن الدولة.
وكان البرنامج الذي تقدمه المذيعة هالة فهمي، قد استضاف الدكتورة مريم ميلاد رئيس حزب الحق، تحت التأسيس، والشيخ محمد عبد الله نصر، والعميد حسين حمودة الذي قال ذلك على الهواء مباشرة، وهو الأمر الذي فاجأ مسؤولي البرنامج والقناة ودفعهم لقطع البث المباشر وضم القناة إلى القناة الأولى، وتهديد الضيوف بالقول لهم “لازم تتعدلوا أحسن لكم، وإلا عليكم الانصراف”، وعلى أثر ذلك غادر ضيوف البرنامج مبنى ماسبيرو، وهم في طريقهم لتحرير محضر بقسم الشرطة بما حدث.

“طز” فيكم أنتم

وتطبيقاً لنظرية لكل فعل رد فعل.. وجهت مذيعات ماسبيرة رسالة شديدة اللهجة لمنهج “الأخونة الإعلامية” الذي يجري تعميمه على كافة قطاعات الدولة مفادها “طز فيكم أنتم”، على طريقة العبارة التي استخدمها مرشد الإخوان السابق محمد مهدي عاكف في حوار صحفي، حين نشرت جريدة روز اليوسف حوارا أجراه الصحفي مع مرشد جماعة الاخوان محمد مهدي عاكف حين سأله ردا علي قول عاكف بأن لا مانع لديه أن لا يحكم مصر غير مصري طالما كان مسلما، فأجابه عاكف قائلاً طز في مصر.. وأبو مصر واللي في مصر وكان الحوار قد أجري لصالح جريدة الكرامة المصرية التي رفضت نشر نصه، فقام الصحفي الذي أجري الحوار بتقديمه مع تسجيل الحوار الي جريدة روز اليوسف التي نشرته كاملاً”.
حيث فاجأت هالة فهمي المشاهدين بظهورها وهي تحمل “كفنها” على الهواء مهاجمة الإخوان مبدية اعتراضها على الدستور، وقد وصفت المذيعة الإخوان بـ”قتلة السادات” ، وهاجمت الدستور الجديد الذي تم طرحه للاستفتاء، واصفة إياه بـ “دستور العبيد”، قائلة: لا لدستور العبيد وكفني معايا أهو، وبعد هجومها الضاري على الإخوان والدستور فوجئ المشاهدون بانقطاع البث المباشر!
ومن المعارضة الساخنة إلى الصوت الهادئ المحبط..علقت شهيرة أمين- مذيعة التليفزيون المصري- و التي أجرت حوارها الأخير مع رئيس الجمهورية قائلة: “توقعت أثناء حواري  مع الرئيس أنه سيحاول إصدار قرارت لتهدئة الوضع الحالي،  مثل إلغاء الإعلان الدستوري ولكنه لم يفعل ذلك مضيفه أنها شعرت بالإحباط بعد حوارها مع الرئيس، لأنه لم يقل شيء جديد أو يغير من موقفه”.
وقالت كنت أتمني أن يكن هناك جديد في هذا اللقاء، لافتة إلى أنها حاولت مع الرئيس أن يتحدث بشفافية عن المؤمراة التي كانت تدبر له ولكنه رفض وفقدت الأمل في الوصول الي حل.
وأشارت شهيرة أثناء حوارها ببرنامج “العاشرة مساءا” الذي يذاع علي قناة دريم2 إلى أنه غير مقبول تتجمع السلطات في يد شخص واحد، لأن ذلك يمثل ديكتاتورية،  مضيفةً أنها تتمني من الرئيس أن يراجع الإعلان الدستوري الذي أصدره موضحة أنه تم اختيارها لحوار الرئيس، لأنها قدمت استقالتها خلال الثورة قائلة “أنا بنت الثورة”.

الدستور