نيويورك تايمز: مستشارو مرسي في واشنطن للتسويق لمصر على أنها نموذج للديمقراطية بعد قراراته الديكتاتورية !

الصحيفة: مشروع الدستور الجديد منح العسكر سلطات ومزايا أكبر مما كانوا يتمتعون به في ظل نظام المخلوع مبارك
قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها الجمعة أن كبار مستشاري الرئيس محمد مرسي يحاولون الآن من واشنطن التسويق لمصر على أنها نموذج للديمقراطية في العالم العربي في وقت أججت فيه قرارات مرسي الديكتاتورية الأزمة الحالية بعد أن حصن الرئيس كافة قراراته من الطعن عليها.
وبدلاً من إيجاد حل للأزمة قالت الصحيفة أن الرئيس محمد مرسي عمق الخلاف مع معارضيه من خلال إتهامهم بالتحالف مع رموز وفلول نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. ورفض مجدداً التراجع عن الإعلان الدستوري الذي منحه سلطات مطلقة وأصر على إجراء الإستفتاء على الدستور الجديد في موعده دون تغيير.
وأكدت الصحيفة أن مشروع الدستور الجديد منح العسكر سلطات ومزايا أكبر مما كانوا يتمتعون به في ظل نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ونقلت عن منظمة هيومن رايتس ووتش تأكيدها أن بعض مواد الدستور التي تمنح الدولة الحق في حماية “الطابع الأصيل للأسرة المصرية” و “الأخلاق والآداب والنظام العام” يمكن تفسيرها واستغلالها لتقييد الحريات الأساسية للمواطنين. وأضافت المنظمة أن الدستور الجديد يخلو من أي إشارة لمنع التمييز بين الجنسين وأطلق يد الدولة للتدخل في أمور ليس من حقها التدخل فيها كالموازنة بين واجبات المرأة نحو أسرتها وعملها العام.
وقالت المنظمة أن المسودة الجديدة احتوت على مادة واحدة تحمي حرية التعبير بينما قيدت العديد من المواد الأخرى هذه الحرية كمادة “الإساءة أو التعريض بالرسل والأنبياء كافة” والمادة التي تحرم ” إهانة أي إنسان أو ازدراؤه” مما يصعب مهمة المشرعين في تعديل القوانين التي منحت النظام السابق الحق في محاكمة كل من ينتقد الحكومة بينما قصرت مواد أخرى حرية الإعتقاد على المسلمين والمسيحيين واليهود في تمييز واضح ضد الشيعة والبهائين وغيرهم من الأقليات الدينية الأخرى.
وبعد الشكوك التي أصبحت تساور الكثير من المصريين حول رؤية جماعة الإخوان المسلمين لمصر قالت الصحيفة أنه يجب على الرئيس محمد مرسي العمل على دمج رموز المعارصة في الحكومة والتأكيد على تمثيل الجمعية التأسيسية لكافة أطياف المجتمع المصري وكذلك العمل على إيجاد توافق أوسع حول الدستور الجديد قبل طرحه للإستفتاء العام.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالتأكيد على أن السبيل الوحيد أمام الرئيس محمد مرسي لفتح حوار جاد وبناء مع المعارضة هو تأجيل الإستفتاء والتراجع عن الإعلان الدستوري الأخير وإلا فلن يتمكن هو أو أي من معارضيه من إيجاد مخرج لهذه الأزمة الخطيرة والصراع الذي يعصف بمستقبل البلاد.
البدايه