أحمد سعيد: إذا مرّ 30 يونيو فهناك 30 يوليو و30 أغسطس

الانتخابات الرئاسية المبكرة لن تكون حلا إلا إذا استطاع المصريون أن يجلسوا معًا ويضعوا ثوابت وقوانين
«الشورى» مجلس وهمى تم اختراعه من الرئيس الإخوانى
قيادى بارز فى جبهة الإنقاذ الوطنى ورئيس حزب «المصريين الأحرار» الذى على الرغم من أنه حزب خرج من رحم الثورة فإنه استطاع فى فترة قصيرة الوصول إلى المواطنين فى الشارع ونيل ثقتهم ومنافسة أحزاب عريقة على الساحة السياسية والحصول على مقاعد فى الانتخابات البرلمانية الماضية أكثر من أحزاب كثيرة تعمل فى المجال السياسى منذ سنوات طويلة، وهذا العمل كان وراءه كثيرون من رجال الحزب إلا أنه وبكل تأكيد كان للدكتور أحمد سعيد، رئيس الحزب، فضل كبير فى هذا، فعلى مدار عامين شغل فيهما رئاسته وصل الحزب إلى مكانته، وهو ما أهَّله لِنَيْل ثقة أعضاء الحزب لاختياره رئيسًا للحزب فى أول انتخابات له بعد تأسيسه منذ عدة أيام.
■ ماذا عن العمل على هيكلة الجبهة؟ وإلى أىِّ مرحلة وصل؟
– نحن اتفقنا على أنه لن تكون هناك مأسسة للجبهة بشكل عميق، فهى عبارة عن الهيئة العليا والمكتب التنفيذى والمتحدث الإعلامى والأمين العام ولكن الحديث عن لجان متخصصة تَراجَع، لأن المأسسة الكاملة قد تؤدى إلى انهيار الجبهة ونحن نريد أن نحتفظ بالغطاء السياسى الذى نمارسه كمعارضة ونقوّى أحزاب الجبهة فمن الممكن أن تندمج أحزابها فى حزب ليبرالى قوى وحزب يسارى قوى.
■ كيف ترى دعوات إسقاط الرئيس فى 30 يونيو؟
– لا أحد يستطيع اتخاذ قرار بإسقاط رئيس فى يوم محدد، هناك سخط شعبى على ما يحدث وعلى قرارات الرئيس والناس تغضب ولكن يسقط النظام أو لا يسقط فهذه ليست قضيتى، نحن نعبر كمعارضة عن الشارع، والشارع يعبر عن نفسه وبالتالى الاتجاه كله هو الضغط على الرئيس فى سبيل أن يتخلى عن عباءة جماعة الإخوان المسلمين.
■ ولكن ما مستقبل هذه التوقيعات؟
– الضغط الشديد على النظام والتأثير على ثقته بنفسه وقدرته على العمل، فالنظام مصمم على أن يدير الأمور بطريقة معينة، وهذه الطريقة فشلت وهو لا يغيرها، فنضرب له جرس إنذار ونعلن اعتراضنا.
■ وما توقعاتك لما بعد 30 يونيو؟
– لا أحد يستطيع أن يحدد ما سيحدث بعد 30 يونيو، وأذكر أنه يوم 25 يناير خرج الناس ليقولوا «عيش حرية كرامة إنسانية» قبل العدالة الاجتماعية، فهذه الثورة لم تكتمل، هذه الثورة تم اختطافها من أناس، موافق أنهم شاركوا معنا فى الثورة ولكنهم عندما وصلوا إلى الحكم تخلّوا عن كل مبادئ الثورة، فعندما يكون الثوار مثل دومة وغيره من الأسماء غير المعروفة «مرميين» فى السجون، فهل هذه تكون ثورة؟ وكل الدماء التى سالت على مدار العام الماضى فى الاتحادية وغيرها، أهذه ثورة؟ عندما يشعر الشعب أن من يحكمه نظام استبدادى كل هدفه منذ 30 يونيو الماضى هو الاستبداد والتمكين وبسط سيطرته على كل مؤسسات الدولة، أهذه ثورة؟ عندما يكتشف الشعب أن الحالة الاقتصادية متدهورة إلى هذا الحد وهناك 2500 شخص كل يوم يزيدون على معدل البطالة، وعندما يمر عام ولم نتحدث عن التعليم إلا فى إلغاء 6 ابتدائى.. هل هذه ثورة؟ وعندما نتحدث عن شعب يعانى من عدم وجود رعاية صحية وانتشار أمراض ولم يخرج علينا رئيس الجمهورية ليتحدث عن مشروع قومى لرعاية الصحة والمرضى الذين يموتون لأنهم لم يجدوا علاجا.. أهذه ثورة؟ وفى رأيى أن هذا الشعب سيستمر فى الدفاع عن ثورته حتى تتحقق أهدافها ورغم إحباطه من الحال الذى وصلت إليه الثورة فإننى أثق تماما أنه سيقف على قدمه من جديد وسيثبت لكل الدنيا أنه قادر على استكمال ثورته.
■ ألا ترى أن النظام سيكون أكثر استبدادا إذا مر يوم 30 يوينو دون أن يتغير شىء؟
– لا يستطيع، صوت الجماهير أقوى من أى شىء، وإذا مر 30 يونيو فهناك 30 يوليو و30 أغسطس و30 سبتمبر، وسيستمر كل شهر، ما دام هذا النظام معاديا للشعب ولا يريد أن يستمع إليه وطول ما هو عايز يستبد سيظل الشعب كل يوم يفكّره بأنه لن يخضع مرة أخرى لاستبداد، وهذا ليس له علاقة بجبهة الإنقاذ، فاليوم مَن الغاضب من النظام؟ المعارضة؟ لا، الغاضب من النظام هو الشعب المصرى، فكم تمثل المعارضة من الشعب المصرى؟ بالتأكيد لا تمثل قطاعا بالملايين، ولكن هناك ملايين من الشعب غاضبون من النظام الذى لم يستطع توفير فرص عمل لهم، الذى دمر لهم الاقتصاد، الذى انفرد بالحكم وحصَّن مجلس الشورى والجمعية التأسيسية وأخرج دستورا مشكوكا فى أمره، ودائما أقول إن جبهة الإنقاذ لو اختفت غدًا وذهبنا إلى منازلنا هل ستحل مشكلة مصر؟ هل سيعرفون حكم البلد؟ وهذا دليل على أن الشعب هو الساخط لا المعارضة، المعارضة لا تمثل إلا الوردة التى توضع فى النهاية لتكمل الصورة إنما الشعب المصرى هو المعارض الحقيقى، فلا تعطنى أكثر من حجمى.
■ هل الانتخابات الرئاسية المبكرة هى الحل أم إصلاح النظام الحالى هو الحل؟
– الانتخابات الرئاسية المبكرة لن تكون حلًّا إلا إذا استطاع المصريون أن يجلسوا معًا ويضعوا ثوابت وقوانين معينة، لأنه لو أسقطتَ رئيسا ووضعت رئيسا غيره وكان من التيار المدنى سينزل الإسلاميون إلى الشارع، والحل الوحيد أن يتعلم المصريون أن يجلسوا معًا ويعرفوا أن البلد بلدنا كلنا ويجب أن نتحدث من منطلق أن الأفضل هو الذى يحكم والأكفأ يكون هو الوزير، هنا ستنطلق مصر إلى الأمام، أما لو لو استمر الإخوان المسلمون يقولون إن الأرضية يجب أن تكون إسلامية وإنهم مَن سيحكمون بمفردهم فهذا خطأ.
■ هل ستقف الجبهة مع النظام إذا أصلح نفسه وتراجع عن أخطائه؟
– بالتأكيد، لو أصلح نفسه، ولكن «لو» من عمل الشيطان، وعندما أتى مرسى كنا نتمنى أن يكون رئيسا لكل المصريين ولكنه أثبت بالدليل القاطع أنه ليس رئيسا لكل المصريين.
■ هل الجبهة مستعدة لتقديم مرشح لها فى حال إجراء انتخابات رئاسية مبكرة؟
– أعتقد أن الجبهة لن تستغرق أكثر من أيام قليلة لاختيار مرشح تقف وراءه ولن تتكرر مأساة كثرة المرشحين الذين أخذ كل منهم أصواتا من الآخر، وسنتفق على اختيار مرشح واحد سواء كان من داخل الجبهة أو من خارجها.
■ هل الجبهة سترشح أحد قياداتها؟
– ممكن، سنتفق على مرشح وندعمه جميعا.
■ هل سيكون حمدين صباحى هو مرشح الجبهة؟
– لستُ مخولا بأن أقول اسما ولكننا سنتفق على اسم وندعمه ولم نناقش هذا الموضوع بعد، فالانتخابات الرئاسية ليست على الأبواب.
■ لماذا توقف التحاور مع حزب النور؟
– حزب النور كان قد أطلق مبادرة وعرضها على الجبهة ولكن العملية لم تكتمل والآن ليس هناك شىء متوقف أو شىء يدور بين الجبهة وحزب النور، خصوصا أن هناك خلافا بين الجبهة وحزب النور فى مسألة الدستور، ولكن هناك احترام متبادَل بيننا.
■ هل يمكن أن يكون هناك تحالف مع أحزاب إسلامية؟
– لا أعتقد، التحالف قد يكون داخل البرلمان فى مناقشات القوانين ولكن سيكون من الصعب وجود تحالف انتخابى مع أى من أحزاب الإسلام السياسى.
■ وماذا عن الحديث عن انضمام الفريق أحمد شفيق إلى الجبهة؟
– لا أعرف أى شىء عن هذا الكلام ولكنى سمعته من كثيرين، وإذا كان شىء من هذا حدث كنا ناقشناه فى الجبهة ولكنه لم يحدث ولم يصلنا أى شىء يفيد أن الفريق شفيق يريد الانضمام بنفسه أو بحزبه إلى الجبهة، وأعتقد أن هذا كلام قيل فى الإعلام دون دقة.
■ هل هناك فرصة لموافقة الجبهة على انضمامه إذا ما طلب ذلك؟
– إذا كان راغبا فى هذا الأمر سنجلس ونتكلم ونرى وجهات النظر ورأى الجبهة، ولا يوجد شىء لدينا اسمه ممنوع من الأول، والجبهة مفتوحة لكل مواطن مصرى شريف وأحمد شفيق انتخبه 13 مليون مصرى فهل يجوز أن أخبرهم أن اختيارهم جميعا خاطئ؟ أنا لا أنصّب نفسى إلهًا كى أحكم على الناس، شفيق اتُّهم بأنه ارتكب أخطاء ولكنه خرج من هذه القضايا فعلى أى أساس سأتحدث أنا ضده، مسألة الحكم على مواطن مصرى بأنه جيد والآخر سيئ وهذا فلول وهذا غير فلول أنا غير مقتنع بها.
■ وماذا عن مشروع تنمية إقليم قناه السويس؟
– هذا المشروع يعكس منظومة عدم الشفافية التى نعيش فيها، فإذا كان هذا المشروع بهذه الأهمية فلماذا لا نتتظر البرلمان؟ وما سِرّ هذه العجلة؟ ولماذا لا يتم عرضه على الرأى العام للتوافق المجتمعى وإبداء الآراء خصوصا أن هذا الموضوع حساس وعليه اتهامات بأن النظام يبيع القناة؟ ولماذا لا يخرج رئيس الجمهورية ليعرض هذا المشروع على الناس ويستطلع آراءهم؟ ولكن هذا المشروع يدخل فى منظومة الاستبداد والإجبار «هذا هو المشروع موافقين عليه كان بها، معترضين سنكمل»!
■ كيف ترى قيام مجلس الشورى بالدور التشريعى؟
– لا يوجد دور تشريعى لهذا المجلس، وهذا مجلس وهمى تم اختراعه من رئيس الجمهورية وتحصينه، والتاريخ سيحاسبهم على ما يقومون به حاليا وكل القوانين التى يصدرها هذا المجلس قابلة للطعن، وستسقط كل هذه القوانين ولكنها مسألة وقت.
■ كيف ترى معركة النظام مع السلطة القضائية؟
– مصيبة… ولماذا الإسراع فى ذلك، هذا دليل على أن هذا النظام يريد أن يتحكم فى كل مفاصل الدولة، يريد السلطة القضائية والسلطة التشريعية والسلطة التنفيذية «حدِّث ولا حرج»، ونحن لا نريد أن تنهار السلطة القضائية بقانون يعزل 2500 قاضٍ، جمال عبد الناصر عندما عزل 68 قاضيا قامت الدنيا ولم تقعد، ألا يمكن أن يكون هؤلاء القضاة هم الخبرة التى يحتاج إليها البلد حاليا، وهو بيعزل «اللى على مزاجه ويترك اللى على مزاجه»، كما حدث فى المحكمة الدستورية وضع قانونا كى يعزل قاضية! هم يسيرون فى طريق انهيار السلطة القضائية وهذا سيعود بنا إلى الانتخابات، والسؤال: هل سيشرف القضاة على الانتخابات أم لا؟ أم أن القضاة التابعون للنظام هم مَن سيشرفون عليها؟
■ هل ترى الجبهة أن قرض صندوق النقد الدولى هو الحل للأزمة الاقتصادية كما يقول النظام؟
– أولا هو لم يستطع الحصول عليه من الأساس، ولكن كان من الممكن أن يكون الحل إذا حصل عليه من زمان، ثم إن القرض لا يجب أن يؤخذ ليسد به عجز الموازنة، وكى أعيد هذه الأموال لا بد أن تكون لدىَّ مشاريع وأقنع الصندوق بأنى أستطيع أن أجذب استثمارات وأنعش السياحة، وإلا من أين سأردّ القرض، ويُسأل رئيس الوزراء الذى ظل يصرح بأن القرض سيتم: أين هذا القرض؟ وهذا دليل على أنه ليس لديه خطه للصندوق لسداد القرض.
■ وماذا عن الاعتراضات التى سجَّلَتها الجبهة على القرض؟
– أى قرض له شروط والمسلِّف كى يطمئن على عودة أمواله يجب أن يأخذ خطة عمل ومشروعات للحكومة تضمن له سداد أمواله من عائد هذه المشروعات ولكن الحكومة لم تقدم أى خطة وكل ما تفكر فيه هو رفع الدعم وزيادة الضرائب وأصلا هذه المصانع «بتقفل» ولكن الجبهة إذا أرادت أن تأخذ القرض فستعدّ مشروعات عائدها سيسدد القرض مثل خطة لإنعاش السياحة ومشروعات اقتصادية أخرى، ولكن هذا لم تفعله الحكومة وكل ما قامت به فى السياحة وهى مصدر أساسى للدخل تخصيص ثلاثة أدوار فى فندق للنساء فقط، وكأن مشكلة السياحة فى مصر عزل النساء عن الرجال فى الفنادق «تمخض الجبل فولد فقرا» فهذا النظام لا سياسة له.
■ إلى أى مرحلة وصل مشروع الاندماج مع الحزب المصرى الديمقراطى والدستور؟
– ما زال الأمر متوقفا، لأن هذا قرار هيئة عليا وعندما نجتمع سنحدد موقفنا فى ضوء الأحداث وقتها، ولكن من الممكن الاندماج، فالاتجاه فى الجبهة حاليا لدمج مجموعة أحزاب ليبرالية فى حزب واحد والأحزاب اليسارية فى حزب واحد.
■ كيف ترى علاقة مصر بالخارج خصوصا مع إيران وقطر وتركيا وحماس؟
– أعتقد أن كل هذه العلاقات تشوبها عدم شفافية، أنا مع أن علاقة مصر تكون جيدة مع كل الدول، ولكن النظام استفزّ الشعب المصرى لدرجة أنه كرَّهه فى دول معينة، فمساعدات قطر أصبحت ينظر إليها على أنها ليست مساعدة لمصر بقدر ما هى مساعدة للإخوان المسلمين، وأعتقد أن القطريين سينتبهون إلى هذه النقطة، وعلاقة مصر بإيران علامة استفهام كبيرة لأن إيران دولة قمعية وبها معتقلون، والأخ نجاد سحل حركة الشباب فى 2009، وعلى الرغم من ذلك استقبلناه بالأحضان، أعتقد أن هذا تضارب آراء، بمعنى «يا أحمد نجاد يا أهلا وسهلا، يا من ليس لديه أى ديمقراطية يا من سحل شعبه»، ولكنهم عندما يتحدثون عن سوريا يتحدثون عن أن بشار سفاح، كما أنه بسبب اختزالهم فلسطين فى حماس كرَّهوا الناس فى القضية الفلسطينية بسبب حماس مع أن حماس ليست فلسطين.
■ وكيف ترى علاقتنا بالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل؟
– أعتقد أنها أفضل منها فى عهد مبارك، رغم أن هؤلاء هم من كانوا يقولون قاطعوا المنتجات الأمريكية، وأمريكا راهنت على النظام الإخوانى وتصورت أنه نظام ديمقراطى وأنه سيصلح الاقتصاد ثم «ضربت لخمة» واكتشفت أن هذا النظام ليس لديه أى شىء يقدمه ولكنه ليس من السهل أنها تسقِط نظاما وتضع نظاما غيره.
لا أعرف أى شىء عن انضمام أحمد شفيق إلى الجبهة
القرض لا يجب أن يؤخذ لسد عجز الموازنة.. وكل ما قامت به وزارة السياحة عزل النساء عن الرجال فى الفنادق
الدستور