الأخبار

بعد أحداث العنف.. هل مقبلون على تكرار أحداث 54؟

12

 

 

في عام 1954 كان هناك جدل شديد حول العلاقة بين الدين والدولة وتخوُّف لا يزال موجودًا حتى الآن من سيطرة الإخوان المسلمين على الحكم، وتأثير ذلك على النموذج الذي كان يصبغ الحياة المصرية منذ عهدها الملكي، وكانت الفاجعة بفشلهم وسقوطهم بعد عام واحد من السيطرة على الدولة وكل مؤسساتها.

وبعد أحداث العنف التي تورطت فيها الجماعة، هل نحن مقبلون على حالة تشبه حالة عام 1954 وعلى شاكلة الصدام نفسه الذي حدث بين عبد الناصر والتنظيم السري لجماعة الإخوان والذي انتهى بأحكام مشددة على البعض منهم وصلت إلى الإعدام والسجن المؤبد؟

هذا ما بحث “البديل” عن إجابة له من خلال الخبراء والمتخصصين..

يقول نبيل عبد الفتاح الباحث المتخصص فى شئون الجماعات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن مساعي الإخوان لتكرار ما فعلوه عام 1954 من تصفيات سياسية واغتيالات للقادة ومحاولات نشر الفوضى ودعم الإرهاب لن ينجحوا فيه؛ لأن التاريخ لا يعيد نفسه، وهم أثبتوا للشعب كله أن مصلحة مصر ليست ضمن حساباتهم، فكل ما يعنيهم هو حماية التنظيم والحفاظ على الجماعة ونشر أفكارها، حتى لو عن طريق الدم.

وأشار عبد الفتاح إلى أن العنف الذي يمارسونه هو أمر متوقع في حالات الصراع السياسي، خاصة في أعقاب “انتكاسة” العملية الثورية بالنسبة لهم عن طريق انتصار إرداة الشعب التي كشفت تواطؤ الجماعة والتيار السلفي مع المجلس العسكري من قبل، والمزايدة بدم الشهداء، والمتاجرة بالدين؛ للوصول إلى غايتهم في الحكم، وفرض السلطة على الشعب المصري، وتحويل الدولة المصرية من حديثة إلى دولة يتم صياغتها على الهوى الأيدلوجي لجماعة الإخوان المسلمين، لافتًا إلى أن زعمهم بأنهم يحرصون على الثورة وشاركوا فيها هو أمر غير صحيح؛ فلم يشارك في 25 يناير إلا عدد قليل منهم وبدون أوامر الجماعة.

وأكد أن الإخوان المسلمين يعملون لصالح تشابكاتهم مع الجماعات الجهادية والتكفيرية في الخارج، ويحاولون تقوية شوكة بعضهم في سيناء؛ حتى يفقد الجيش السيطرة على هذه البقعة، مؤكدًا أنه أمر لن تسمح به القوات المسلحة، وستتصدى له بكل قوة وحزم.

وأوضح أن هناك سيناريوهات كانت جاهزة قبل 30 يونيو، وأولها العنف والفوضى، وهو ما يفلعونه الآن، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يستمر فترة حتى ينتهي أمرهم ويتراجعوا عن هذه الممارسات، مشددًا على أنه لابد أن تضع الدولة آليات للتصدي لهم من خلال الأساليب السياسية، وأن تضغط القوى الثورية لإحداث تغيير جذري في مستوى التعليم، وهو ما يضمن القضاء على هذه الأفكار الضالة ونشر قيم الإسلام بسماحته.

واتفق معه الدكتور جمال سلطان الباحث في شئون الجماعات الإسلامية أن الظرف السياسي والتاريخي في مصر يختلف عما حدث عام 1954 في حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما أن قيادات الإخوان ليسوا بنفس قوة ما كان موجودًا منهم في ذلك التوقيت.

وأكد أن التاريخ لا يعيد نفسه، وأن أحداث العنف كلها مؤقتة، ولن تستمر كثيرًا، مستشهدًا بالوقائع التي تكررت في السنتين الماضيين عقب ثورة 25 يناير، منها ماسبيرو ومجلس الوزراء ومحمد محمود، معقبًا أنها أخذت وقتها وانتهت؛ لأن مصر قادرة على التعافي السريع، مؤكدًا أن مثل هذه الأخطاء تحدث في حالة الحراك السياسي، ثم تهدأ الأمور وتعود لطبيعتها.

ولفت سلطان إلى أن القوى السياسية والقوات المصلحة وجميع المسئولين لن يتركوا الأمور تتفاقم أكثر من ذلك، وسيكونون حريصين على أن يتوقف مسلسل الدم؛ لأنه ليس في صالح أحد، ولأن الخاسرين هم الشعب المصري أيًّا كانت انتماءاتهم أو توجهاتم الفكرية والسياسية؛ فهم أبناء وطن واحد.

وأضاف “ربما لا يدري محمد البلتاجي- القيادي بالجماعة –  أن الأيام ستدور وتتغير المواقف، ويصبح رفقاء الماضي هم أعداء اليوم، وذلك حين صرح منذ عام ونصف وتحديدًا بتاريخ 17 ديسمبر 2011 أن إمكانية حدوث مواجهة بين الإخوان والمجلس العسكرى تبدو مستبعدة فى ظل حرص الجماعة على إقامة علاقة طبية مع جميع الأطراف بشكل يؤمن تسليم السلطة لحكومة مدنية ورئيس منتخب بحلول شهر يوليو 2012”.

وتابع “وبعد عزل الرئيس قال البلتاجي إن ما يحدث في سيناء الآن من عمليات جهادية هو رد فعل على ما وصفه بـ “الانقلاب العسكرى” على الرئيس المعزول محمد مرسى، مؤكدًا أن كل هذا سينتهى بمجرد إعلان الفريق أول عبد الفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، تراجعه عن قراره وعودة مرسى رئيسًا”.

وأوضح “واليوم تغيرت الدفة، وانتهت أحلام الجماعة بالسيطرة على الحكم، فقد أعلن البلتاجي خلال مقابلته مع “رويترز” بتاريخ 7 يوليو 2013 أن الغرب سيخسر بسبب العنف الذي ينجم عن عزل مرسي، وأن أوربا وأمريكا ستدفع ثمن كراهيتهم للإسلاميين إذا لم تعاقب الجيش المصري لعزله مرسي وانحيازه للشعب”.

وواصل “فيما قال عمرو دراج وزير التعاون الدولي المقال في حكومة هشام قنديل إن ما حدث بدأ بالانقلاب الناعم، وأصبح انقلابًا دمويًّا، فماذا ينتظر العالم؟ حربًا أهلية؟! وهو ما يعد استقواءً واضحًا بالغرب للتدخل في الشئون المصرية والضغط على الجيش لتلبية مطالبهم وعودة الرئيس المعزول رغمًا عن أنف الجميع وهذا ما لن يحدث، وما لن يدركه أو يستوعبه الإخوان والتيارات الإسلامية”.

البديل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى