مؤتمر الكونجرس حول مصير تحالف «أوباما والمرشد»

فشل توماس ميلا، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان، فى إقناع مؤتمر المعارضة المصرية، الذى أقامته منظمة التضامن القبطى فى الكونجرس الأمريكى، والذى اختتم فعالياته أمس الجمعة، بأن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما لا تنحاز للإخوان المسلمين، بينما قال أمام الحضور إنهم كثيراً ما قاموا بالطلب والضغط على الرئيس محمد مرسى من أجل حفظ الحريات والمضىّ فى إجراء إصلاحات حقيقية، فرد عليه الحضور الذى تألف من 40 شخصية دولية فضلاً عن أبناء الجالية المصرية: وماذا حدث بعد الضغط؟ وما هى النتيجة؟
واثناء خروجه من القاعة قال له أحد الحضور: أبلغ سفيرتكم فى مصر بأن «تخرس»، ولا تتحدث فيما لا يعنيها. ولم يعلق المسئول الدبلوماسى الأمريكى.
وعلى مدار تسع ساعات من المناقشات تحدث سبعة أعضاء من الكونجرس موجهين انتقادات لاذعة لإدارة أوباما، وحمايتها لمرسى والإخوان، مؤكدين أن مصر شهدت انهياراً فى الحريات، سواء حرية الإعلام أو حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية، وكل ما ينضوى تحت لواء حقوق الإنسان، وفى مقدمتها حقوق المرأة، وأن تحالف أوباما مع الإسلاميين فى الشرق الأوسط لم يعد سراً، وأن الولايات المتحدة والرأى العام الأمريكى سيظلان متمسكين بقيم أمريكا الداعمة للحريات.
فى حين سرد جيمس والزلى، المدير الأسبق للاستخبارات المركزية الأمريكية، تاريخ أمريكا مع الإسلاميين فى المنطقة، وفترة مواجهتهم للاتحاد السوفيتى فى أفغانستان، وقال إن أفكارهم كلها معروفة وتاريخهم معروف، وعلينا أن نتساءل: ما الذى يدفع للتحالف معهم.
أما نيد والكر، سفير أمريكا الأسبق لدى مصر، فقال إن الأفكار المتشددة التى يموج بها الشارع المصرى الآن غريبة عليه، وإن القوى الديمقراطية المدنية فى مصر تواجه مأزقاً بسبب عجزها عن مواجهة الدعم السعودى للسلفيين، والدعم القطرى للإخوان، فضلاً عن افتقاد المعارضة المصرية للقيادة الكاريزمية.
وقالت الصحفية الأمريكية جتيس ميلير إن اللعبة الدولية الآن تستخدم الإسلاميين، فالسنة تدعمهم أمريكا والشيعة تدعمهم روسيا، أما الدكتور عادل جندى، رئيس منظمة التضامن القبطى، فتساءل عن سر تمسك إدارة أوباما بالتحالف مع الإسلاميين، رغم رفض غالبية المصريين لهم.
وفى جلسة امتدت نحو أربعين دقيقة وتحت عنوان «القادم فى مصر» شرح الدكتور أسامة الغزالى حرب، عضو جبهة الإنقاذ، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، الصورة السياسية فى مصر كاملة، وكيف سُرقت الثورة من شباب مصر بسبب التحالفات والترتيبات التى جرت بين الإخوان وأمريكا والمجلس العسكرى، أثناء إدارته للفترة الانتقالية وكيف كانت القوى المدنية والثورية فى مصر تطالب بوضع دستور يضمن الحقوق والحريات قبل إجراء الانتخابات، ولكن أُجهض هذا السعى، وأصر مثلث «الإخوان- أمريكا-المجلس العسكرى»، على الذهاب للانتخابات قبل أن يكون للشباب أحزاب سياسية قوية قادرة على المنافسة.
وأضاف أن المؤتمر ليس للتضامن القبطى ولكنه للتضامن المصرى بين كل أبناء مصر فى هذه المرحلة الدقيقة وشرح الكيفية التى تتم بها أخونة الدولة للسيطرة على مفاصلها، مشيراً إلى أن المصريين أبدوا شجاعة فى مواجهة الفاشية الإخوانية، وأن هتاف «يسقط حكم المرشد» يعلو فى مصر منذ شهور.
ولم يغب عنه شرح الحالة التى يمثلها مرشد الإخوان داخل النظام السياسى الجديد، والتى يسعى الإخوان لتكريسها، الأمر الذى لاقى اهتماماً كبيراً من الحضور، وقال «حرب» إن شباب مصر أعاد الروح مرة أخرى بابتكاره حركة تمرد، التى تجاوب معها المصريون، لافتاً إلى أنها تنبع من التراث الثورى المصرى عندما قام المصريون بعمل توكيلات للزعيم سعد زغلول، إبان ثورة 1919، وهى التوكيلات التى رضخ لها المحتل آنذاك.
وأعرب «حرب» عن تفاؤله فى أن المصريين سيحققون الديمقراطية الحقيقية، وسيعدلون مسار ثورتهم وأن العام 2013 هو نهاية الإخوان.
أما المستشار أيمن فؤاد، عضو لجنة الحريات بنادى القضاة، فقدم عرضاً لما جرى خلال عام، من انتهاكات فى حق القضاة، وحصار المحكمة الدستورية، وقال: أنا كقاضٍ لا أريد أن أدخل فى السياسة ولكن كمصرى لا يمكن لى أن أسكت، وأنا أستعرض الإرهاب الذى تمارسه السلطة تجاه القضاة، وأسباب اعتراض القضاة على قانون السلطة القضائية، وأشار إلى أن هذه الممارسات لا تمارس فقط فى حق القضاة، وإنما يتعرض الإعلام الحر لها، بالحصار من قبَل القوى الموالية للسلطة، مستشهداً بحصار مدينة الإنتاج الإعلامى.
وكشفت مصادر بالكونجرس لـ«الوطن» أن السفيرة الأمريكية فى القاهرة آن باترسون، أصبحت أيامها معدودة فى مصر وأنه يجرى حالياً ترشيح عدد من الأسماء من قبَل وزارة الخارجية الأمريكية، وبعدها ستعقد جلسه استماع فى لجنة العلاقات الخارجية مع السفير الذى سيخلف باترسون، حيث من المقرر أن تعود لتتولى منصب مساعد وزير الخارجية. وكشفت المصادر أن المعارضة المصرية قدمت شكوى شفاهية ضد السفيرة أثناء زيارة وزير الخارجية جون كيرى إلى مصر، عقب توليه المنصب، حيث اتهموها بأنها منفتحة على فصيل واحد فى مصر هو الإخوان فقط.
الوطن