الأخبار

ديفيد إجناتيوس فى “واشنطن بوست”: جماعة “الإخوان” أصيبت بفساد السلطة

 

قال الكاتب ديفيد إجناتيوس في تحليل له بموقع جريدة واشنطن بوست الأمريكية: “إن قيادات جماعة الإخوان المسلمين تحولوا من منبوذين إلى نجوم لامعين، وبالتالي كان من الطبيعي أن يصيبهم فساد السلطة، وإذا كان الرئيس مرسي يريد أن يعامل كرئيس ديمقراطي، فيجب عليه أن يتصرف على هذا الأساس أولا”.

وتابع: “العرب لا يتوقفون عن توجيه هذا التساؤل: كيف أصبحت الولايات المتحدة فجأة الصديق الأكبر لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وذلك على الرغم من إصرار الرئيس محمد مرسي على الترسيخ لسلطات ديكتاتورية لنفسه، بينما أعضاء جماعته يضربون مناصري التيار الليبرالي في شوارع القاهرة؟!”، وهو سؤال يستحق الإجابة، بحسب رأيه.

ويشرح ديفيد كيف أن الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين قد وصلوا إلى السلطة بعد عقود من الانعزال والاضطهاد، فيمكن ملاحظة هذا الوضع الجديد خلال زيارة مرسي للأمم المتحدة والاتصالات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة التي قادت إلى اتفاقية وقف إطلاق النار بينن الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بحيث تحول قادة الجماعة من منبوذين إلى نجوم لامعين.

ولم ينف ديفيد أن الولايات المتحدة ساعدت في استقرار الأمور للجماعة في مصر، حيث عملت إدارة الرئيس أوباما مع نظيرتها المصرية في الجوانب الاقتصادية، ولم يتوقف مساعدو الرئيس مرسي عن التباهي بعلاقاتاهم المقربة بالرئيس أوباما.

ويعتقد ديفيد أن الدور الذي لعبه الرئيس مرسي كأحد رسل السلام في الشأن الفلسطيني الإسرائيلي مؤخرا كان هو نقطة التحول الرئيسية في علاقة إدارة أوباما بنظيرتها المصرية.

ويشرح الكاتب الأمريكي كيف أن ما وصفه بـ”فساد السلطة” قد أصاب الرئيس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، حالهم في ذلك حال أي جماعة تتعرض للنبذ لسنوات، ثم تتولى مقاليد السلطة، وذلك من خلال إصداره للإعلان الدستوري في 22 نوفمبر، واعتقاد أعضاء جماعة الإخوان أنه يحمي بذلك الثورة من القضاة المعينين من قبل الرئيس مبارك، لتتطور الأمور ويشتبكوا مع المتظاهرين في الشارع بالحجارة والأنابيب المعدنية.

ويتابع ديفيد: “الولايات المتحدة اكتفت في ردها على هذه الواقعة ببيان فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، والتي دعت خلاله كل الأطراف إلى حل النقاط الخلافية بهدوء وبالحوار الديمقراطي”، ناقلا تعليق مسئول عربي – لم يسمّه – ردا على هذا البيان: “لقد اغتصب الرئيس مرسي سلطات غير شرعية وأعطاها لنفسه خالقا فرعونا جديدا ليصبح مبارك مقارنة به مجرد مستبد هاو متدرب. هل تخلت الولايات المتحدة عن أخلاقياتها في غمرة حماسها في البحث عن صديق جديد؟”.

ويفسر ديفيد من جهته هذا التعامل من قبل الإدارة الأمريكية مع الأزمة من منطلق أن المصريين والعرب بصفة عامة يصنعون تاريخهم في الوقت الحالي، ويجب عليهم أن يتعايشوا مع عواقب هذه التطوارات، والأكثر من ذلك أن المتظاهرين الليبراليين يتطلعون إلى دعم أمريكي في مطالبهم للحصول على نسخة ليبرالية أقل تطرفا من مصر، وهو ما يعتقد ديفيد أنه طلب مستحيل –أي الوقوف إلى جانب التيار الليبرالي، لأنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تتخذ جانبا ضد الآخر، سواء جانب الليبراليين أو أولئك الذين يطالبون بتطبيق الشريعة.

ويفسر ذلك بأنه سبق للولايات المتحدة أن وقفت إلى جانب نوري المالكي رغم تحذير كثير من التيارات السياسية العراقية منه، لكن تبين فيما بعد أنه يتعاون ويدعم إيران بكل الأشكال.

ويتابع بأن الثورات في العالم العربي أمامها سنوات كي تسفر عن أوضاع ونتائج مستقرة، ولا يمكن التنبؤ بما أو من ستسفر عنه الثورة، وبالتالي فمن الخطأ أن تراهن الولايات المتحدة على تيار بعينه في المشهد السياسي المصري، وعليه يتوقف دور الولايات المتحدة في هذه الحالة على دعم الإصلاح الاقتصادي مع الإبقاء على قنوات الحوار مفتوحة مع أية حكومة ديمقراطية تتولى مقاليد السلطة.

واختتم ديفيد تحليله بالقول: “يمكن للولايات المتحدة أن تدعم ثورات العالم العربي في حال لو صرحت بأنها محكومة بمصالحها وقيمها فقط، وليس بحلفاء وأصدقاء انتقاليين، وإذا كان الرئيس مرسي يريد أن يعامل كرئيس ديمقراطي فيجب أن يتصرف على هذا الأساس”….

 

 

 

بوابه الاهرام

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى