لا تندهشوا واقرأوا التاريخ

 

خالد منتصر

 

من يندهش من مشاهد السحل التى قام بها الإخوان لمعتصمى الاتحادية ونزيف الدم الذى تفجر من الوجوه والأجساد ورعشة ورعب وفزع الأسرى الذين كانوا يعذبون للحصول على اعترافاتهم.. هو مواطن لم يقرأ تاريخ الإخوان، فمن قرأ تاريخهم لن يندهش وسيشاهد تلك المذبحة وكأنها خاتمة سيناريو متوقع، ويكفى أن أقول إنه لا يمكن للإخوان أن يكونوا أحن علينا من أبنائهم، فيكفى أن تقرأ الهجوم على عبدالمنعم أبوالفتوح أو الخرباوى أو كل من سولت له نفسه وضُبط متلبساً بتهمة التفكير المختلف أو طرح السؤال أو مجرد المناقشة، أفحش العبارات وأقذع الألفاظ، لا يتورعون عن التشويه والتحقير واستخدام أخس وأدنى أسلحة السباب فى خلافاتهم حتى مع أبناء جلدتهم، وسأقدم لمن لم يقرأ تاريخ الإخوان قصة اغتيال المهندس الإخوانى سيد فايز بيد الإخوان وقنبلة الإخوان، ملحوظة: بكى عليه المرشد وقتها بكاءً حاراً.

المعلومات من مراجع الإخوان أنفسهم ولمن يريد أن يعرف المزيد لضيق المساحة عليه أن يعود إلى موقع عبدالفتاح عساكر الذى جمع كل الشهادات حول هذا الموضوع، ولنقص عليكم واحدة من قصص الإخوان الدموية لعل دهشتكم تخف حدتها وحيرتكم تجد تفسيراً.

المهندس (سيد فايز عبدالمطلب) (مهندس ومقاول) وهو من مواليد 1920وكان من أبرز أعضاء جماعة الإخوان ومن أخطر أعضاء النظام السرى، قتل المهندس السيد فايز عبدالمطلب يوم الخميس 19 نوفمبر 1953م / 12 ربيع الأول 1373هـ فى يوم ذكرى مولد النبى -عليه الصلاة والسلام- بأن أرسل له صندوق حلوى بمناسبة مولد النبى كهدية سلمت لشقيقته (سيدة فايز عبدالمطلب) وطُلب منها ألا يُفتح إلا بمعرفته وعندما عاد إلى منزله قصت عليه أخته ما حدث، فأخذ الصندوق وفتحه فانفجر فيه حيث كان ملغماً وقتل هو وشقيقه وجرح باقى من فى البيت وجرحت «سيدة» أخته، كما أن حائط الحجرة سقط على طفلة كانت تسير بالشارع فماتت.

ويقول الدكتور محمود عساف، مستشار النظام الخاص فى كتابه (حسن البنا) فى «ص154»وما بعدها وتحت عنوان: انحراف النظام الخاص ومقتل السيد فايز «فى يوم من أيام مايو 1944م دعيت أنا والمرحوم الدكتور عبدالعزيز كامل (نائب رئيس الوزراء ووزير الأوقاف وشئون الأزهر) فى أواخر عهد عبدالناصر لكى نؤدى بيعة النظام الخاص، فذهبنا إلى بيت فى حارة الصليبة فى منتصف المسافة بين السيدة زينب والقلعة، ودخلنا غرفة معتمة يجلس فيها شخص غير واضح المعالم يبدو صوته معروفاً هو صوت صالح عشماوى، وأمامه منضدة منخفضة الأرجل، وعلى المنضدة مصحف ومسدس، وطلب من كل منا أن يضع يده اليمنى على المصحف والمسدس ويؤدى البيعة بالطاعة للنظام الخاص والعمل على نصرة الدعوة الإسلامية».

«كان هذا الموقف عجيباً يبعث على الرهبة وخرجنا معاً إلى ضوء الطريق ويكاد كل منا يكتم غيظه، قال عبدالعزيز: هذه تشبه الطقوس السرية التى تتسم بها الحركات السرية كالماسونية والبهائية ولا أصل لها فى الإسلام، صدقت على كلامه ثم انصرف كل منا إلى حال سبيله».

«التقيت بالأخ المهندس سيد فايز، فى شارع العباسية أمام مكتبة المطيعى، وجدته غاضباً على النظام الخاص، وأفكاره حوله تكاد تتطابق مع أفكارى».

«وفى اليوم التالى وكان ليلة مولد النبى (ذهب شخص ما بصندوق من حلوى المولد وطرق باب بيت سيد فايز فى شارع عشرة بالعباسية، وسلم صندوق الحلوى إلى شقيقته قائلاً إنه لا يجب أن يفتحه إلا السيد.. وبالفعل حضر السيد فايز وتسلم الصندوق وبدأ يفتحه وإذا بالصندوق ينفجر ويودى بحياته «تلك جريمة رهيبة لا شك عندى أنها من فعل النظام الخاص لمجرد أن السيد فايز يعارض وجوده».

«سألت الشيخ السيد سابق عن هذه الواقعة، فقال إن رئيس النظام هو الذى خططها، ونفذها أحد معاونيه»، انتهى الاقتباس ولكن هل سينتهى سفك دم الناس؟

 

الوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى