الأخبار

أسلوب الأهلى الممتع

 

 

•• قال تيتى مدرب كورنثيانز إن الأهلى أجبر لاعبيه على النظر المستمر إلى الساعة، حتى يمضى الوقت وينتهى اللقاء بفوز فريقه.. وكنت مثل تيتى أتابع المباراة من الوضع واقفا، وتمنيت ودعوت بفوز الأهلى أملا فى ابتسامة خجولة أخرى. وفى تلك الأيام أخاف فى بعض الأحيان أن أضبط متلبسا بالضحك، مما قد يعرضنى إلى بلاغ ومحضر.. ربنا يستر!

 

•• أمتعنا الأهلى.. وقدم لنا تلك البهجة فى أربع مباريات صعبة متتالية، أمام الترجى ببرج العرب وفى رادس، ثم مع هيروشيما وكورنثيانز.. والفريق له شكل فى الأداء، يصنعه بأسلوب جميل يقوم على التمرير وليس على التحضير. والفارق بينهما كبير، يساوى تقريبا الفارق بين فريق يمتلك الكرة ولا يعرف ماذا يفعل بها، وهذا فى حالة التحضير. وفريق يمتلك الكرة ويعرف ماذا يفعل بها فينطلق إلى الأمام فى هجوم مخطط ومحسوب ومصبوغ بالجماعية.

 

•• أسلوب الأهلى الممتع. وهو جزء من أسلوب برشلونة. وهو جزء من أسلوب حياة مملكة النحل أو النمل. تسليم وتسلم. الكثرة تهزم الشجاعة. ذكاء الثعالب يهزم شجاعة الأسد. وهذا الأسلوب الممتع، شديد الصعوبة. يتطلب تدريبا شاقا، ولياقة عالية، وذكاء تكتيكيا لكل لاعب. إنه مزيج بين تبادل الكرة بالطريقة الإسبانية، وتبادل المراكز بالطريقة الهولندية.. ويقوم هذا الأسلوب على الحركة المستمرة من جانب لاعبى الفريق.. واختيار المساحة التى يتحرك فيها اللاعب بعناية.. إنه أسلوب يقوم أيضا على فكرة الجماعية والتعاون والمساندة. الكل فى واحد. والواحد للكل.

 

•• يدافع الأهلى بتنظيم جماعى وتضييق للمساحات. ويهاجم أيضا بتنظيم وبتقارب للمسافات. والفريق ينتقل بنصفه أو بأغلبه من ملعبه إلى ملعب منافسه بالتمرير. لكنه أحيانا يمارس خدعة نقل الكرة أو الانتقال إلى ملعب المنافس بتمريرة طويلة يمارسها أبوتريكة. الرجل الذى يرى الملعب جيدا، ويرى انتشار الزملاء جيدا، ويملك قدرة إرسال التمريرة الساحرة. وعلى الرغم من سيطرة الأهلى على الكرة معظم الوقت بعد هدف كورنثيانز مباشرة ثم سيطرته على الكرة كل الوقت فى الشوط الثانى، إلا أنه عجز عن التسجيل بسبب التنظيم الدفاعى المميز للفريق البرازيلى. وهو الأمر الذى حرم رباعى الأهلى الهجومى وليد سليمان والسيد حمدى وجدو وعبدالله السعيد ثم أبوتريكة من دخول الصندوق.

 

•• خارج الإطار: شاهدت العديد من المصريين وهم يلتفون حول الشاشات لمتابعة المباراة. المصريون الذين أعرفهم. والمشهد ذكرنى بدور الملك مينا موحد القطرين فى عصر الأسرة المصرية الأولى من عام 3200 قبل الميلاد.. وكم كان جميلا أن الأهلى وحد المصريين فى عصر الأسرة المصرية الحالية.. يوم 12 من شهر 12 من عام 2012.. يا له من تاريخ يا له من زمن؟

بوابة الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى