جمهورية إمبابة تقول «لا».. والمقاهي والمساجد وسيلة الحشد لـ«نعم»

خالد فؤاد
مليون وألف نسمة هو عدد سكان إمبابة حسب الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، هذا الرقم الضخم لعدد السكان منحها لقب «جمهورية الصين الشعبية»، إلا أن إمبابة تكتسب شهرتها أيضا من أحداث «جمهورية إمبابة الإسلامية» التي بدأها شخص يدعى «الشيخ جابر»، الذي فرض سطوة الجماعة الإسلامية على إمبابة في أواخر الثمانينيات، فأصبحت دولة داخل الدولة لها قوانينها الخاصة، إلى أن أنهت الدولة سطوته بحرب دموية استمرت 7 أيام في عام 1992.
ظاهرة «الجمهورية الإسلامية»، جعلت من إمبابة معقلا للتيار الإسلامي، وهو ما ظهر جليا في حادث احتراق كنيسة العذراء بشارع الوحدة، بعد تجمهر عدد ضخم من أعضاء التيار السلفي أمام الكنيسة بعد ادعاء شخص وجود مسيحية تحولت للإسلام محبوسة داخل الكنيسة.
ورغم شهرة إمبابة كمعقل للتيار الإسلامي، إلا أن العينة التي التقت بها «الشروق» غلب عليها التصويت بـ«لا» وإن كانت أغلب المبررات تتعلق بالخوف من عودة نموذج الجمهورية الإسلامية بشكل موسع.
يقول أب وفهد، أحد الباعة في سوق للخضار، «33 عاما»، إنه سيصوت بـ«لا» للدستور، رغم عدم قراءته مسودة الدستور، وعدم فهمه لأغلب المناقشات التي تدور حوله.
وتساءل أبو فهد: كيف يمكن الوثوق بالدستور القادم، مع انسحاب أغلب أعضاء الجمعية التأسيسية عدا التيار الإسلامي؟
أما محمد أشرف، عامل في قهوة، 18عاما، فقد أكد أنه سيصوت بـ«نعم»، معللا ذلك بأن عائلته بالكامل ستوافق على الدستور رغبة في استقرار البلد المهدد بسبب مظاهرات المعارضة، مشيرا إلى أن أغلب رواد القهوة أصبحوا عاطلين بسبب هذه الأحداث.
وأضاف أشرف، أن والده سيصوت بـ«نعم»، وأن العائلة بالكامل تؤيد الرئيس لأن جماعة «الإخوان المسلمين» هي التي تستطيع إدارة هذا البلد.
ويرى مينا فريد، محاسب، «24 عاما» أن التصويت بـ«نعم» في الدستور سوف يعود بالبلد إلى الظلمات، ويقضي على حلم المصريين بعد ثورة 25 يناير بالديمقراطية والمواطنة، وأن هذا الدستور سوف يخلق الدولة الاستبدادية ويرسخها.
وكشف فريد، عن أن النسخة النهائية من مسودة الدستور تباع في المكتبات بإمبابة، وسعر كل نسخة 2 جنيه، وإنه اشترى الدستور وقرأه بعناية، واكتشف أن هناك نسخا متداولة تختلف عن التي حصل عليها من المكتبة، معتبرا أن هذا الدستور المروج يستخدم لتضليل الناس عن الدستور الحقيقي. وأضاف فريد، أن هناك عدة مقاهٍ في إمبابة يستخدمها التيار الإسلامي للحشد للتصويت بـ«نعم»، مثل مقهى الخيالة، ومقهى فرح.
الشروق